المحتوى الرئيسى

الصحافة الإسرائيلية: إنها المتاهة.. والهدف هو الوقت!

05/17 19:18

نشر موقع 180 تقريرا تناول فيه المناقشات التى تمت فى الصحف الإسرائيلية فى ضوء التطورات الأخيرة فى القدس والأراضى المحتلة... نعرض منه ما يلى.

ذكر الكاتب نداف إيال فى صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن «الخطأ كان فى تقدير أن حماس لم ترغب بالتصعيد بشكل كبير، بما فى ذلك إطلاق الصواريخ على إسرائيل، لكن الإنجاز الواعى للحركة ليس له حدود، فحماس تتحدث بلغة حزب الله، ومحمد ضيف يتبنى أسلوب حسن نصرالله، بما فى ذلك الإنذارات الموجهة لإسرائيل، والوفاء بها، من خلال إطلاق الصواريخ على إسرائيل بساعات محددة. من الواضح الآن أن إسرائيل انجرت إلى مواجهة حادة، وحسب أسلوبها فإنها لا يمكن أن توقفها قبل أن تتعرض حماس لضربات شديدة، رغم أن الحركة حصلت على فرصة غير عادية بربط الأقصى بالمقاومة فى غزة، والدفاع عن القدس، وإيجاد قضية مشتركة يمكن حتى لفلسطينيى 48 أن يتعاطفوا معها، للاستفادة من ملف القدس. إسرائيل الحالية ليس لديها رافعة ردع أمام قطاع غزة، ما دفع محمد الضيف إلى شن مثل هذا الهجوم فى يوم القدس، بسبب سياسات بنيامين نتنياهو، واستمراره فى تجنب المواجهات العسكرية غير الضرورية، وسعيه لخلق هدوء طويل الأمد، لكن ذلك ترك آثارا سلبية من أهمها تآكل الردع، ودفنت إسرائيل رأسها فى الرمال».

ذكر الكاتب رون بن يشاى فى «يديعوت أحرونوت» أن «إسرائيل تخوض اليوم حربا على ثلاث جبهات (غزة الضفة ومناطق العام 1948)، لكن أخطرها جبهة الأمن الداخلى، فى ظل الحرب الأهلية المستعرة بالفعل فيها، وهى تتصاعد كل ليلة، وهذه أخطر جبهة، وإذا فشلت الحكومة فى الحد من تدهورها، فستكون أكثر خطورة على الأمن والديموقراطية من أى تهديد خارجى على الدولة. قد يكون من الضرورى لجوء الجيش الإسرائيلى لفصل اليهود عن العرب فى التجمعات المختلطة وتقاطعات الطرق، مع مساعدة الشرطة وحرس الحدود، ولعل تفكك الحكومة الإسرائيلية هو أحد الأسباب للصراعات الداخلية».

قال الكاتب عومر دستروى فى «يديعوت أحرونوت» أنه «بحلول الوقت الذى دخل فيه الجيش الإسرائيلى حالة تأهب قصوى، فقد تمكنت حماس من وضع نفسها كدرع محصن، وتعبئة فلسطينيى 48، وبرغم سلسلة الاغتيالات وصور الدمار من غزة، فإن حماس لديها اليد العليا، لأنها حققت سلسلة إنجازات يمكنها التباهى بها، من إطلاق الصواريخ نحو القدس إلى مئات الصواريخ دفعة واحدة إلى غوش دان والشارون، وعلى الصعيد الاستراتيجى، حصلت حماس على ما طلبته، وأصبحت فى نظر المقدسيين وسكان الضفة الغربية المدافع الإسلامى عن فلسطين، وحارسة القدس، بعكس السلطة الفلسطينية وفتح، اللتين تتعاونان مع إسرائيل، وهى بذلك تعزز صورتها فى هذه المناطق الفلسطينية على حساب أبو مازن».

قال الكاتب ناحوم برنياع فى «يديعوت أحرونوت» أن «حركة حماس لا تقاتل من أجل عقاراتها ولا لأجل صواريخها، بل على الوعى وهى انتصرت بشكل كامل فى معركة الوعى.. وحتما سيكون للحمساويين ما يحكونه فى المؤتمر الصحفى بعد وقف إطلاق النار. بالمقابل، إسرائيل موجودة فى متاهة: لا نية للمستوى السياسى فى الانتقال لعملية برية، لا خطط لاحتلال مناطق. لا أحد يتوقع أعلاما بيضاء فوق منازل غزّة. الاستنتاج واضح: لهذه العملية، التى لها اسم لكن لا هدف معلنًا لها، يوجد هدف واحد فقط: الوقت. فى الحالة الجيّدة: سبع سنوات (من الهدوء) مثل «الجرف الصامد» (2014)؛ وفى الحالة السيئة، أربع سنوات».

فى صحيفة هاآرتس ذكر الكاتب يانيف كوفوفيتس أن «الجيش يترقب إمكانية صدور قرار من قيادته العسكرية والسياسية بوقف جبهة غزة، والسبب يكمن فى استمرار الهبة الشعبية فى المدن العربية الفلسطينية داخل إسرائيل، التى أخذت مظاهر احتجاجات متواصلة منذ أيام، مما اعتبر أكبر تهديد للمُجتمع الإسرائيلى».

الكاتب يوسى يهوشع ذكر فى «يديعوت أحرونوت» أن «الاحتلال الإسرائيلى فقد قدرته على الردع أمام حركة حماس، التى تقود المقاومة فى قطاع غزة المحاصر منذ 15 عاما، من ناحية حماس، فإن الحدث الأول لهذه الجولة القتالية كان أيضا صورة النصر؛ النار الصاروخية نحو القدس. إسرائيل فقدت قدرتها على الردع، فى اليوم الذى يفترض به أن يكون يوم عيد لها».

وفى نفس الصحيفة ذكر الكاتب يوسى ميلمان أن «عدد من الأحداث والعمليات تجمعت بالصدفة وتحولت إلى كتلة حاسمة. 1ــ إلغاء الانتخابات الفلسطينية بعد أن أدركت السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس بصورة متأخرة، بمساعدة ضغوط من جهاز الامن، أن الانتخابات ستؤدى إلى تقوية حماس فى الضفة. حماس غضبت بسبب أن الفوز المتوقع تسرب من أيديها فقررت تسخين الاحتكاك مع إسرائيل على نار هادئة. 2ــ أحداث شهر رمضان التى هى دائما قابلة للانفجار وتشكل بؤرة احتكاك بين اليهود والعرب فى المناطق وفى إسرائيل. 3ـ تعيين كوبى شبتاى، عديم التجربة فى المجال الشرطى المدنى والسياسى، المفتش العام للشرطة. شبتاى والقيادة العليا فى الشرطة، الذين فشلوا ولم ينجحوا فى منع الكارثة فى جبل ميرون، قرروا صرف الانتباه الجماهيرى ــ السياسى بواسطة القوة، وانطلقوا إلى محاربة الشباب الفلسطينى فى شرقى القدس. وقد أمروا بوضع الحواجز فى باب العامود، الأمر الذى رفع نسبة التوتر وأدى إلى أحداث عنيفة، امتدت إلى المساجد فى الأقصى».

قال الكاتب تسفى برئيل فى «هاآرتس» أن «الجيش الإسرائيلى فى فترة قيادة نتنياهو اخترع مصطلح «المعركة بين حربين» وكأن الأمر يتعلق باستراحة طويلة لشرب الشاى، بدأت عند انتهاء حكم سابق حربى وستنتهى، لا سمح الله، عندما لا يكون نتنياهو رئيسا للحكومة. ولكن هذا النظام الوسيط هو حرب بكل معنى الكلمة؛ فهناك قتل مدنيين، وهجمات على سوريا وإيران حتى شفا المواجهة، وتصادم مع واشنطن، وشرخ مهدد مع الأردن، وتحريض عنصرى مسموم ضد المواطنين العرب فى إسرائيل، وخنق وحشى لمليونى مواطنى فى غزة وإطلاق صواريخ على إسرائيل. المدهش، أن كل ذلك فى نظر هؤلاء الأنبياء هى أضرار يمكن إصلاحها، أمور تافهة، وطبعا ليست حربا. فقط امنحوا هذه الأسطورة فترة ولاية واحدة وسترون كيف سينسحب من المناطق، وسيقوم بتغيير اسمه فى بطاقة الهوية إلى «أبو يئير» وسيستضيف فى بيته منصور عباس، بل محمود عباس، وسيقوم ببناء ميناء ومطار فى غزة وسيطالب بالانضمام إلى التوقيع على الاتفاق النووى مع إيران. فى نهاية المطاف، قدمه دائما على الكوابح، أليس كذلك؟ حتى تجار السيارات المستعملة لم يكونوا ليتبعوا أسلوب تسويق كهذا. نتنياهو ليس أقل الأمور سوءا، الذى من المفضل إبقاؤه فى الحكم لمنع قدوم حكومة يمين متطرفة، بل هو أب أوجد حكومة يمينية متطرفة. هو لن يمنع الحرب لأن الحرب دائرة، يجب عليه الذهاب فورا لأنه المسئول عن الإفلاس الأخلاقى والقانونى والسياسى لإسرائيل. وهذا لم يعد أسطورة».

الكاتب عاموس هرئيل قال فى «هاآرتس» أنه «كانت الخطة الأصلية للجيش الإسرائيلى هى الامتناع عن القيام بعملية برية فى القطاع التى يمكن أن يكتنفها الكثير من الإصابات. فى الأيام القريبة القادمة ربما يكون هناك تجنيد أوسع للاحتياط ونشر المزيد من الطواقم الحربية اللوائية (التى تعتمد على وحدات نظامية) على حدود القطاع. حسب علمنا، القرار النهائى بشأن عملية برية لم يتخذ بعد. يبدو أن الأمر ما زال متعلقا بقوة القتال وعدد المصابين فى الأيام القريبة القادمة».

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل