المحتوى الرئيسى

حين أغرقت الصين قرابة مليون من سكانها لمواجهة التسلط الياباني.. قصة أسوأ قرار سياسي | المصري اليوم

07/22 15:29

خلال الحرب الصينية اليابانية الثانية، التي وقعت في أعقاب حادث جسر ماركو بولو، في يوليو عام 1937 واستمرت أكثر من 8 سنوات حتى انتهت بنهاية الحرب العالمية الثانية، قتلت الصين قرابة مليون مدنيًا من سكانها؛ بغية مواجهة التقدم الياباني ولكن كيف حدث ذلك، وما هي قصة أسوأ قرار سياسي في تاريخ الصين الحديث؟

«نوباديا».. شاب نوبى ينقل تراث الجنوب إلى العاصمة

«ليست للرجال فقط».. «غادة ورحمة» صعيديتان تقتحمان مهنة النجارة

«ليست للرجال فقط» .. امرأة تُدرّب الشباب على الملاكمة في صعيد مصر

كانت الحرب اليابانية الصينية الثانية نزاعًا عسكريًّا دار في المقام الأول بين جمهورية الصين وإمبراطورية اليابان قبل تدخل أطرافا حليفة، منذ السابع من يوليو 1937 وحتى سبتمبر 1945 إذ بدأت الحرب بحادثة «جسر ماركو بولو» في عام 1937؛ ثم تصاعد النزاع بين القوات اليابانية والصينية ليصل إلى معركة حربية و تُرجع بعض المصادر في جمهورية الصين الشعبية الحديثة؛ تاريخ بداية الحرب إلى الغزو الياباني لإقليم منشوريا التابع للصين عام 1931. كما ُتعرف الحرب في الصين باسم «حرب المقاومة الصينية ضد اليابان»

عانى الصينيون على مدار 8 أعوام أهوال الحرب بين الجيوش اليابانية وقوات الجبهة الوطنية الصينية التي تضمنت القوميين والشيوعيين؛ بدءًا من المذابح وعمليات الاغتصاب الجماعي التي شهدتها « نانجنج» مرورًا بالأهوال التي قامت بها الوحدة اليابانية 731، ثم وصولًا للفيضان المدمر الذي تسبب فيه جنود الجبهة الوطنية الصينية وأوقع عددا كبيرا من الضحايا المدنيين الصينيين، ولكن ما قصة هذا الفيضان المتعمد الذي راح ضحيته مئات اللآلاف وشرد بسببه ملايين المدنيين؟

في بداية الحرب الصينية اليابانبة الثانية حقق الجيش الإمبراطوري الياباني، تقدماً سريعاً تمكن على إثره من انتزاع مناطق عديدة من قبضة القوميين والشيوعيين الصينيينوبحلول منتصف العام 1938، أحكمت القوات اليابانية قبضتها على شمال الصين منتزعًا في السادس من يونيو 1938 مدينة« كايفنج» بإقليم «هانان» ما هدد مناطق أخرى أكثر حيوية كـ«تشنجتشو» و« يوهان»وهو ما دفع الزعيم القومي الصيني، شيانج كاي شيك للجوء للحل الأصعب لوقف التقدم الياباني؛ إذ أقدم على هدم السدود الترابية لدى النهر الأصفر لإغراق المنطقة بأسرها بهدف شل حركة الجيش الياباني؛ وهو ما قال عنه لاحقًا أنه « الأمل الأخير لإنقاذ البلاد من اليابانيين».

الزعيم القومي الصيني الذي يراه بعض الصينيين بطلا حتى يومنا هذا أقدم على إغراق مئات للآلالف من الصينيين والتضحية بهم من أجل انتشال البلاد من فكي التسلط الياباني التوسعي؛ وتنفيذاً لهذه الخطة، عمدت قوات الزعيم القومي الصيي، شيانج كاي شيك ما بين يومي 5 و7 يونيو 1938 لنسف السد الترابي القريب من « هوایوانكو» بإقليم «هنان» ما تسبب في إغراق أقاليم «آنهوي» و«جيانكسو» و«هنان» بالكامل بعدما غطت مياه الفيضانات مناطق واسعة من وسط الصين وامتدت نحو جنوب البلاد مدمرة آلاف الكيلومترات المربعة من الأراضي الفلاحية.

ابتلعت الفيضانات مئات اللآلاف من الصينيين و أسفرت عن تدمير قرى بأكملها كما أجبرت ملايين الصينيين على الهجرة الداخلية . راح ضحية الفيضانات مئات الألاف من المدنيين الصينيين؛ إذ قدمت المصادر الرسمية الصينية والباحثون التاريخيون بعد عقود من انتهاء الحرب أرقاما متضاربة لعدد القتلى تراوحت بين 400 ألف و900 ألف ضحية.و حسب ما أعلنه القوميون الصينيون الذين أشادوا بما أسموه « بتضحية الشعب الصيني»، أسفر فيضان النهر الأصفر عن مقتل 800 ألف شخص ، وتشريد 8 ملايين آخرين. في المقابل، رفض الباحثون والمؤرخون المعاصرون هذا الرقم متحدثين عن وفاة نحو 400 ألف شخص فقط وتشريد 5 ملايين آخرين، فضلًا عن تفشي المجاعة والفقر بكامل المناطق التي طالها الفيضان.

رغم مئات الآلاف من الضحايا الذين راحوا نتاج الحل الأكثر دموية في تاريخ الحروب المعاصرة شكك بعض المحللين والخبراء المعاصرين في مدى فاعلية فيضان عام 1938 لصد اليابانيين؛ بل وذهب بعضهم إلى أن الجيش الياباني كان بعيدا عن تلك المناطق عند بداية فيضان النهر الأصفر كما تمكن بحلول أكتوبر من نفس السنة من إخضاع« يوهان » بعد مهاجمتها من محاور عديدة

من ناحية ثانية، واجه اليابانيون خلال السنوات التالية بعض الصعوبات في الحفاظ على إقليمي آنهوي وجيانجسو اللذين ظهرت بهما حركة مقاومة صينية شرسة تزامنا مع معاناة الجيش الياباني من مصاعب جمة لنقل الإمدادات إليهما جراء تدمير الطرقات، .

يرى بعض الباحثين أن تصاعد اندلاع الحرب اليابانية الصينية الثانية على نطاق واسع في سنة 1937 كان بداية الحرب العالمية الثانية؛ إذ تُشكل غالبية الضحايا من المدنيين والعسكريين في حرب المحيط الهادئ؛ نسبة ما بين 10 ملايين و 25 مليون مدني صيني، ونحو أكثر من 4 ملايين من العسكريين الصينيين واليابانيين؛ وذلك بسبب أعمال العنف المتصلة بالحرب والمجاعات وأسباب أخرى.

كانت الحرب نتيجة لسياسة الإمبريالية اليابانية التي دامت لعقود؛ بغرض توسيع نفوذ الامبراطورية اليابانية سياسيًا وعسكريًا، وذلك من أجل تأمين الوصول إلى احتياطيات المواد الخام ولتأمين الوصول إلى الغذاء والعمالة.

جلبت فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى مزيدًا من الضغوط على الحكومة اليابانية؛ فقد سعى اليساريون إلى المطالبة بحق الاقتراع العام ونحو منح العمال مزيدًا من الحقوق. كذلك أدت زيادة إنتاج المنسوجات من قِبل المصانع الصينية إلى التأثير بالسلب على الإنتاج الياباني. وقد تسبب الكساد الكبير في تباطؤ شديد فيما يخص الصادرات، مما ساهم في نشأة النزعة القومية المتشددة، التي بلغت ذروتها بصعود فصيل عسكري فاشي إلى السلطة. قاد هذا الفصيل في ذروته مجلس وزراء «هيديكي توجو» التابع لرابطة مساعدة حكم الإمبراطورية بموجب مرسوم من الإمبراطور هيروهيتو. وفي عام 1931، ساعدت «حادثة موكدين» في إشعال شرارة الغزو الياباني لإقليم منشوريا التابع للصين

. هُزم الصينيون وأنشأت اليابان دولة دمية (عميلة) جديدة، هي مانشوكو؛ لذلك يشير العديد من المؤرخين إلى عام 1931 باعتباره بداية الحرب اليابانية الصينية الثانية. تبنت حكومة جمهورية الصين الشعبية الجديدة هذا الرأي. وفي الفترة من عام 1931 إلى عام 1937، واصلت الصين واليابان المناوشات في اشتباكات محلية صغيرة، تسمى «الحوادث».

في أعقاب حادث جسر ماركو بولو، حقق اليابانيون انتصارات كبرى؛ فاستولوا، في عام 1937، على بكين وشنجهاي والعاصمة الصينية نانجينج، وأدى ذلك إلى حدوث مذبحة نانجينج. وبعد الفشل في إيقاف اليابانيين في معركة ووهان، نُقلت الحكومة المركزية الصينية إلى تشونغتشينج (تشونغكينغ) في الداخل الصيني. وبحلول عام 1939، وبعد الانتصارات الصينية في تشانجشا وجوانجشي، ومع امتداد اتصالات الجنود اليابانية إلى أعماق الداخل الصيني، وصلت الحرب إلى طريق مسدود. عجز اليابانيون أيضًا عن إلحاق الهزيمة بالقوات الشيوعية الصينية في شنشي، والتي شنت حملة من التخريب وحرب العصابات ضد الغزاة. وفي حين أحكمت اليابان سيطرتها على المدن الكبرى، فإنها كانت تفتقر إلى العدد الكافي من القوات للسيطرة على المناطق الريفية الشاسعة في الصين. في نوفمبر 1939، شنت القوات القومية الصينية هجومًا كبيرًا في فصل الشتاء، في حين شنت القوات الشيوعية الصينية هجومًا مضادًا في وسط الصين في أغسطس 1940.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل