المحتوى الرئيسى

مَن المستفيد؟ | المصري اليوم

05/17 08:40

انتشر فى وسائل الإعلام العالمية ومنصات التواصل الاجتماعى فيديو لشابة فلسطينية تبتسم، بعد أن اعتقلتها قوات الاحتلال الإسرائيلى واعتدت عليها. سألت جنود الاحتلال كيف يرضون أن يكونوا فى صف المستبد، ويعتقلوا مَن يدافع عمّن يتظاهر تضامنًا مع مَن يطردونهم من منازلهم؟ هذه الشابة، صاحبة الابتسامة الشهيرة، اسمها مريم العفيفى، هى عازفة كونترباص فى فرقة بنات القدس وأوركسترا فلسطين للشباب. انتشار الفيديو كان دلالة على حالة التعاطف، بل والتفهم، الكبيرة التى انتشرت فى أرجاء العالم استنكارًا لاعتداءات إسرائيل فى القدس وعمليات إخلاء حى الشيخ جراح.

رسالة فى إطار حوار التجديد

رجال الظل.. اللواء أحمد رأفت (2-2)

رجال الظل.. الشهيد مبروك (1-2)

ما حدث فى القدس أكد أن القضية الفلسطينية حية لم تمت، وأن ما فعلته إدارة ترامب والتطبيع الذى تم لم يكسر تصميم الشعب الفلسطينى على احترام هويته والتمسك بأرضه وحقوقه، وأنه يستحق من العالم ومن العرب موقفًا داعمًا فى مواجهة سلطات الاحتلال.

استمر «حراك القدس» أسبوعًا، واحتل مكانة واضحة من اهتمام العالم، وبدا المشهد وكأن الأمور يمكن أن تدور فى اتجاه دفع الحركة إلى الأمام، خاصة مع التعاطف الدولى مع الفلسطينيين وقتها. بدأ الأسبوع الثانى بتصعيد ودخول من «حماس» و«الجهاد الإسلامى» بالبدء فى إطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل وتل أبيب. وخرج علينا خالد مشعل من الدوحة ليفسر أو يبشر أن «حماس» وغزة يُلبيان نداء القدس. وأضاف «مشعل»، الذى بدت عليه ملامح تقدم العمر مثلنا جميعًا، أن ما تفعله «حماس» و«الجهاد» هو ممارسة لحقهما فى المقاومة.

لا يمكن لعاقل أو مؤمن بالحق الفلسطينى أن يجادل فى كل المقاومة، ولكن مع إعمال حسابات العقل والمنطق والمكسب والخسارة. النتائج حتى الآن يمكن أن تكون دالّة.

أعلم أن ما أقوله سوف يصطدم بالمشاعر الغاضبة وبإحساس الارتياح، الذى أظنه مخدرًا، لوصول بعض صواريخ «حماس» إلى تل أبيب، ولكن هناك حاجة دائمة إلى إعمال العقل وإضاءة ما يمكن من زوايا لا نرغب فى رؤيتها أحيانًا. أيضًا هناك أسئلة الإجابة عنها مهمة ودالَّة. أبسط هذه الأسئلة وأكثرها كشفًا، هو: مَن المستفيد؟

التحليل السريع للأمور يقول إن المستفيد الأكبر هو إسرائيل ورئيس وزرائها، الذى جاء ما حدث ليحل أزمته السياسية. وتراجعت موجة الإدانة العالمية لإسرائيل ليحل محلها «تفهم» لحقها فى الدفاع عن نفسها من صواريخ غزة. وتراجَع الاهتمام بالقدس وما يحدث فيها. وحققت إيران أيضًا مكسبًا، هى فى موقع تحسين شروط الاتفاق النووى، وهى تطمح أن تساعدها «حماس» فى ذلك.

غزة محتلة، وإسرائيل هى سلطة الاحتلال، وتمارس على الشعب الفلسطينى كل أنواع القهر والذل. لكن أيضًا لا يمكن تجاوز أن الشعب مختطَف من قِبَل جماعات الإسلام السياسى، وعلى رأسها «حماس»، التى اختطفت القطاع، الذى هو جزء من الدولة الفلسطينية، ووضعت الشعب الفلسطينى فى غزة رهينة لمشروعاتها وتحالفاتها، التى تتمحور حول إيران.

غزة حاليًا بيد إسرائيل، ولمصلحة إيران وليس لمصلحة الشعب الفلسطينى.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل