المحتوى الرئيسى

نتائج مهمة لاجتماعات وزراء الخارجية بالدوحة

06/16 21:28

عوامل مختلفة جعلت من اجتماع وزراء الخارجية العرب سواء التشاورى أو الطارئ حدثا استثنائيا  فى مسار العمل العربى المشترك وسيكون له ما بعده خلال الأسابيع القادمة سواء منها خاصة من الطبيعة الاستراتيجية للقضايا المطروحة والنتائج التى خرج بها الاجتماعان سواء على صعيد قضية الدعم العربى لمصر والسودان فى حقهما فى التوصل إلى اتفاق قانونى وملزم يسبق عملية الملء خلال الأسابيع القادمة وكان هذا هو المحور الرئيسى والأهم للاجتماع الطارئ الذى تم بناء على طلب القاهرة والخرطوم أو قضية القضية الفلسطينية والوضع فى ليبيا وغيرها وكانت مطروحة على الاجتماع التشاورى الذى تكرس كأحد الآليات العربية منذ فبراير الماضى حيث تتيح للوزراء تبادل الرأى والنقاش بشكل غير رسمى دون التقيد بجدول أعمال أو إصدار بيانات حول قضايا  النقاش ويومها تم الاتفاق على ان يكون الاجتماع كل ثلاثة شهور وكانت قطر قد طلبت استضافة الاجتماع التشاورى باعتبارها رئيسة الدورة الـ ١٥٥ لمجلس الجامعة منذ مارس الماضى. 

وعلينا هنا ان نشير الى بعض التحركات التى سبقت الاجتماع ومنها الزيارة الملفتة لوزير الدولة السعودى أحمد قطان الى إثيوبيا والتى كانت احد نتائج  اللقاء الذى تم الجمعة الماضى بين الرئيس عبدالفتاح السيسى وولى العهد السعودى  الأمير محمد بن سلمان فى شرم الشيخ وقبلها الزيارة التى قام بها الشيخ محمد بن عبدالرحمن نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطرى الى أديس أبابا بعد لقائه مع الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ حوالى أسبوعين فى القاهرة كما نشير الى انه كان هناك حرص عربى واضح على المشاركة فى الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية  ونتوقف عند بعض الملاحظات حول بيان الدوحة بخصوص السد:

أولا: أن الاجتماع نجح فى اجهاض الفكرة التى تحاول إثيوبيا الترويج لها وهى ان الأمر يمثل اصطفافا عربىا فى مواجهة وساطة أفريقية وكان هذا واضحا بشكل أساسى فى كلمة وزير الخارجية سامح شكرى فى كلمته أمام الاجتماع  عندما أشار الى «أن القاهرة تطرح هذه القضية الوجودية من منطلق تأثر الأمن القومى كما انه لا ينبغى ان يفهم هذا باعتباره محاولة لخلق اصطفاف موجه ضد دولة أفريقية شقيقة ولكنه تأكيد لوجود تضامن عربى واضح وموقف عربى للوصول الى اتفاق متوازن»  لم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقد جاءت صياغة البيان الخاص بسد النهضة متضمنة تقدير عربى لكل الجهود التى بذلها قادة أفارقة خلال رئاستها للاتحاد الأفريقى سواء جنوب أفريقيا أو  رئيس جمهورية الكونجو  الرئيس الحالى للاتحاد من أجل التوصل الى تسوية عادلة للقضية كما أكد البيان على دعمه لرعاية الاتحاد الأفريقى للمفاوضات محملا أثيوبيا مسئولية تعثر المفاوضات التى استضافتها الكونجو فى إبريل الماضى.  

ثانيا : أن اجتماع الدوحة أحد الاجتماعات العربية النادرة التى لم تكتف بالفكرة الرائجة عن اللقاءات العربية والتى دائما ما يتم وصفهابأنها مناسبة لاصدار بيانات الشجب والإدانة ونجح فى التوصل الى ما يمكن تسميته بخارطة طريق للفترة القليلة القادمة وان كان الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثانى قد أشار فى المؤتمر الصحفى بعد إشارته الى قلق الدول العربية من تعثر المفاوضات التى يرعاها الاتحاد الأفريقى بالقول ان الجامعة العربية قد تتخذ أيضا «إجراءات تدريجية» فى النزاع بشأن السد دون أن يكشف عن طبيعة هذه الخطوات والتى يمكن ان تكون وفقا لمراقبين إجراءات عقابية ضد إثيوبيا خاصة وان هناك دولا عربية لها القدرة على التأثير على تعديل مواقف إثيوبيا المتنعت ومنها دول لها استثمارات ضخمة هناك منذ أزمة الغذاء العالمى فى عام ٢٠٠٨. 

ولعل الدعوة الى تحمل مجلس الأمن لمسئوليته من خلال عقد جلسة عاجلة للتشاور واتخاذ الإجراءات اللازمة لإطلاق عملية تفاوضية فعالة تضمن التوصل الى اتفاق عادل ومحدد وملزم قد يكون اول تلك الإجراءات مع تكليف تونس باعتبارها العضو العربى فى مجلس الأمن بالتنسيق مع اللجنة العربية المشكلة منذ يونيو من العام الماضى والتى تضم فى عضويتها السعودية والمغرب والأردن والعراق والأمانة العامة بالتنسيق مع مصر والسودان  وتؤكد العديد من المؤشرات ان الأيام القادمة  قد تشهد مثل هذه الجلسة وبالطبع هناك فرق كبير بين طلب تقدمه مصر والسودان باعتبارهما اصحاب القضية عن ان تكون الدعوة باسم مجموعة تمثل منظمة جهوية بحجم الجامعة العربية خاصة مع اعتبار الوزراء بان الأمن المائى لمصر والسودان هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومى العربى مع رفض أى عمل أو اجراء يمس حقوقهما فى مياه النيل.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل