المحتوى الرئيسى

كبار السياسيين والسياسيات فى أمريكا يواجهون دعوات للتنحى

06/20 19:28

نشر موقع U.S. News مقالا للكاتبة سوزان ميليجان، تقول فيه إن واشنطن تعيش لحظة مهمة حيث يقاوم كبار السياسيين والسياسيات دعوات من الشباب والشابات للتنحى، إلا أنهم يصرون على استمرار شغل مناصبهم بل والترشح فى الانتخابات المقبلة، فالجميع لديهم غرور ولا يريدون أن يشعروا بأنهم غير مهمين.. نعرض منه ما يلى.

لقد كانوا جزءًا من الجيل الذى ناضل من أجل الحقوق المدنية، وقلقوا على مصير البيئة، وشجبوا «النظام» واحتضنوا شعار «لا تثقوا بأحد فوق الثلاثين». لكن الآن، نشطاء الحقوق المدنية وتغير المناخ من الشباب والشابات يقولون لهم ــ بشكل عام وبعبارات لطيفة ــ هل يمكنكم التقاعد حتى نتمكن من استبدالكم بأشخاص أصغر سنا وأقدر على التواصل معنا؟

سمعت ذلك رئيسة مجلس النواب نانسى بيلوسى، 81 عامًا، وقد رفضت بصراحة الاقتراحات بأن تتنحى عن منصبها لمن يصغرها سنا، مشيرة إلى أن هيئة الصحافة فى الكابيتول هيل لا تطرح نفس السؤال على كبار السن من الرجال، بما فى ذلك الزعيم الجمهورى فى مجلس الشيوخ ميتش مكونيل والبالغ من العمر 79 عامًا.

تصريحات الرئيس جو بايدن غير الحكيمة كثيرًا ما تثير التكهنات بأن الرجل البالغ من العمر 78 عامًا يعانى من الخرف أو غيره من الإعاقات المرتبطة بالعمر. أثار أيضا بعض الديمقراطيين المخاوف بشأن السيناتورة ديان فينشتاين، ديمقراطية عن ولاية كاليفورنيا والتى تخطت سن 87، ودعوها للاستقالة بعد أن لاحظوا كثرة زلاتها ومعاناتها من التدهور المعرفى وكونها أصبحت أقل حدة من ذى قبل. وردا على الدعوات التى تطالبها بالتنحى قال المتحدث باسم فاينشتاين، توم منتزر، إن فاينشتاين تنوى قضاء فترة ولايتها بالكامل. وأشار إلى يومها بأنه يبدأ مبكرًا بالاجتماعات، ويستمر بعقد جلسات الاستماع، وجلسات الإحاطة، والمكالمات الهاتفية، ويمكن أن يستمر حتى وقت متأخر من المساء أو حتى الساعات الأولى من الصباح عندما تكون هناك سلسلة تصويت طويلة.

السيناتور تشاك غراسلى من ولاية أيوا، فى نفس عمر فينشتاين، كان هدفا أيضا للتهكم الشديد على وسائل التواصل الاجتماعى بسبب أن تغريداته أصبحت أقل وضوحًا وبدائية نحويا. لكن جراسلى قال بنفسه فى وقت سابق من هذا العام إنه يفكر فى الترشح لإعادة انتخابه فى عام 2022!.

«عند مناقشة مستقبل الديمقراطية الأمريكية (أيًا كان ما يعنيه ذلك)، فإن العمر أكثر بكثير من مجرد رقم»، هذا ما ورد فى مقال افتتاحى فى عدد يناير من مجلة Teen Vogue والذى أعرب عن أسفه لعدم وجود شباب وشابات فى الكونجرس والبيت الأبيض. وأضاف المقال: «لقد اعتمدوا على تصويت الشباب والشابات دون تمثيلهم، لكن هذه خدعة لن تعمل لفترة أطول. حان الوقت لسماع صوتنا. حان الوقت لمنحنا دورًا. حان الوقت لتجديد حقيقى».

التوتر بين الأجيال ليس بالأمر الجديد. وإنه لأمر محبط بالنسبة للشباب والشابات أو القادة المحتملين انتظار فرصتهم فى الحصول على مناصب أعلى. ومع ذلك، فإن الجديد نسبيًا هو أن هناك الآن أربعة أجيال فى المناصب الكبرى، مما يجعل خط الخلافة يتحرك ببطء قليلا.

الأعضاء الأصغر سنًا مثل النائبة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، النائبة الديمقراطية عن ولاية نيويورك البالغة من العمر 31 عامًا، والسيناتور جون أوسوف، ديمقراطى عن جورجيا والبالغ من العمر 34 عامًا، وجوش هاولى، جمهورى من ميسورى يبلغ من العمر 41 عامًا، يتصدرون عناوين الصحف، لكن متوسط عمر الأعضاء فى كلا المجلسين آخذ فى الارتفاع.

فمثلا فى مجلس النواب، ارتفع متوسط عمر الأعضاء بشكل مطرد منذ أواخر السبعينيات، حيث وصل إلى 58.4 عامًا بالنسبة لمجلس النواب الراهن. وينطبق الشيء نفسه على مجلس الشيوخ، حيث يبلغ متوسط عمر الأعضاء 64.3 عامًا ــ أى قبل أشهر فقط مما كان فى السابق سن التقاعد المقبول على نطاق واسع وهو 65 عامًا.

لكن على الرغم من كبر السن، لا يبدو أن العمر قد أدى إلى إبطاء أو عرقلة العديد من المشرعين والمشرعات، سواء جسديًا أو سياسيًا. فنظرة سريعة على البرامج الإخبارية فى الصباح الباكر تجد المشرِّعين والمشرعات، 70 و80 عاما، فى مبنى الكابيتول، ويتحدثون عن قضايا اليوم. يتذكر سكان جنوب فرجينيا السيناتور الديمقراطى الراحل روبرت بيرد، الذى كان آنذاك 92 عامًا، حين حضر إلى مبنى الكابيتول عند بزوغ الفجر، خلال عاصفة ثلجية، للإدلاء بصوته لصالح قانون «أوباما كير» للرعاية الصحية.

إلا أن الخبراء يشيرون إلى أن أولئك الذين يهتمون بالناخبين والناخبات الشباب يتفادون الضغط للمغادرة. على سبيل المثال، كان السيناتور المستقل بيرنى ساندرز من ولاية فيرمونت، 79 عامًا، يتمتع بشعبية بين الناخبين والناخبات الشباب فى الانتخابات التمهيدية الديمقراطية لعام 2020. كما تصدى السيناتور إدوارد ماركى من ماساتشوستس، البالغ من العمر الآن 74 عامًا، لهجوم من الحزب الديمقراطى قاده النائب الشاب الواعد جو كينيدى العام الماضى. كان ذلك فى جزء كبير منه لأن ماركى، الذى تم انتخابه لأول مرة لعضوية المجلس التشريعى للولاية فى سن 26 وعضوًا فى مجلس النواب فى سن 29، له صوت بارز فى قضية تغير المناخ، وهى قضية رئيسية للناخبين والناخبات الشباب.

وعودةً لاستكمال الحديث عن كبار السياسيين والسياسيات الذين يواجهون ضغوطا للتنحى، لا يمكننا أن ننسى أكثر المناصب إثارة للجدل؛ قاضى المحكمة العليا الديمقراطى ستيفن براير، 82 عامًا، والذى لم يسلم من الضغوط لإعلان تقاعده مع اختتام جلسة المحكمة العليا هذا الصيف. المطالب لا تتعلق بأى مخاوف بشأن الشك فى حدته العقلية لكن التيار الديمقراطى يريد اختيار بديل ديمقراطى، وهو قادر على ذلك الآن، نظرا لسيطرته على مجلس الشيوخ. بعبارة أخرى، يعتبر براير عضوا متأرجحًا وحاسمًا فى محكمة ذات أغلبية محافظة، ويخشى الحزب الديمقراطى أنه إذا لم يغادر براير قبل الانتخابات الرئاسية عام 2024 (أو حتى قبل الانتخابات التشريعية فى 2022، فى حال سيطر الحزب الجمهورى على مجلس الشيوخ)، فإن بايدن لن يكون قادرا على استبداله بمرشح أو مرشحة ديمقراطية.

يخشى إروين تشيميرينسكى، عميد كلية الحقوق بجامعة كاليفورنيا فى إيرفين، تكرار موقف روث بادر جينسبيرج، حيث بقيت فى المحكمة العليا حتى وفاتها عن عمر يناهز 87 عامًا ــ مما سمح للرئيس السابق دونالد ترامب بتعيين آمى كونى باريت، المحافظة البالغة من العمر 49 عاما، لتحل محلها.

أضاف تشيميرينسكى: «آمل أن يتقاعد براير» حتى يتمكن بايدن من استبداله بشخص «بنفس القيم»، مشيرًا إلى أن زعيم الأقلية الجمهورية فى مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل قد ألمح بالفعل إلى أن مجلس الشيوخ سيحبط تعيين بايدن فى المحكمة العليا إذا استعاد الحزب الجمهورى السيطرة على مجلس الشيوخ.

فى الخلاصة، تتجول مجموعة كبار المسئولين فى واشنطن فى الوقت الراهن، بيلوسى، التى أشارت سابقًا إلى أن هذه ستكون ولايتها الأخيرة كرئيسة لمجلس النواب، لم تغلق باب نيتها حتى الآن لخوض جولة أخرى. حتى إن بايدن يخطط للترشح لإعادة انتخابه فى عام 2024. زعيم الأغلبية الديمقراطية فى مجلس النواب كذلك، جيمس كليبيرن، 80 عامًا، سُئل من قِبل صحيفة فى جنوب كارولينا عما إذا كان سيرشح نفسه مرة أخرى فى عام 2022، وقال: «ليس فقط نعم، ولكن نعم لعينة».

باختصار، لدينا جميعًا غرور. لا نريد أن يتم إخبارنا بأننا غير مهمين. حتى يتخذ الناخبون القرار نيابة عنا على أى حال.. كبار السن يعملون. لقد وجدوا وظيفة تحلو لهم وهم يعملون لأنهم يريدون العمل.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل