المحتوى الرئيسى

ليلى علوي: «ماما حامل» يقدم روشتة لنجاح الحياة الزوجية

06/18 21:59

ليلى علوى فى ندوة «الوطن»

نجمة مشرقة فى سماء الفن الواسعة، ملكت قلوب الجماهير منذ طلتها الأولى على الشاشة، وارتبطوا بها على مدار سنوات طويلة قدمت فيها مجموعة كبيرة من الأعمال المتنوعة فى السينما والتليفزيون والمسرح، وخاضت جميع أنواع الفنون من التمثيل حتى الغناء والرقص، وأصبحت أعمالها علامات مضيئة فى تاريخ الفن المصرى تعاونت فيها مع كبار النجوم والمخرجين.

تعود النجمة ليلى علوى إلى السينما بعد غياب سنوات منذ آخر أعمالها «الماء والخضرة والوجه الحسن» فى عام 2016، بتجربة كوميدية مختلفة فى فيلم «ماما حامل» الذى حقق ردود فعل جيدة وإشادات نقدية وإيرادات مرتفعة منذ طرحه فى دور العرض السينمائى، وتحتفى «الوطن» بالنجمة ليلى علوى فى ندوة تطرّقت فيها إلى عدد من المراحل فى حياتها الفنية، كما كشفت عن كواليس عودتها للسينما وخططها المستقبلية، بالإضافة إلى شروطها للعودة إلى المسرح بعد سنوات من الغياب.

أعادك «ماما حامل» إلى السينما بعد غياب سنوات، ما الذى حمّسك للفيلم؟

- ضحكت عندما سمعت اسم الفيلم للمرة الأولى، ولكن عندما قرأت السيناريو وجدت أننى أمام عمل سينمائى مميز، وتحمست لتقديمه لأعود إلى السينما بعمل اجتماعى كوميدى دون أى إسفاف، ومختلف تماماً عن الكوميديا التى قدمتها من قبل، إذ إننى أبحث عن الاختلاف دوماً فى كل الأعمال التى أقدمها.

وهل كانت رغبتك فى العودة إلى الكوميديا سبباً من أسباب موافقتك على العمل؟

- لم أفكر فى الأمر بهذا الشكل، فقد وافقت على الفيلم لأنه أعجبنى، وموافقتى على أى عمل دون الآخر تتوقف على مدى جودة السيناريو، لأن التمثيل مهنة صعبة بداية من الدخول إلى الشخصية التى ينسى معها الممثل حياته ويفصل نفسه عن الظروف المحيطة به، ثم يواجه صعوبة فى الخروج منها بعد ذلك، ومع صعوبة التمثيل أرى أن الكوميديا صعوبة مضاعفة، فليس من السهل أن ترسم البسمة على وجوه المشاهدين، ولكن الكوميديا فى «ماما حامل» تعتمد على كوميديا الموقف وحاضرة طوال الوقت، فلا يقتصر الأمر فقط على «الإفيه»، لذلك كل من يرى الفيلم يصدقه.

ولكن الفيلم لم يقتصر على الكوميديا فقط، وتضمّن رسالة واضحة خلال الأحداث.

- بالفعل الفيلم تطرّق إلى مشكلة موجودة فى كل المنازل، وأنا شخصياً أعانى منها، وقد ناقشناها بطريقة خفيفة، حيث أصبحنا نفتقد الحوار داخل البيت الواحد، فقد نجلس معاً ولكن كل شخص يحمل هاتفه وينفصل على العالم، ورغم أن تلك الأزمة عالمية فإننا نحن المصريين لم نعتد عليها لأننا حميميون ونحب الود والحديث، فالأخوان فى الفيلم رغم نجاحهما فى حياتهما العملية لا يعلمان شيئاً عن بعضهما سوى بالصدفة، وكان ذلك من أبرز النقاط التى لفتت انتباهى فى السيناريو، أن الرسالة غير مباشرة ولكنها واضحة لأى شخص يشاهد الفيلم.

وكيف تابعتِ ردود فعل الجمهور حول الفيلم؟

- من البداية توقعت أن ينال الفيلم إعجاب الجمهور، ولكن لم أتوقع هذا النجاح الكبير سواء فى مصر أو الوطن العربى، وأذكر أنه أثناء التصوير وخلال أعمال المونتاج كان المخرج محمود كريم يشيد بالفيلم، وأنا كنت حريصة على مشاهدة الفيلم للمرة الأولى مع الجمهور، حيث ذهبت إلى السينما يوم الجمعة الساعة الـ11 صباحاً، وكانت القاعة ممتلئة بالجمهور رغم التوقيت المبكر.

ألم تخشى من توقيت عرض الفيلم فى ظل تشغيل دور العرض بـ50% من طاقتها الاستيعابية فى إطار الإجراءات لمواجهة فيروس كورونا؟

- العالم بأسره بات يتعامل مع وباء «كورونا»، والحياة لا بد من استمرارها مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية، والمتمثلة فى ارتداء الكمامات الطبية واستخدام المطهرات، فلا بد أن نحافظ على أنفسنا فى هذا الظرف الاستثنائى، والوضع الصعب ليس مقتصراً على دور العرض السينمائى فى مصر، وإنما يمتد إلى دول العالم أجمع، ولكن لا بد من العمل فى الوقت الذى ندعو فيه المولى عز وجل بزوال هذه الجائحة.

لفتت أنظار المشاهدين قصة الحب بينك وبين الفنان بيومى فؤاد ضمن الأحداث، ولكن البعض استغرب وقوعك فى حبه؟

- أى سيدة ترى الفيلم تتمنى أن يكون زوجها مثل بيومى فؤاد، فهل تجد سيدة رجلاً مثله ولا تحب أن تتزوجه؟ فهو ضمن الأحداث يقدم جرعة كبيرة من الرومانسية تتمناها أى سيدة، ويقدم لزوجته الحب والعطاء والاهتمام، ورغم مرور 30 عاماً على زواجهما إلا أنه ما زال بنفس الرومانسية.

ولكن هل تعتقدين أن تلك العلاقة حقيقة موجودة فى الواقع؟

- أنا مقتنعة أن كل شىء موجود فى الحياة مهما كانت النسبة، بالفعل هناك من يحافظون على الرومانسية بينهم دون مبالغة، ومع تقدم العمر والعشرة بين الأزواج يصبحون أكثر حميمية ويقدرون بعضهم البعض بشكل أكبر، وأنا أنصح كل الرجال بأن يكونوا مع زوجاتهم مثل بيومى فؤاد فى الفيلم، وأحب من خلال «ماما حامل» أن نحتفى بالحب والعشرة.

مشهد الاحتفال بذكرى زواجك الـ30 من بيومى فؤاد من أبرز المشاهد المميزة فى الفيلم.

- يكسر الزوجان «كامل» و«سمية» حالة الروتين والملل فى الحياة الزوجية باللعب معاً، حتى إنه فى المشهد يقول جرسون لآخر «كل سنة بيعملوا التمثيلية دول مجانين»، وأعتقد أن ذلك شىء صحى لتجديد العلاقة وكسر الروتين اليومى، فى الدول الأوروبية نرى الرجل مخلصاً لزوجته ويشاركها فى مهامها داخل البيت ويكون لديه مسئولية متساوية معها، على عكس الرجل المصرى الذى يرمى كل المسئوليات على زوجته.

تظهرين فى الفيلم والدة للثنائى محمد سلام وحمدى المرغنى، ألم تخافى من تقديم دور الأم لشباب فى هذه السن؟

- بالعكس، أنا لم أخف من ذلك إطلاقاً، لأن عمرى يسمح بذلك، خاصة أن ابنى مقارب لهما فى السن، بالإضافة إلى أن الدور والسيناريو جيدان، وأنا سبق أن قدمت دور الأم عندما كنت فى الثلاثينات من عمرى فى مسلسل «حديث الصباح والمساء»، حيث كنت والدة محمد نجاتى وأحمد زاهر، وقدمت دور الأم بعدها أكثر من مرة فأنا لا أخشى ذلك مطلقاً.

تم إهداء الفيلم إلى روح الفنان الراحل سمير غانم.. هل كنتِ وراء الفكرة؟

- كانت فكرة أسرة الفيلم بأكملها من الممثلين والمخرج، وهى فكرة جيدة لأن الفنان الراحل يستحق أكثر من ذلك، فأنا أحبه على المستوى الشخصى وعملت معه فى عدد من الأعمال منها «سمورة والبنت الأمورة»، «غريب ولد عجيب»، «تجيبها كده تجيلها كده هى كده»، وذلك بالإضافة إلى «ألف ليلة وليلة» مع المخرج هانى لاشين، ولسوء الحظ لم أقف معه على خشبة المسرح.

كيف ترين تجربة التعاون مع الفنان شريف دسوقى الذى يمر حالياً بظرف صحى خاص؟

- أحبه للغاية، وأدعو الله أن يمّن عليه بالشفاء، فهو «كاراكتر» مميز جداً فى منطقته ككوميديان، وقد كنت من أوائل الناس الذين صفّقوا له فى فيلم «ليل خارجى» عقب عرضه بمهرجان القاهرة السينمائى، وهو الفيلم الذى حصد عنه جائزة أفضل ممثل فى هذه الدورة عن استحقاق، فأنا أراه ممثلاً مختلفاً ويقدم الكوميديا بطابع مميز وأسلوب خاص.

قبل موسم الدراما الرمضانية قدمتِ تجربة مختلفة فى مسلسل «ست الهوانم» المكون من 5 حلقات، كيف كانت التجربة؟

- المسلسل كان تحدياً بالنسبة لى، خاصة أنى قدمته باللهجة الصعيدية التى كنت متخوفة من أدائها للغاية، ولكن مصحح اللهجة حسن القناوى عمل معى كثيراً حتى أصل إلى تلك الدرجة من إجادة اللهجة، وأنا أحببت شخصية «مريم» للغاية، فالمرأة هى السند وعمود البيت والمربية والمدبرة، ورغم أن «مريم» ليست متعلمة ولكنها حكيمة، وعلى الجانب الآخر أُعجبت بفكرة المسلسل الذى يتناول قصصاً منفصلة كل قصة تدور أحداثها فى 5 حلقات فقط، وهو ما أعتبره تجديداً للدراما، فالعالم يتجه فى الوقت الحالى إلى تلك النوعية من الدراما، وأنا قدمت هذا النوع من الأعمال فى مسلسل «حكايات وبنعيشها» عام 2009، الذى كان يتناول قصصاً منفصلة فى 15 حلقة، وفى عام 2010 كنت أريد تقديم مسلسل من 3 قصص تدور كل قصة فى 10 حلقات، ولكن وقتها لم يتشجع أحد لإنتاجها لأنها مكلفة إنتاجياً والعائد منها نفس عائد المسلسل المكون من 30 حلقة.

منذ «حكايات وبنعيشها» وحتى «ماما حامل» نرى أن ليلى علوى لم تخشَ من العمل مع الوجوه الجديدة سواء على مستوى التمثيل أو التأليف والإخراج، فما السبب؟

- لا أشعر بالخوف من هذا الاتجاه، ولكنه يكون مجرد قلق، سواء وأنا أعمل مع مخرج كبير أو مخرج جديد، والسيناريو الجيد هو الذى يشجعنى على العمل مع مخرج جديد للمرة الأولى، فهذا يعنى أنى قرأت السيناريو وأُعجبت به وهو نجح فى إقناعى بالعمل، والجميع فى مرحلة ما من حياتهم كانوا يبحثون عن فرصة وأنا كنت واحدة منهم، فأنا لم أخف من المخرج أو المؤلف الذى يعمل لأول مرة طالما تحدثنا وقرأت، ولكن الخوف الثانى هو الخوف من العمل نفسه وردود الفعل.

اهتمامك بقضايا المرأة واضح فى أعمالك، ما رأيك فى الجدل الذى أثير فى الفترة الأخيرة حول «قائمة المنقولات الزوجية» على مواقع التواصل الاجتماعى؟

- الحب هو أساس كل شىء، ومن قبله الاحترام، هو الذى يجعل العلاقة قائمة ومستمرة، فدائماً يقول الأب «أنا بشترى راجل»، فهو يبحث لابنته عن رجل حقيقى غير مخادع أو كاذب أو منافق، فى عائلتنا لا توجد «قائمة منقولات» سواء لى أو لشقيقتى، ولكن هناك عادات وشرع يجب احترامه، وأنا مؤمنة بمقولة «اللى يمشى على الشرع ما يخيبش».

قدمتِ آخر تجاربك المسرحية فى التسعينات، هل هناك خطط للعودة مرة أخرى إلى خشبة المسرح؟

- أنا لدىّ عدد من التجارب المسرحية التى أعتز بها فى مشوارى الفنى، منها «البرنسيسة» و«الجميلة والوحشين»، ولكن فى الوقت الحالى ليس لدىّ خطط بعينها، ولكنى مستعدة للوقوف على خشبة المسرح مرة أخرى، ولكن بعمل جيد، فأنا آخر أعمالى المسرحية منذ عام 1997، ومع التطور الواضح فى المسرح أرغب فى العودة بشكل مختلف، فيجب أن يكون العمل معالجة جديدة وتنفيذها على خشبة المسرح يكون بشكل جيد، وكان لدىّ طقوس فى الوقوف على المسرح تبدأ بقراءة القرآن قبل الدخول، ولكن بمجرد وقوفى على خشبة المسرح ينتهى القلق وتخرج طاقة كبيرة حتى فى الأوقات التى كنت أعانى فيها من ظروف مرضية.

هل بالفعل تعاقدتِ على فيلم «200 جنيه» للمخرج محمد أمين والكاتب أحمد عبدالله؟

- الفيلم ما زال فى مرحلة الكتابة، محمد أمين من المخرجين المتميزين وأرتاح فى العمل معه سواء على مستوى الكتابة أو الإخراج، والفيلم من الأعمال المختلفة والجديدة.

بدأت منصة «نتفليكس» عرض أفلامك مثل «بحب السيما» و«الماء والخضرة والوجه الحسن»، كيف تجدين عرضهما مرة أخرى، خاصة أن العملين من المحطات المهمة فى تاريخك؟

- أعتبر دورى فى «بحب السيما» للمخرج أسامة فوزى من أهم الأدوار التى قدمتها فى مشوارى السينمائى، وكانت تجمعنى علاقة إنسانية جميلة بالمخرج الراحل منذ معهد السينما، حيث بدأ تعارفنا عند المخرج حسين كمال الذى كان يتدرب فوزى معه وأنا كنت أعمل معه فى ذلك الوقت، وكنت متفائلة للغاية عندما عرض علىّ سيناريو الفيلم الذى كتبه هانى فوزى وتحمست للتجربة، ولكن فجأة شعرت بحالة من الخوف الشديد واعتذرت عن الفيلم، ولكنه لم يقبل الاعتذار وصمم على مشاركتى فى الفيلم، فهو كان مخرجاً متميزاً للغاية ويحب عمله جداً.

أثار فيلم «بحب السيما» الجدل وواجه أزمات عديدة قبل عرضه، من وجهة نظرك ما أهمية أن يشتبك الفن مع المجتمع؟

- كانت تجربة صعبة، حيث إن الفيلم وفريق العمل تعرّضا لهجوم كبير على مدار عام أو أكثر قبل عرض الفيلم، والحقيقة أن وزير الثقافة السابق فاروق حسنى وقف بجانب الفيلم ودعمه، بالإضافة إلى دعم كل مثقفى مصر بلا استثناء، ووصل الأمر إلى القضاء وحصل الفيلم على أفضل حكم للثقافة والسينما فى التاريخ، فالقضاء المصرى أنصف حرية الثقافة والفكر.

من وجهة نظرك.. لماذا لا نرى تجارب سينمائية جديدة تتبع هذا النهج فى الصدام مع تابوهات المجتمع؟

أهم أخبار كورونا

Comments

عاجل