المحتوى الرئيسى

صلعة العالم ولحيته! | المصري اليوم

05/13 07:45

استغرق الأمر ما يقرب من السنة حتى تستطيع الصين إقرار قانون يجرم هدر الطعام ويضع المخالفين تحت طائلة القانون!.

كان ذلك فى أغسطس ٢٠٢٠ عندما بدأ التفكير فى الأمر بجد، وعندما أحست الحكومة فى بكين بأن كميات المأكولات التى يجرى هدرها هى كميات فوق طاقتها على التحمل أو السكوت.. وربما كان السبب الذى جعل الموضوع يبدأ من الصين، أن الصينيين هُم الأكثر عددًا بين شعوب العالم، وأن الكميات المهدرة عندهم بمنطق النسبة والتناسب هى الأعلى عالميًا!.

إننا أمام شعب يزيد تعداده ٤٠٠ مليون إنسان فوق المليار، ولو تخيلنا أن كل مائدة من موائد هذا العدد يتم إهدار كسرة خبز واحدة فوقها، فإن لنا أن نتصور حجم المهدر فى النهاية؟!.. وقد حسبها الصينيون بالورقة والقلم، وبسرعة كانوا قد صاغوا مشروع قانون، وبالسرعة نفسها كانوا قد مرروا مشروع القانون فى البرلمان ليتحول إلى قانون نافذ بدءًا من أول هذا الشهر!.

هكذا أذاعت وكالة الأنباء الألمانية الخبر، وقالت فى تفاصيله إن القانون الجديد يضع غرامة تصل إلى ١٥٠٠ دولار تقريبًا على كل مواطن يغادر مكانه فى أى مطعم تاركًا وراءه ما يمكن اعتباره هدرًا للطعام فى مكان عام!.. ومما قالته الوكالة أيضًا إن الرئيس الصينى شى جين بينج اهتم بالموضوع شخصيًا، وإنه ظل يدفع فى اتجاه إصدار تشريع قانونى يضع حدًا للإهدار على الموائد!.

ولو كان فى العالم منطق يحكمه، لكان القانون الصينى الوليد قانونًا عالميًا، لأن حال العالم فيما بين أغنيائه وفقرائه لا يزال أقرب إلى ما قاله الساخر برنارد شو ذات يوم.. كان شو يتحسس صلعته ومعها لحيته الكثيفة، ثم يقول فى أسف ما معناه أن ما بين الصلعة فى رأسه واللحية فى وجهه يصور وضع العالم المعاصر بصدق: غزارة فى الإنتاج وسوء فى التوزيع!.

ليست الصين وحدها هى التى تحتاج قانونًا يوقف الإهدار أو يحد منه على الأقل، ولكن العالم كله فى أشد الحاجة إليه، وإذا كان العدد الهائل للسكان هو الذى حرك الحكومة الصينية، فإن شيئًا آخر يجب أن يحرك كل واحد منا فى مكانه.. هذا الشىء هو الضمير الإنسانى الذى يأبى بطبيعته أن يرى إهدارًا ويسكت عنه، بينما الملايين فى أركان الأرض يموتون من الجوع!.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل