المحتوى الرئيسى

«النقطة غلبت الخوارزمة».. فيسبوك يعيد «اللغة العربية» 1000 سنة للوراء

05/17 14:35

«أصعڡ الإٮماں»، لقد قرأتها بشكل صحيح تماما كما في اللغة العربية القديمة «بدون نقاط»، واستكمال الجملة تغيير الباطل بالقلب، فإن لم يكن فالكلمة في درجة أعلى وقد تكون أقوى تأثيرا في عالم التواصل الاجتماعي وحروب الجيل الرابع التي تناسب عالمنا الآن.

كانت وسائل التواصل هي إحدى آدوات الإدانة العربية -على المستوى الشعبي- لاعتداء الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين في غزة، وارتكاب انتهاكات مع تجاهل للقضية العربية الأولى وفق ما يؤكده زعماء المنطقة وقادتها، الصمت الذي سبقه فتح جبهة أخرى من جانب الاحتلال منعا لضغط شعبي في الأوساط الغربية في المستقبل على حوكماتهم تجرده من أكبر داعميه.

إدانة الإبادة وقتل الأطفال والتهجير في تطهير عرقي ممنهج بالأراضي المحتلة وغزة، رأي هو أبسط حقوق الإنسان، لكنه ينتهك قواعد فيسبوك وفق معايير الموقع لتحجيم معاداة السامية والكراهية التي وضعها، وأغلقت ألاف الصفحات.

اشتكى البعض من تقييد حريتهم في التعبير عن تضامنهم مع أشقائهم في غزة، في المقابل تصدرت الوسوم (هاشتاج) الداعمة لانتهاكات الإسرائيليين الموقع المملوك للأمريكي مارك زوكربيرج، تحت ما يسمى «حق إسرائيل في الدفاع عن النفس».

حظر إلكتروني ولغة قديمة للهرب

وللهروب من سلاح «الحظر» عاد رواد الموقع لاستخدام اللغة المتداولة قبل 13 قرناً من دون تنقيط لدعم قدسهم وإخوانهم في غزة دون أن تغلق حساباتهم.

وبحسب تقارير لهيئة الإذاعة البريطانية «BBC» وصحيفة «نيورك تايمز الأمريكية، فقد فوجئ عدد كبير من المدونيين والنشطاء العرب، حتى المستخدميين العاديين من أصحاب الصفحات قليلة المتابعة أو تضم عدد أصدقاء أقل، من عدم تمكنهم من نشر محتواهم وصورهم الداعمة لفلسطين والمسجد الأقصى وحظر حساباتهم من النشر أو التعليق لشهر، وتطور الأمر لحذف بعضها كما في على موقع الصور «إنستجرام» المملوك لشركة فيسبوك أيضا، قبل أن يقدم الموقع اعتذارا مبررا ذلك بأنه خطأ تقني عنمدت لإصلاحه.

خطة بديلة، كانت ما لجأ إليه المدونون العرب من خلال استخدام الرموز والكلمات المنفصلة المتصلة في محاولة إيصال آرائهم ومراوغة خوارزميات فيسبوك، الموقع الذي يستخدمه أكثر من 2.5 مليار شخص حول العالم، ومجاراة وسم الاحتلال «إسرائيل تحت القصف» الذي جرى تداوله على نطاق واسع بأخر «غزة تحت القصف»، إلا أن الأخير أثقلت حركته عنصرية الموقع.

في القرن الأول الهجري قبل 1300 عام ومع انتشار الإسلام على نطاق واسع، اختلط العرب بالعجم وظهر لحن لغوي مختلط خشي حينها من أن يصل إلى القرآن ويمتد حتى طمس «العربية» تماما، ما دعا الخليفة عبدالملك بن مروان إلى تكليف  نصر بن عاصم الليثي، ويحيى بن يعمر العدواني بتنقيح اللغة وإيجاد ألية ضبط وتمييز عن بقية الألسنة، فكان التشكيل والتنقيط الذي بصيغته التي وصلت إلينا الأن.

لم يكن هناك فيسبوك في القرن الأول الميلادي ولا يعتقد بأن هناك من بين واضعي خوازمياته الإلكترونية الحالية من يتقن اللغة العربية أو خورازمياتها التي تجعلها من أتقن وأفضل اللغات في العالم، وهو ما أعاد رواد الموقع للغة قبل 13 قرنا، ليستخدموها بدون تنقيط لدعم قدسهم وإخوانهم في غزة دون أن تغلق حساباتهم.

حرب الوسوم تضرب فيسبوك

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل