المحتوى الرئيسى

نتنياهو يوظف الحرب للحفاظ على السلطة | المصري اليوم

05/18 19:56

عاد رئيس الوزراء الإسرائيلى المنتهية ولايته، بنيامين نتنياهو، إلى الواجهة وعزز مجددا حظوظه فى البقاء بالسلطة مع احتدام القتال خلال الأيام الأخيرة بين الفصائل الفلسطينية المسلحة والجيش الإسرائيلى، ويسعى نتنياهو، الذى يتولى الحكم منذ عام 2009، لفرض نفسه درعا حامية للإسرائيليين فى وجه حماس، وانتزاع حق تشكيل حكومة وحدة من منافسه الوسطى، يائير لابيد، المكلف من قبل رئيس البلاد رؤوفين ريفلين فى مطلع الشهر الجارى.

نتنياهو يعلن استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة

بايدن: سأتحدث مع نتنياهو مساء اليوم

بعد إعلان نتنياهو عجزها.. الجيش الإسرائيلي يعلن نجاح القبة الحديدية في صد 3150 صاروخ

ودخلت الحرب بين مقاتلى حركة حماس الفلسطينية والجيش الإسرائيلى فى قطاع غزة المحاصر أسبوعها الثانى وسط دعوات ومساع دولية كثيفة لوقف إطلاق النار، فيما يبدو نتنياهو المستفيد الأكبر من استمرار حالة الانسداد الأمنى والسياسى فى المنطقة، فقد انبعث المستقبل السياسى لنتنياهو (71 عاما) من جديد بعد أن فشل فى تشكيل حكومة ائتلاف غداة فوزه فى انتخابات 23 مارس الماضى البرلمانية. وكان الرئيس الإسرائيلى رؤوفين ريفلين كلف فى 5 مايو رئيس حزب «هناك مستقبل» يائير لابيد، وهو المنافس السياسى الرئيسى لزعيم الليكود، تشكيل حكومة جديدة لكن لم ينجح فى مهمته لحد الساعة.

ويبقى احتمال إجراء انتخابات جديدة مفتوحا، لتكون الخامسة فى غضون نحو عامين، وهذا يعنى أن نتنياهو، الذى يتولى السلطة فى إسرائيل من دون انقطاع منذ عام 2009، سيظهر كأبرز مرشح للحفاظ على كرسى رئيس الوزراء.

ولم يمر سوى يوم واحد على بداية أعمال العنف فى البلدة القديمة بالقدس المحتلة، ثم فى باحة المسجد الأقصى حتى سارع إلى اقتراح تنظيم استفتاء لانتخاب رئيس الحكومة المقبل، وقال نتنياهو للصحفيين: «نحتاج إلى استفتاء سريع للخروج من المأزق السياسى. لندع الناخبين يقررون هوية رئيس وزرائهم المقبل».

وأكد محللون إسرائيليون أن انهيار الشراكة بين لابيد ورئيس حزب «يامينا» القومى المتطرف، نفتالى بينيت، عقب أعمال العنف التى اندلعت فى شوارع القدس بين العرب واليهود تصب فى مصلحة نتنياهو، إذ تتيح له وقتا إضافيا لاتخاذ خطوة سياسية تبقيه فى الحكم.

ودستوريا، يبقى أمام يائير لابيد أقل من 3 أسابيع من تكليف مدته 28 يوما لمحاولة تشكيل ائتلاف حاكم، لكن بينيت أعلن، الخميس الماضى، أنه تخلى عن جهود تشكيل ائتلاف رغم وجود اتفاق للتناوب على رئاسة الوزراء بينه وبين يائير لابيد، ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن لابيد قوله إن الصراع مع الأقلية العربية فى إسرائيل، والتى تمثل 21% من السكان، سيجعل تشكيل مثل هذه الحكومة مستحيلا، من جهته، أكد منصور عباس، الذى يرأس القائمة العربية الموحدة التى تدعم جهود تشكيل حكومة ائتلاف حاكم، للتليفزيون الإسرائيلى إن بينيت اتصل به ليقول إن ما يسمى «حكومة التغيير» مع لابيد أصبحت «غير مطروحة على الطاولة»، ويرى محللون أن نتنياهو، زعيم حزب الليكود اليمينى المتطرف، يطرح دائما نفسه درعا ضامنا لأمن إسرائيل أمام حركة حماس المسيطرة على قطاع غزة بسكانه البالغ عددهم مليونى فلسطينى، وحسب تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية، أنه لا شك أن نتنياهو يستفيد من الوضع الإسرائيلى الداخلى، أى من تأجيج التوتر بين اليهود والأقلية العربية، ما دفع الرئيس رؤوفين ريفلين للتحذير من حرب أهلية، ومن استمرار القتال فى غزة، كما يستفيد من تقاعس المجتمع الدولى وفشله فى الضغط على إسرائيل لأجل وقف قصفها على قطاع غزة، ومن دعم الولايات المتحدة غير المشروط لتل أبيب.

وقال الصحفى، المؤرخ الفرنسى دومينيك فيدال، إن نتنياهو وحلفاءه الجدد من أقصى اليمين المتشدد هم من «نظموا حملات سرقة» المنازل من عائلات فلسطينية فى حى الشيخ جراح بالقدس وتدخل قوات الأمن الإسرائيلية العنيف فى المسجد الأقصى، وقال فى حديث لتليفزيون «تى فى 5 موند» إنه يجب التذكير بأن هذه الأفعال هى التى أدت لإطلاق حركة حماس صواريخ باتجاه إسرائيل.

وشدد فيدال على أن نتنياهو «مستعد لإشعال النيران فى القدس وفى غزة، وحتى فى الخليج، لإنقاذ تاجه»، مذكرا بأنه يلعب ورقته الأخيرة للبقاء فى الحكم «من خلال طرح نفسه منقذا لإسرائيل»، وتابع أن تيار أقصى اليمين المتشدد المتحالف مع نتنياهو خلال حملة الانتخابات البرلمانية الأخيرة «يتصرف وكأن لديه الضوء الأخضر من نتنياهو للقيام بأعمال استفزازية فى القدس والأقصى»، وهذا تطور جديد فى الصراع الفلسطينى- الإسرائيلى.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل