المحتوى الرئيسى

اللقاح.. والشكوك.. والمعلومات | المصري اليوم

06/13 03:44

أسعدنى الحظ، خلال الأسبوع الماضى، بعقد أكثر من لقاء مع عدد من الأطباء والصيادلة والمهتمين بقطاع الصحة عموما، حيث هيمن موضوع «كورونا»، واللقاحات المضادة له، بطبيعة الحال، على أغلب النقاشات، واستأثر بجل الاهتمام.

كيف تشترى وسيلة إعلام ناجحة؟

وقد أمكننى بعد هذه اللقاءات المتعددة أن أصل إلى نتيجة مهمة استناداً إلى تحليل آراء هؤلاء المختصين فى مسألة اللقاح، باعتبار أنهم يمثلون عينة عشوائية من العاملين فى القطاع الصحى الوطنى، وهى عينة ضمت بالصدفة بعض أساتذة الطب فى الجامعات العامة، والأطباء الممارسين، والصيادلة، وعدداً من الإداريين ذوى الصلة بالقطاع.

أما النتيجة فمفادها أن نحو نصف المتخصصين الذين التقيتهم واستطلعت آراءهم بخصوص اللقاح اتفقوا على «رفض الحصول على اللقاح»، لأنهم «يتشككون فى الهدف منه، أو فى جدواه، أو فى خطورة (كورونا) فى الأساس». أما النصف الآخر، فيتوزع على هؤلاء الذين تم تطعيمهم بالفعل، وبعض المؤمنين بشدة بجدوى اللقاح وحتميته، وآخرون لا يمانعون فى الحصول عليه، وقطاع ثالث يرى أنه سيحصل على اللقاح إذا كانت هناك ضرورة أو إلزام، أو إذا كان التطعيم أحد مسوغات السفر إلى الخارج (خصوصا من أجل تأدية العمرة).

لطالما قرأت عن منظور التشكيك فى اللقاح المضاد لـ «كورونا»، بل سبق أن أجريت دراسة قبل سنوات عن ازدهار منظور التشكيك فى اللقاحات بوجه عام بسبب تأثيرات «السوشيال ميديا»، ولذلك لم يكن هناك ما يشكل صدمة جراء الوصول إلى هذه النتيجة، ومع ذلك فيجب القول إن ثمة صدمة حدثت بالفعل، أما سببها فيمكن تلخيصه ببساطة فى أن جميع الذين أظهروا الرفض أو التشكيك فى اللقاح لم يقدموا براهين تدعم موقفهم، بل إن بعضهم أمعن فى تأكيد أن رفضه «لا يستند إلى أساس علمى».

كانت هذه النتيجة داعيا للبحث فى الموضوع لأسباب عديدة، أهمها أن المبحوثين هنا هم أهل الطب أنفسهم، وأنهم مسؤولون أيضا عن توجهات آخرين فى المجتمع حيال اللقاح بحكم عملهم ونطاق صلاحياتهم وتخصصهم، لكن البحث فى المسألة لم ينل من النتائج بل أكدها تقريبا.

ففى مايو الماضى، نقلت «بى بى سى» عن «مسؤولين مصريين» تأكيدهم أن نسبة رفض الأطقم الطبية للقاح تبلغ نحو 40%، وفى فبراير السابق عليه، علقت وزيرة الصحة، الدكتورة هالة زايد، على تلك المسألة، مشيرة إلى ضرورة أن «يأخذ الرافضون وقتهم» فى التفكير.

إن منظور التشكيك فى التطعيم يعد منظورا عالميا، وهو أقدم من «كورونا» ولقاحاته المثيرة للجدل، وتحفل وسائل الإعلام المختلفة بـ«وثائق» وفيديوهات ونصوص تُظهر أطباء أو علماء فى المجال الصحى يشككون فى اللقاح، أو يدّعون أنه «مؤامرة على البشرية»، ويحذرون من التطعيم، لكن هذا الأمر يُواجه بخطط حكومية، ومبادرات أممية، ويخضع لقياسات مركزة، ويسفر عن خطط وبرامج، تؤدى كلها إلى تغيير الحالة المعلوماتية واتخاذ القرارات السليمة.

لذلك، فإن دول العالم المتقدمة تستخدم أساليب القياس الدورية للمواقف الشعبية حيال اللقاح، وتُصدر فى هذا الصدد نتائج استطلاعات الرأى التى تبين أعداد المؤيدين للقاح، فى مقابل الذين يفضلون الانتظار لتحديد موقف إزاءه، مقارنة بهؤلاء الذين يرفضونه تماما. ثم تتخذ تلك الدول الخطوات العملية الضرورية لتحسين تلك النسب فى اتجاه تعزيز فكرة التطعيم، وهى الفكرة التى تبنتها حكومات العالم المختلفة، والمنظمات الأممية المختصة، والمرافق الصحية والمعاهد البحثية المعتبرة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل