المحتوى الرئيسى

فى ذكرى وفاته.. «المصرى اليوم» تزور مقبرة الشيخ المنشاوي صاحب الصوت «الباكي المبكي» (صور | المصري اليوم

06/20 14:43

تحل اليوم الأحد ذكرى وفاة الشيخ محمد صديق المنشاوى أشهر قراء القرآن الكريم في مصر والعالم الإسلامى، وقد وجدت ذكرى وفاته إحتفاءا كبيرا من النشطاء على مواقع التواصل الإجتماعى، الذين وصفوا صوته بأنه الصوت «الباكي المبكي» لغلبة البكاء عليه وتأثره الشديد بالقرآن الكريم، وقد ولد الشيخ محمد صديق في 20 يناير عام 1920 بمركز المنشاة بمحافظة سوهاج، ونشأ في في أسرة قرآنية عريقة توارثت تلاوة القرآن الكريم، فأبوه الشيخ صديق المنشاوي، وجده تايب المنشاوي، وجد والده، كلهم قراء للقرآن الكريم، غير أن والده كان يرفض أن يقرأ خارج محافظة سوهاج.

«زي النهارده».. وفاة الشيخ محمد متولي الشعراوي 17 يونيو 1998

افتتاح مسجد «المجمع الإسلامى الخيري» في نجع الشيخ فضيل بإسنا جنوب الأقصر

«زي النهارده».. وفاة الإمام الشيخ أحمد محمد شاكر 14 يونيو 1958

«المصرى اليوم» زارت مقبرة الشيخ محمد صديق المنشاوى في ذكرى وفاته، حيث أنه مدفون بجوار والده في مقبرة بسيطة خالية من أي زخارف أو نقوش، باستثناء لوحة من الرخام عليها تعريف أو إشارة بأن المقبرة للشيخ محمد صديق، ومدون على اللوحة يوم ميلادة، وذكرى وفاته.

الشيخ حسين أبوتايب أبن عم الشيخ محمد صديق وأحد أفراد عائلته، قال متحدثا عن الشيخ ونشأته، أنه أتم حفظ القرآن الكريم وهو في الثامنة من عمره، وكان متأثرا بوالده في تعلم وحفظ القرآن، وأنه رحل إلى القاهرة مع عمه القارئ الشيخ أحمد السيد فحفظ هناك ربع القرآن في عام 1927، وعاد إلى القرية وأتم حفظ ودراسة القرآن على يد مشايخ، منهم الشيخ رشوان أبومسلم الذي كان لا يتقاضى أجراً على تعليمه نظرا لفرحه به لطلاقته في الحفظ وجمال صوته في التلاوة، لافتا إلى أن الشيخ كان له صوت خاشع ذى شجن، وبه مسحه من الحزن في التلاوة، فلقبه محبوه ب«الباكى المبكى».

وأضاف الشيخ حسين، بأن رحلة الشيخ محمد صديق بدأت مع التلاوة بتجواله مع والده وعمه في السهرات المختلفة، حتى جاءته الفرصة وقرأ منفردا في أحد الليالى من عام 1952، وبعدها ذاع صيته بين عشاق سماع القرآن الكريم، لافتا إلى أن الشيخ محمد صديق هو الشيخ الوحيد في زمانه الذي انتقلت له الإذاعة المصرية لتسمعه وتسجل له أثناء تلاوته في أحد الليالى في أسوان قبل أن يتم إعتماده قارئا في الإذاعة، وقد سجل ختمة قرآنية مجودة بـالإذاعة المصرية، وله كذلك العديد من تسجيلات التلاوة في مختلف البلدان العربية والإسلامية، ومنها تسجيلات في المسجد الأقصى، والمسجد الحرام.

ويتحدث الشيخ حسين أبوتايب عن علاقة الشيخ محمد صديق بأهله وأبناء قريته، بأنه كان حريصا على الود وصلة الرحم، وكان يطلب من زوجته أن تعد طعاما كثيرا بدعوى أن عنده ضيوف من بلدان ومحافظات ومجاورة، وبعد انتهائها من تجهيز الطعام يفاجأها بدعوة أهله وأقاربه وأطفالهم لتناول هذا الطعام، كما كان حريصا على كسوة البسطاء والأطفال منهم وتكفله بكافة مصاريف الكسوة.

ويذكر الشيخ حسين عن الشيخ صديق، أنه كان قد أحيا ليلة في أحد مراكز أسوان وعقب الليلة أخطأ صاحبها وأعطى الشيخ مليما كأجره بدلا من جنيه دون أن ينظر في النقود سواء هو أو الشيخ، وبعدها جاء الرجل إلى الشيخ في منزله يخبره أنه أخطأ في أجر الليلة، وبعد أن رحب به الشيخ رفض أن يأخذ منه أي نقود خلاف المليم، قائلا «هذا رزقى وأجرى اللى كتبه ربنا ومش هاخد حاجة غيره».

وحكى الشيخ حسين تايب عن فراسة الشيخ محمد صديق الإيمانية وعين البصيرة لديه قائلا «أنه كان يقرأ في أحد الليالى في مدينة أخميم، وجلست خلف السرادق سيدة ضريرة تستمع إليه، وأثناء التلاوة وما يصاحبها من علو صوته في مكبرات الصوت سمع السيدة تدعى الله خلف السرادق أن يكرمها بعمل حفل في ختان ولدها وأن يقرأ في الحفل الشيخ محمد صديق المنشاوى، فعلم الشيخ أن الله أسمعه دعائها لكى يلبيه، وعقب انتهاء الليلة ذهب لها خلف السرادق ولم يعرفها بنفسه، وأعطاها نقودا كثيرة، وطلب منها أن تجهز لليلة الإحتفال بختان نجلها، وأنه سيحضر لها الشيخ محمد صديق لكى يقرأ في الليلة، وحضر الشيخ محمد صديق وقرأ في ليلة أبن السيدة الضريرة، وعرفت السيدة بعد ذلك أنه هو من أعطاها النقود التي أنفقتها لعمل الليلة، وعندما سألته عن سبب اهتمامه بها قال»إن الله أسمعنى صوتك من خلف السرادق لكى ألبى دعوتك».

وأكد الشيخ حسين، أن هناك بالفعل مطالب من محبى وزوار الشيخ من أجل تطوير المقبرة وتجهيزها بشكل يليق بأهل القرآن المدفونين بها، وأن الشيخ صديق نجل الشيخ محمود صديق المنشاوى وعد بتلبية هذة المطالب، وأنه يجهز قريبا لتطوير المقبرة وتحديثها.

ومن جانبه قال الدكتور حمدى سعد مدير مستشفى سوهاج الجامعى، والذى كان حريصا على زيارة الشيخ في ذكرى وفاته، أنه من عشاق الشيخ محمد صديق المنشاوى، وأنه يحرص على زيارته يوم الجمعة بين الحين والآخر، ويشعر بهدؤ وسكينة عند الزيارة وفى مكان القبر، مؤكدا أن الرحمات تتنزل في هذة الأماكن عند الصالحين من أهل القرآن، لافتا إلى أنه يمتلك في منزله مكتبه بها جميع التسجيلات للشيخ محمد صديق المنشاوى، ولا ينام إلا على سماعه والإستمتاع بتلاوته.

وأضاف الدكتور حمدى سعد، بأن الشيخ المنشاوى أسطورة في تلاوة القرآن الكريم، وصوته به خشوع وشجن، وأنت تسمعه يأخذك بتلاوته من الأرض ويصعد بك إلى السماء، وتستمع معه بأحكام التلاوة وقرآة المقامات، لافتا إلى أن الشيخ محمد متولى الشعراوى عليه رحمة الله قال عن الشيخ المنشاوى «أن من أراد أن يستمع إلى خشوع القرآن فليستمع لصوت المنشاوي»، فهو يتكلم بالقرآن قبل أن ينطق به لسانه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل