المحتوى الرئيسى

حكاية الحوادث ..| قتلت طفلها.. رحمة به

06/23 16:12

كان قلبها يحترق كل مرة تضمه فيها إلى صدرها، أو وهي تحمله إلى فراشه لينام، وتمضي ساعات الليل الطويل بجوار فراشه تتأمله، والدموع تملأ عينيها، تمد يدها بين الحين والآخر، تتحسس بها جبهته أو تماس أنفاسه الرقيقة المتقطعة.

اقرأ أيضا |  ضبط عاطل بحوزته كميه من مخدر الحشيش وعملات مزوره بالساحل 

كانت تعلم بأن أيامه معدودة، فطفلها الصغير الذي لم يتجاوز شهره الثامن يعاني من مرض خطير يعجز الطب عن شفائه، إنه مصاب بضمور في العضلات، وهو نفس المرض الذي أصيب به طفلها الأول، وقضى عليه في طفولته، عاشت الأم مأساة طفلها الذي رحل بكل ماحملت من قسوة، وألم، كان يخيل إليها أحيانا أن قلبها سيتوقف عن النبض، وأن أنفاسها قد احتلت داخل صدرها، وهي تتطلع إليه في فراشه الذي يرقد فيه، وهو عاجز عن الحركة تماما، ثم جاءت النهاية عندما استيقظت من نومها في صباح أحد الأيام، وإذا بها تجد صغيرها قد نام إلى الأبد.

تذكرت كل هذا وهي تحمل طفلها الثاني المريض قبل أن تعينه إلى فراشه، ولكنه لم ينم، فقد كان يتلوى من شدة الألم، وأحست الأم أن نهاية العالم تقترب مع أنفاسه الصغيرة المتقطعة، شعرت برعشة تسري في جسدها، وسمعت صوتا يقول لها: "رحمة بهذا الصغير، أنتي الوحيدة التي تستطيعين أن تضعي جدا لآلامه، وآلام!".

لم يطل انتظارها، وياريت إلى أقراصها المنومة، والتقطت البعض منها، وأذابتها في ملعقة من تلماء، وضعتها بين شفتيه الصغيرتين، وشرب الصغير المسكين الذي قدمته له الأم، ثم ما لبث أن أغمض عينيه، ونام، وكانت آخر مرة يفتح فيها عينيه، وعندما عند الجسد الصغير حملته، ارتحت تضمه إلى صدرها، وتبكي كما لم تبك من قبل في حياتها.

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل