المحتوى الرئيسى

«قبل بايدن وبوتين».. لقاء تاريخي بين ريجان وجورباتشوف فى 1985 بجنيف

06/16 15:58

«جنيف نوفمبر 1985: رغم الصقيع حان الوقت للتهدئة خلال أول لقاء تاريخي بين الرئيس الأمريكي رونالد ريجان والزعيم السوفياتي ميخائيل جورباتشوف»، اللقاء كما يتذكره عدد من الشهود بالتزامن مع انعقاد القمة بين الرئيسين الأمريكي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين.

ويذكر المراسل السابق لوكالة «فرانس برس»، ديدييه لابيروني بأن الأجواء كانت هادئة، جاء الناس لكي ينسوا الحرب الباردة، كل منهم حضر ملفه لإثارة إعجاب المعسكر المقابل، في الوقت نفسه كنا جميعا ندرك أنها لحظة تاريخية، لكن الأمور بدأت بشكل سيء، بسبب البرد القارس آنذاك في جنيف وقبل لحظات قليلة من وصول رئيس الولايات المتحدة إلى أحد مواقع القمة، أغمي على جندي مكلف بأداء تحية الشرف.

وقبل ست سنوات على انهيار الاتحاد السوفياتي، كان هدف قمة جنيف عام 1985 التي استمرت ثلاثة أيام وقام بتغطيتها 3500 صحفي - خفض التسلح بين القوتين العظميين في ذلك الوقت على أمل بدء علاقات أفضل بين الشرق والغرب.

يتذكر الصحفي نيكولا برجي الذي غطى لوكالة «فرانس برس» وصول الرئيس الأمريكي وزوجته نانسي إلى مطار جنيف الفرح الذي كان سائدا آنذاك قائلا: «كان هناك نوع من ارتياح عام»، بحسب «مونت كارلو».

إحدى الصور الراسخة تبقى صورة ريجان وجورباتشوف وهما يبتسمان ويتحدثان قرب مدفأة وكأنهما صديقان، حيث انعكس ذلك أيضا خلال اللقاء بين السيدتين الأولين نانسي ورايسا اللتين كانتا تتبادلان الحديث أثناء تناول الشاي أمام أنظار المصورين.

تتذكر مراسلة وكالة فرانس برس ماري نويل بليسيج التي كلفت بتغطية برنامج السيدتين الأولين بأنها رأت زوجة جورباتشوف تأتي إلى مقر الأمم المتحدة في جنيف «لتحية موظفي الأمم المتحدة، حيث قوبلت بتصفيق حار».

وفي إشارة أخرى على هذا الارتياح في الأجواء، حصلت أول مصافحة واستمرت لسبع ثوان بين ريجان وجورباتشوف أمام فيلا فلور دو، المبنى الذي يعود إلى نهاية القرن التاسع عشر والواقع على ضفة بحيرة ليمان، وهو حاليا معروض للبيع.

وتم الحدث أمام الكاميرات والعديد من الصحفيين الذين كانوا ينتظرون لفترة طويلة في الحديقة وسط الصقيع، وبما أن الأمريكيين اختاروا هذه الفيلا الكبيرة كمقر لهم، فقد وصل ريجان أولا لاستقبال جورباتشوف «في مظهر لياقة» كما يروي كلود سمادجا نائب رئيس التحرير السابق للتلفزيون السويسري «تي اس ار» الذي عاش هذه اللحظة التاريخية.

وقال: «على الفور ظهر الطابع الأمريكي جدا، الكاليفورني لريجان وهو يصافح غورباتشوف ثم يضع يده الأخرى على كتفه لكي يدخل إلى القاعة، مع تبادل الابتسامات، أراد الإثنان أن يظهرا مرتاحين كثيرا».

وعندما وصل الزعيم السوفياتي أدركت كريستيان بيرتيوم التي كانت تعمل لدى إذاعة كندا قبل أن تصبح متحدثة باسم وكالات الأمم المتحدة ما في الأمر: «لم يطرح أي صحفي أسئلة عليه عند خروجه من السيارة، لقد تركنا غير قادرين على الكلام، كان ذلك مثيرا للإعجاب وشكل إشارة على أن الحرب الباردة وهي فترة كانت تتسم بالخوف، تنتهي».

وفي دليل على المخاطر، قرر الوفدان الأمريكي والسوفياتي فرض «تعتيم تام» على المعلومات للصحافة حتى نهاية القمة.

يضيف كلود سمادجا الذي كان أيضا المدير العام للمنتدى الاقتصادي العالمي: «في الواقع، على الرغم من الاجواء الطيبة، فإن أول تواصل كان صعبا جدا لأن مواقف الطرفين متباعدة كثيرا».

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل