المحتوى الرئيسى

معرض «ديارنا».. منتجات تراثية بجودة وأصالة وأسعار مناسبة من «إيد ولاد بلدنا»

06/13 22:54

معرض «ديارنا» به منتجات فنية وتراثية بأيادٍ مصرية 

سحر خاص يتميز به معرض «ديارنا» الذى اختتم دورته الـ61 ونظمتها وزارة التضامن الاجتماعى، أمس، فى أرض المعارض بمدينة نصر، وبمجرد الدخول من البوابة الرئيسية تجد منتجات فنية وتراثية أصيلة تشكلت بأيادٍ مصرية، بداية من الزينة والديكورات والمفروشات والسلع المعمرة والأثاث وحتى الإكسسوارات المنزلية بتكلفة منخفضة وخصومات تصل لأكثر من 50%، وتمثل المعروضات لمسات إبداعية لحرفيين من جميع محافظات مصر، جاءوا يعرضون منتجاتهم اليدوية، كلٌّ يحمل خلاصة تجربته. هنا جميع المعروضات «بتتكلم مصرى»، لكن بلهجات مختلفة من القاهرة والإسكندرية وسيناء، ليبدو المكان كأنه لوحة متجانسة بخيوط ملونة متنوعة تغلفها روح مصرية خالصة، لتترك فى كل بيت مصرى لمسة أصيلة، بمنتجات ذات جودة وأصالة.

شهد المعرض مشاركة 300 عارض من بينهم 200 عارض لمنتجات الأثاث من صغار المنتجين التابعين للجمعيات التعاونية الإنتاجية ومنتجى مدينة الأثاث بدمياط، و100 عارض لمستلزمات المفروشات من منتجات الجمعيات الأهلية والأسر المنتجة، من محافظات «القاهرة، الوادى الجديد، شمال وجنوب سيناء، الفيوم، الغربية، دمياط، المنوفية، القليوبية، الإسكندرية، أسوان، سوهاج، والبحر الأحمر»، فيما تخطت إيرادات الدورة الحالية نحو 3 مليارات جنيه.

وبمجرد الوصول لنهاية ممرات أحد تقاطعات المعرض تستوقفك أشكالها غير النمطية، ديكورات مختلفة، خامات فنية تدمج ما بين التراث المصرى والإبداع العصرى، لكن جميعها صُنع من جذوع الشجر، تحف فنية استغرق خروجها للنور رحلة ما بين رشيد والإسكندرية والقاهرة، كل هذا الإبداع تنسجه يد سلمى عيد، سيدة فى عقدها الرابع، قادها الشغف وحب الاستطلاع والطموح لإنشاء ورشة فنية أعلى سطح منزلها من الزجاج والخشب، هنا العرض ليس وفق الطلب، بل قيد اللحظة والإلهام وكل ما تجود به لمساتها الفنية.

عن مشاركتها بمعرض «ديارنا» تحكى «سلمى» أنها أول مرة تشارك فى الدورة المقامة بالقاهرة، لكن سبق لها الاشتراك فى معارض الإسكندرية ومرسى مطروح، معبّرة عن فرحتها بإشادة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعى، بمعروضاتها المميزة، الأمر الذى منحها حماساً لمواصلة عمل ما تحب.

لكل «أنتيكة» حكاية من الطبيعة، كان هذا عهد خريجة الدبلوم الفنى التجارى مع فنها منذ بدايتها قبل 4 سنوات رفقة أشرف سنوسى زوج شقيقتها، فشغفها بالرسم منذ الصغر لاحقها، تشجيع أبيها لها وقت طفولتها منحها حساً فنياً، فقد كان يساعدها فى إنجاز رسوماتها، يخط بيديه لوحات فنية، وهكذا شبّت تلك الطفلة الصغيرة وفى مخيلتها عالم ملىء بالألوان، كانت تشترك فى تصنيع «شغل هاند ميد» خلال وقت الدراسة أيضاً، كل هذا جعلها تُنهى كل خطوة فى تصنيع الديكورات ببراعة، تقول «سلمى»: «بروح رشيد واشترى جذوع الشجر اللى حسّاها، واللى شايفة إنى أقدر أطلّع منها منتج، أباجورة أو ساعة أو نجفة، أو حامل موبايل أو شمعدان، بآخد الجذع الورشة وبنضّفه كويس، وبعدين تيجى مرحلة الصنفرة الخشنة ثم الناعمة وبعد كده أديها 4 طبقات سيلر، وأصنفرها بعد السيلر، وبعد كده أعمل الشكل، وأدخّل الأسلاك والفيش مثلاً، وبعدين وش نهائى فلوت أو إيجوس، كل قطعة بعملها بمزاج».

بوجه بشوش يقف الحاج وحيد السيد تحيطه العشرات من المنتجات الصدفية، يشرح لأحد الزبائن طريقة الحفاظ على صندوق مصنوع من الصدف اختار شراءه، فيما تسأله سيدة أخرى عن سعر ساعة حائط مصنوعة أيضاً من الصدف، وتنبهر ثالثة من وجود «صالون كامل» من الصدف، فيما تجلس على مكتب صغير الابنة «أمنية»، الجندى المجهول فى صنعة الأب، تعد وتحصى رزق اليوم، تحاسب رواد المعرض وتساعد فى تنسيق المعروضات.

يمتلك «الحاج وحيد» عدة ورش فى حى «الزاوية الحمراء»، كل ورشة تُعد خط إنتاج يكمل الورشة الأخرى، فالمنتج النهائى يمر بخمس مراحل ليصل لشكله الأخير، تعلّم على يديه العديد من حرفيى المهنة، فهو ابن هذه الصنعة منذ كان عمره 6 سنوات، تنقّل من ورشة لأخرى حتى استقر فى عمله الخاص، بل وأصبحت منتجاته تصدَّر إلى الإمارات والسعودية.

«هذه ليست المرة الأولى لنا فى معرض ديارنا، يوجد اختلاف السنة الحالية بسبب كورونا، فالأهالى تخشى ترك أطفالها للتلوين برفقتنا خوفاً من الزحام وتنفيذاً لتدابير كورونا ومنعاً لتفشى العدوى، وتستبدل ذلك بشراء قطعة الديكور وتلوينها فى المنزل، كما أنه من الضرورى تذكير الطفل باتباع الإجراءات الاحترازية كل فترة خلال جلوسه، لكن مع ذلك يفرح الأطفال بمجرد معرفة أنهم يمكنهم الاحتفاظ باللوحة مثلاً عقب الانتهاء من تلوينها» حسب سلمى أحمد التى أخذت تراقب الطفل «مارتن حبيب» خلال تلوينه إحدى اللوحات، فيما وقف أبوه ينتظره حتى ينتهى، فى الوقت الذى كانت تتجول فيه الأم داخل أروقة المعرض لشراء بعض المستلزمات.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل