المحتوى الرئيسى

«القبة الحديدية» درع إسرائيل يفشل أمام صواريخ المقاومة الفلسطينية

05/15 06:04

القبة الحديدية تعترض أحد الصواريخ

بعد الحرب التي خاضتها إسرائيل عام 2006 مع «حزب الله» اللبناني، الذي أمطر سماء شمال إسرائيل بما يقرب من 4000 صاروخ من نوع «كاتيوشا»، عملت شركة «رفائيل» الإسرائيلية لأنظمة الدفاع المتقدمة، على تطوير نظام دفاع صاروخي، الهدف منه هو اعتراض الصواريخ قصيرة المدى والقذائف المدفعية.

وفي فبراير 2007، اختار وزير الدفاع الإسرائيلي وقتها، عمير بيرتز، نظام «القبة الحديدية» كحل دفاعي لإبعاد خطر الصواريخ قصيرة المدى عن إسرائيل، ومنذ ذلك الحين بدأ تطور النظام، الذي بلغت كلفته 210 ملايين دولار أمريكي، وفي عام 2011، جرى نشر المنظومة لحماية سماء إسرائيل.

يعتبر نظام القبة الحديدية الأمني وسيلة دفاعية ضد الصواريخ قريبة المدى، التي يتراوح مداها من 4 كيلومترات إلى 70 كيلومترا، وكذلك قذائف الهاون، حيث يقوم جهاز الرادار داخل النظام بتحديد الصواريخ القادمة نحوها، ويطلق صواريخ مضادة لتفجيرها في الجو قبل سقوطها.

ويتطلب تحريك منظومة القبة الحديدية من موقع لآخر عدة ساعات فقط.

ووفقا لمعلومات من مجموعة التحليلات الأمنية «آي إيتش إس جاين» فإن الرأس الحربي لكل صاروخ يطلقه هذا النظام، يحتوي على 11 كيلوجراماً من المواد عالية الانفجار.

وتتكون منظومة القبة الحديدية من 5 عناصر، هي: العنصر الأول وحدة اتصال، والثاني وحدة طاقة، والثالث رادار فاير كنترول، والرابع مركز القيادة والتحكم، والخامس القواذف ويكون هناك 3 قوذاف على الأقل للموقع الواحد، كل قاذف بقدرة إطلاق 20 صاروخا.

رغم أن التنشئة المبدئية لهذه التكنولوجيا بدأت في إسرائيل، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية تبنتها بشدة، وفي شهر مايو 2010، وافق مجلس النواب الأمريكي على خطة لتحديد ميزانية قدرت بـ205 ملايين دولار أمريكي لـ القبة الحديدية، وفي عهد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، خصصت ميزانية قدرت بـ70 مليون دولار من خزينة الدولة لهذا البرنامج الذي «طالما كان أساسياً في توفير الأمن والحماية للعائلات الإسرائيلية»، على حد تعبيره.

ويكمن السبب الرئيس وراء أن توصف منظومة القبة الحديدية بالفاشلة، هو عدم قدرتها على حماية إسرائيل بنسبة 100%، ففي الصراع الدائر الآن بين إسرائيل وقطاع غزة، اعترضت المنظومة حوالي 90% فقط، بينما تمكنت صواريخ عديدة من الفرار من المنظومة الحديدية وسقوطها في إسرائيل، ما تسبب في إصابات لمستوطنين إسرائيليين وأضرت بممتلكات، كما هو الحال في عسقلان، أسدود، وريشون لتسيون، ومدينة اللد.

وحول أسباب انفلات الصواريخ التي تطلقها حماس على إسرائيل، من منظومة القبة الحديدية ووصولها للعمق الإسرائيلي، يقول مصدر عسكري إسرائيلي لصحيفة «جلوبس» الإسرائيلية، إن الفصائل الفلسطينية تدرس باستمرار فاعلية النظام وتحاول الالتفاف حوله بشكل رئيسي من خلال وابل متتال من عشرات الصواريخ وفي مدايات مختلفة (أكثر من مدى للصواريخ).

وأضاف المصدر العسكري الإسرائيلي، أن هذه الطريقة قد جربت قبل عامين ونصف العام، عندما أطلقت حركة الجهاد الإسلامي عشرات الصواريخ خلال دقائق، وبعضها فلت من القبة الحديدية. 

وبحسب المسؤولين الإسرائيلين، أطلقت الفصائل في غزة نحو 1800 صاروخ باتجاه الأرضي الإسرائيلية حتى أمس، ما أسفر عن مقتل 7 إسرائيليين وإصابة عشرات آخرين.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، أنه على الرغم من قدرة المراقبة الإسرائيلية الهائلة وقوة النيران العسكرية الهائلة، تمكنت الفصائل المسلحة في غزة من حشد ترسانة كبيرة من الصواريخ.

وقدرت المخابرات الإسرائيلية أن حماس والجهاد الإسلامي وجماعات فلسطينية مسلحة أخرى لديها نحو 30 ألف صاروخ وقذيفة مخبأة في غزة. وهذه الصواريخ ذات مدى متفاوت.

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن عدد الصواريخ التي يتم إطلاقها كل يوم غير مسبوق. وبينما يبدو أن غالبية الصواريخ تستهدف المراكز السكانية في جنوب ووسط إسرائيل، تم إطلاق صواريخ بعيدة المدى على تل أبيب والقدس وبأعداد كبيرة متتالية (وهو ما يسميه الفلسطينيون رشقات الصواريخ). 

وتناقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية تفاخر حركتي حماس والجهاد بكل صاروخ يتجاوز منظومة القبة الحديدية، فيما ينتشر بين الفصائل الفلسطينية أن «قبتهم مثقبة ويمكن للصواريخ المقدسة أن تصل إلى أي مكان في فلسطين المحتلة».

وفشل منظومة القبة الحديدية في توفير الحماية بنسبة 100% لإسرائيل خلال الصراع الدائر حاليا، ليس الأول من نوعه، ففي خلال عملية «الجرف الصامد» في يوليو 2014، تحولت منظومة القبة الحديدية بفعل صواريخ حركة حماس إلى منظومة «ورقية» بشهادة الإسرائيليين أنفسهم؛ حيث وصف مهندس الصواريخ الإسرائيلي، مردخاي (موطي) شيفر، إن منظومة القبة الحديدية هي أكذوبة وأن ما ينشره الجيش الإسرائيلي عن نجاح المنظومة في اعتراض عدد كبير من القذائف الصاروخية ما هو إلا خدعة.  

وأكد «شيفر»، الذي حصل على جائزة إسرائيل في الصناعات الأمنية، والمتخصص في صناعة الصواريخ الدفاعية، في مقابلة مع موقع «والا» الإسرائيلي بعد حرب إسرائيل وغزة عام 2014، إن قناعته تلك تعززت خلال أيام الحرب على غزة. موضحا أن الانفجار الذي يعقب إطلاق القذائt من منظومة القبة الحديدية يخدع البصر وما هو إلا عملية تدمير ذاتية للصاروخ. مضيفا أنه يمكن إطلاق الصواريخ الاعتراضية في سماء خالية من الأهداف والنتيجة ستكون ذاتها.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل