تسريب إشعاعى من محطة «تايشان» الصينية النووية 

أكدت وكالة «بلومبرج» حدوث تهديد إشعاعي في محطة «تايشان» الصينية للطاقة النووية، وفق التقرير الذي نشرته شبكة «سي إن إن» نقلا عن شركة «فراماتوم» الفرنسية، التي تساعد في تشغيل المحطة، وأوضحت أنّ التسرب لا يشكل تهديدًا لسلامة العمال أو للجمهور عامة.

وتقع «تايشان» للطاقة النووية في مقاطعة «غوانغدونغ»، والمحطة مملوكة بشكل مشترك بين مجموعة «غوانغدونغ» الصينية للطاقة النووية وبين مؤسسة الكهرباء الفرنسية متعددة الجنسيات «إليكتريسيتي دو فرانس»، وتُعد الأخيرة المالك الرئيسى لشركة «فراماتوم»، التي تساعد في تشغيل المحطة والصيانة.

وذكر بيان منفصل من شركة «إليكتريسيتي دو فرانس»، التي تمتلك 30% من المنشأة، أنّه كانت هناك زيادة في تركيز بعض الغازات الخاملة، وهي منتج طبيعي للتهديد الإشعاعي، وتُعد بمثابة تحذير مبكر من أنّ أحد أنظمة السلامة المتعددة بالمحطة لا يعمل بشكل صحيح.

جدير بالذكر أنّه لا يوجد شيء في التقارير -حتى الآن- يشير إلى أنّ «تايشان» على وشك التحول إلى كارثة على غرار أزمة «تشيرنوبيل» أو «فوكوشيما»، رغم أنّ الطريقة التي ظهرت بها الأخبار تشير إلى مشكلة أعمق تحتاج الصناعة النووية الصينية إلى تصحيحها خلال السنوات المقبلة, وعليه تحتوي محطات الطاقة النووية على العديد من أنظمة الأمان، وطالما ظل أي تسرب داخل المفاعل، يعني ذلك أنّه يتعين على موظفي المحطة اتخاذ بعض الاحتياطات الإضافية مؤقتًا، مما يزيد الإنفاق على الصيانة. ومن جانبها تواصلت شركة «فراماتوم» -لأول مرة- مع وزارة الطاقة الأمريكية، مايو الماضي لتحذيرها من مشكلة محتملة، ووصف مسؤول في الشركة الحادث بأنّه تهديد إشعاعي وشيك للموقع وللجمهور.

وفي هذا السياق زادت هيئة السلامة الصينية من حدها الإلزامي لتركيزات الغازات الخاملة للحفاظ على عدم التسرب ضمن معايير الأمان. ومن جانبها ترى «فراماتوم» أنّ القيام بذلك لتجنب إغلاق المفاعل, ختامًا تُعد حادثة «تايشان» تنبيهًا للصين لتعلم الدروس من «تشيرنوبيل» و»فوكوشيما»؛ فالصين تستحوذ على أكثر من 10? من إنتاج الطاقة النووية في العالم، وحوالي ثلث المحطات الجديدة قيد الإنشاء في جميع أنحاء العالم؛ لذا تحتاج الحكومة إلى ضمان إدارة قطاع الطاقة الذرية بطريقة بها سلامة وشفافية فوق المخاوف السياسية؛ من أجل سكانها وقدرتها على إزالة الكربون الأكثر تلويثًا في العالم.