المحتوى الرئيسى

عن السد إلى صانع القرار! | المصري اليوم

06/13 04:24

هذه فكرة أرسلها المهندس شريف عفت فى رسالة منه، وهى فى صُلب موضوع سد النهضة، وتقديره أننا إذا كنا قد فاتنا أن ننتبه إلى أهميتها منذ بداية الحديث فى ملف السد، فليس أقل من أن نتداركها الآن وسريعًا، وأن نبدأ ليس فقط فى طرحها خلال كل حديث مقبل يتم بيننا وبين إثيوبيا، وإنما علينا التمسك بها وتسويقها سياسيًّا وإعلاميًّا حول العالم!

فما الفكرة؟!.. الفكرة أننا نتكلم طوال الوقت عن اتفاق ملزم مع أديس أبابا فى قضية السد.. اتفاق يقول بأوضح العبارات إن مصر لها حصة تاريخية فى ماء النيل تصل إلى ٥٥ مليارًا ونصف المليار متر مكعب، وإنها حصة غير قابلة للجدل ولا للمساومة!

هذا صحيح.. ولكن الأصح منه أن هذه حصة لا تكفينا أبدًا، وأننا فى حاجة إلى مائة مليار على الأقل، لأن تحديد حصتنا بهذا الرقم كان وقت أن كنا أقل من نصف عدد السكان الحالى.. وبالتالى.. فمن الطبيعى أن تزداد الحصة مع تزايد عدد السكان!

من الطبيعى أن تتضاعف حصتنا لسببين أساسيين، أولهما أن نهر النيل نهر دولى، أى أن ملكية الماء فيه ملكية مشتركة بين الدول التى يجرى فيها، وأن من حق كل دولة من الدول الواقعة عليه أن تأخذ منه بقدر حاجتها، ولذلك، فإن لنا فيه مثل ما للإثيوبيين الذين يأخذون منه قدر حاجتهم.. وكذلك الأمر مع السودان الذى يشرب معنا من بين شاطئيه!.. والسبب الثانى أن استهلاك إثيوبيا نفسها من مياه النيل فى هذه اللحظة، يزيد بالتأكيد عما كانت تستهلكه وقت أن تحددت حصتنا بهذا الرقم المشار إليه!

وبما أن استهلاكها زاد مع زيادة سكانها.. فما ينطبق عليها ينطبق علينا نحن هنا كدولة مصب، وينطبق هو ذاته على السودان كدولة ممر!

صاحب الفكرة يتمنى على صانع القرار فى مفاوضات السد أن يتبنى فكرته، وأن يطرحها على كل مائدة يجرى فوقها كلام حول السد، وألا يتنازل عنها.. وأتصور أن كل مصرى تراوده هذه الفكرة، وتدور فى داخله، ويتحمس لها لأبعد حد، وهو يتابع زيادات السكان.. وأتصور أيضًا أن على الطرف الإثيوبى أن يفهم أن حصتنا التاريخية تحددت فى ظروف تغيرت، وأن هذه الظروف تفرض الحصول على حصة مختلفة.. فما تقبله إثيوبيا لنفسها استهلاكًا متزايدًا من ماء النهر، لا بديل عن أن تقبله لنا وللسودان!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل