وصيته لأبنائه الحفاظ على الوطن.. رحيل بطل سينا "حجاج الكاشف".. واجه الاحتلال وحكمت عليه إسرائيل بالسجن 88 عاما - صوت الأمة

وصيته لأبنائه الحفاظ على الوطن.. رحيل بطل سينا "حجاج الكاشف".. واجه الاحتلال وحكمت عليه إسرائيل بالسجن 88 عاما - صوت الأمة

منذ ما يقرب من 3 سنوات

وصيته لأبنائه الحفاظ على الوطن.. رحيل بطل سينا "حجاج الكاشف".. واجه الاحتلال وحكمت عليه إسرائيل بالسجن 88 عاما - صوت الأمة

ودع أبناء شمال سيناء البطل "حجاج أيوب الكاشف" ابن مدينة العريش، عن عمر يناهز 100 عام والحاصل على نوط الامتياز من الدرجة الأولى من الرئيس الراحل أنور السادات بعد رحلة عمر حافلة بأدوار وطنية أدى خلالها رسالة النضال لمعاونة الوطن فى تحرير سيناء وقت احتلالها وحكم عليه بالسجن 88 عاما حتى خرج بصفقة تبادل أسرى.\nذكرى "البطل حجاج" وبطولاته كانت الأبرز فى بيت العزref='/tags/178889-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B2%D8%A7%D8%A1'>العزاء الذى أقامته عائلته فى ديوان يحمل اسم العائلة "الكاشف" بأزقة مدينة العريش القديمة وسط المدينة.\nذهبنا إلي بيت العزاء الذى جلس فيه ابنائه وإليهم لم تنقطع وفود المعزين من أهالى سيناء الذين لم ينسوا البطل وتخليد دوره.\nقال عاطف حجاج، نجل البطل المناضل، إن الوالد حجاج، تلخص دوره النضالى فى أن فرد ضمن مجموعات النضال فى سيناء الذين ساندوا الدولة وكانوا عيونها على الأرض وهو ماعرف باسم "منظمة سيناء العربية" ولكل بطل مهام وتوجيهات تصل ويقوم بها لزعزعة وجود المحتل وإلحاق الخسائر بكل ما يضعه من عتاد على الأرض وقطع الطرق على تحركاته بتوجيهات من الدولة.\nأضاف الابن "عاطف" أن والده تم إلقاء القبض عليه بسبب هذا الدور الوطنى واقتيد لمحاكم إسرائيلية، وهناك حكم عليه بالسجن 88 عاما بينها 44 عاما للتنفيذ، ولكن الوطن لا يتخلى عن رجاله فقد تم إخراجه من السجن الإسرائيلى فى أول دفعة تبادل أسرى بعد انتصار مصر الخالد فى أكتوبر من عام 1973.\nوأشار إلى أن والده بعد خروجه تم تكريمه ومنحه نوط الامتياز من الدرجة الأولى، لافتا إلى أن تفاصيل ما قام به لم يكن يخبر بها أحد وهى محفوظة فى أيادى آمنة تحفظ تاريخ كل بطل، لكن العريش لا تنسى لوالده حكايات ابتكار وسائل تمويه فى الاختباء كان أهمها "الصندوق الخشبى" المتحرك ليلا من بيت لبيت وهذا الصندوق ويطلق عليه بلهجة أهل العريش "سحاره"، كان مخبأة عن العدو وهى الأريكة القديمة التى كانت فى البيوت تستخدم للجلوس والنوم عليها على هيئة صندوق مغلق الجوانب، واتخذها هو مخبأ له يتحرك بها ويدخل أى بيت ويقوم صاحب البيت بوضعها فى ركن واستخدام أى فرد من الأسرة لها كسرير نوم حتى لا تلفت الأنظار، بينما هو بداخلها نائما، وتقديم كل اللازم له من صاحب البيت وبذلك سجل فى التاريخ أن جميع من كان يسكن العريش كان غطاء لوجستى للأبطال المتحركين لتنفيذ المهام ضد الاحتلال الإسرائيلى فى ذلك الوقت، لافتا إلى أن والده "حجاج الكاشف" نموذج مكرر لإبطال من سيناء فى كل ربوعها أدوا دورهم الوطنى.\nوقال نجله "علاء"، إن والده البطل حجاج الكاشف توفى وعمره 100 عام بعد رحلة طويلة من العمل النضالي، وأنه أنجب 18 ابنا وابنة وله نحو 90 حفيد، وحرص على تعليم أبنائه وبناته خلال حياته وجميعهم خريجين كليات.\nولفت إلى أن مصادفات الحكم عليه انه لم يكن مدان أمامهم، حيث رفض تماما الاعتراف بأى تهم وجهت له، وأحضرت له هيئة المحكمة طيار إسرائيلى مبتور قدمه وقالوا له ما ذنب هذا تبتر قدمه، وكان رده "وما ذنب أطفال بحر البقر ليقتلوا" وعلى الفور كان النطق بالحكم بالسجن 88 عاما.\nوأضاف أن والده بعد خروجه من السجن استقبل فى مصر استقبال الأبطال، وكانت أول عبارة وجهت له "دخلت بطل وطلعت بطل" لأنه لم يعترف على أى شخص من المناضلين الذين كانوا يرافقونه، ومن يوجهه ويساعده رغم بشاعة التعذيب الذى تعرض له وقساوته التى لا تحتمل وتركت آثارها عليه.\nوتابع الحديث الابن الأكبر "على" بقوله إنه كان شاهد عيان على جانب من بطولات والده عندما كان يغيب عنهم لفترات ولا يخبر أحد بسره وقوات الإحتلال وقتها تقتحم المنزل من وقت لأخر بحثا عنه حتى انهم فى مرة أشبعوه ضربا وهو طفل صغير يريدون انتزاع معلومة منه عن والده الذى بالفعل لم يكن يعرف أين هو.\nوأشار إلى أن والده كان إنسان وبار بوالديه، وبعد عودته من السجن كانت سيناء لم تتحرر وعاش فى القاهرة من جديد بعد أن صادر الاحتلال كل ممتلكاته، وعاد للعريش بعد تحريرها، وكان رمزا فى العائلة ومدينة العريش، مشيرا إلى انه عقب وفاته فوجئوا بكم الحب الذى تركه بين الجميع والكل حرص على الحضور لتقديم واجب العزاء.\nوتابع أن وصية والدهم لهم كانت الحفاظ على الوطن وعدم التفريط فيه وان يبقوا أحرارا يرفضون أى احتلال وولائهم لدولتهم مصر وجيشها العظيم.\nوأشار الشيخ عبدالله جهامة رئيس جمعية مجاهدى سيناء، إلى أن "الكاشف" كان دوره ضمن أدوار ومهام أداها رجال سيناء المدنيين فى مناطق سيناء أثناء فترة احتلالها تحت إشراف وتوجيهات القيادة فى تلك الفترة.\nوقال إن لهذا الرجل بصمة نضالية، وقصص بطولية سيكشف عنها التاريخ، كما كان رمزا بارزا وأحد المشهود لهم بالعمل لصالح الوطن فى كل الظروف.\nأضاف الشيخ عبدالله جهامة، إن الفقيد عضو جمعية المجاهدين التى وصل عدد أعضائها لـ 757 وجميعهم من المجاهدين أصحاب الدور الفدائى من رجال وسيدات من مختلف أنحاء سيناء كانوا عيون الوطن خلال فترة الاحتلال.\nوأوضح أن جمعية مجاهدى سيناء، أشهرت وتتبع مديرية التضامن الاجتماعى بشمال سيناء، ومهمتها تقديم الخدمات المتنوعة للأبطال الفدائيين الذين أدوا دورهم البطولى فى خدمة الوطن وأيضا تقدم الجمعية خدماتها لأسرهم بعد رحيلهم، معربا عن تعازيه لأسرة الفقيد باسمه واسم كل الأبطال من أبناء سيناء.

الخبر من المصدر