طبيب فلسطيني يتفاجأ بابنيه بين المصابين بالمستشفى: انهارت ولم أستطع علاجهما

طبيب فلسطيني يتفاجأ بابنيه بين المصابين بالمستشفى: انهارت ولم أستطع علاجهما

منذ 3 سنوات

طبيب فلسطيني يتفاجأ بابنيه بين المصابين بالمستشفى: انهارت ولم أستطع علاجهما

قدمه تسارع بين الأسرّة، يُسعف هذا ويخفف آلام ذاك، تختلط أصوات الأطباء والممرضين بأصوات صواريخ الاحتلال الصهيوني التي تقصف المدينة، ينهمك في عمله متمنيًا ألا يصيب أحد تلك الصواريخ القاسية المستشفى، وبينما يستقبل دفعةً جديدةً من المصابين، ويعتصر الحزن قلبه على أبناء وطنه حتى انقبض فؤاده بغتة واتسعت أذناه بينما أنين ابنيه يخترق صدره، يتبع قلبه ويسير حتى يراهما وسط جموع المصابين.\nكعادته يقف الطبيب الفلسطيني عائد صُبح، داخل مقر عمله في المستشفى الإندونيسي، يتحرك بين الجرحي والمصابين بسبب عمليات القصف التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي، وخلال استقباله للمصابين من عربات الإسعاف، وجد ابنيه يخرجان من إحدى السيارات وهما بحاجة للعلاج السريع.\nيومه كانت بدايته كالمعتاد، لا شيء فيها خارج عن المألوف، استيقظ في الصباح الباكر وودع أسرته وأبناءه، وهنأهم بأول أيام عيد الفطر، وتوجه إلى المستشفى التي يعمل بها منذ عدة سنوات، كان يعلم أن يومه سيكون مختلفا قليلة عن المعتاد، فأعداد الجرحى والمصابين سيكونون في ذلك اليوم أكثر من المعتاد نتيجة للاشتباكات التي لا زالت مستمرة على مدار 5 أيام متتالية.\nفي عصر اليوم، خلال استقبال الطبيب الثلاثيني عددا من المصابين من عربات الإسعاف، يحملهم مع الممرضين على العربات المتحركة إلى الداخل، من بين أصوات المدافع والطلقات، وأصوات أنين الرجال، تسلل إلى مسامعه صراخ أطفال من إحدى العربات، يبكون بشدة من هول ما تعرضوا له، ليقرر الاقتراب من الصوت لمساعدة الأطفال، ليتفاجأ أنهما ابناه، وفي حالة لا  يرثى لها بحاجة للمساعدة الطبية، تلك الصورة التي وثقتها عدسة المصور الفلسطيني أنس الغول.\nللحظات وقفت الدنيا به، لم تستطع خلالها عقارب الساعة أن تدور، لحظاتٌ مرت في رأسه عشرات السيناريوهات والصور عن منزله الذي طاله القصف وعائلته التي يرقد منها ابناه مصابين أمامه، وبات مطالبًا أن يعالجهما كطبيبٍ وأن يتغلب على مشاعره كأب معرضٌ لفقدان فلذات كبده، «أصبت بانهيار عصبي، وتولى زملائي مسؤولية علاج أبنائي والقيام بالإسعافات المطلوب لهم».\nالمصائب لم تأتِ فراد على «عائد»، فبيته الذي يقع في منطقة بيت حانون، وقصفته صواريخ الاحتلال، في أول أيام عيد الفطر، لم يكن يسكن فيه وحيدا، فيعيش فيه أيضا شقيقته وأبناؤها، والذين توفوا، ولم ينجُ من القصف سوى ابناه «جعفر» البالغ من العمر 5 أعوام، و«سارة» في العاشرة من عمرها، «البيت كان به الكثير من الأبناء، توفوا جميعا، وتبقى أبنائي تحت الأنقاض أكثر من ساعة حتى تم إخراجهم».\nساعات ليست طويلة قضاها الطبيب الفلسطيني بجانب ابنيه في المستشفى، حتى تحسنت حالتهما الصحية، وقرر أن يستكملا العلاج في أحد منازل العائلة، «المصابين كثر، وقررت أن يستكملوا علاجهم خارج المستشفى ليتوافر مكان لمصابين من الممكن أن تكون حالتهم أكثر صعوبة منهم».

الخبر من المصدر