المحتوى الرئيسى

«دراما رمضان» ضد الإرها

05/12 20:41

شهد الموسم الدرامى الرمضانى المنتهى مشاركة 3 مسلسلات، هى «الاختيار 2» و«هجمة مرتدة» و«القاهرة كابول»، حققت نجاحاً كبيراً وإشادات واسعة من الجمهور والنقاد، خاصة فى اختيار الموضوعات وأداء أبطال كل مسلسل، حيث ناقش «الاختيار 2»، بطولات رجال الشرطة فى مواجهة اﻷخطار التى تعرض لها الوطن بعد سقوط جماعة الإخوان اﻹرهابية عام 2013، مع التركيز على أحداث فض اعتصام رابعة، وأحداث كرداسة، ومعركة الواحات، بقيادة المخرج بيتر ميمى مع بطلى العمل أحمد مكى وكريم عبدالعزيز.

بينما تناول «هجمة مرتدة» أحد ملفات المخابرات، حيث تابعنا على مدار 30 حلقة كاملة مغامرات بطلى العمل «سيف» أحمد عز و«دينا» هند صبرى، فى سلسلة من العمليات السرية، التى تهدف لكشف المؤامرات والمخططات الإرهابية التى تسعى لتقسيم المنطقة العربية، ونشر تنظيم القاعدة بالعالم. وأشاد النقاد بفكرة العمل وموضوعية المؤلف باهر دويدار فى مناقشة وعرض القضية بمساعدة المخرج أحمد علاء الديب. ورصد «القاهرة كابول» سلوك الإرهابيين، وكيفية تحويل شخص سوى يعيش حياة طبيعية إلى بيئة مختلفة، حوّلت أفكاره من شخص طبيعى إلى إرهابى، ونجح من خلاله الفنان طارق لطفى الذى تولى خلافة جماعة إرهابية، وتصدى له ضابط الشرطة «عادل» الذى جسّد دوره الفنان خالد الصاوى، وينقل الصورة المذيع طارق كساب الذى جسد دوره الفنان فتحى عبدالوهاب، من خلال 3 قصص مثيرة، حول المؤامرات التى تُحاك ضد المنطقة العربية، خاصة مصر خلال الفترة الأخيرة، مسلطاً الضوء على الأعمال الإرهابية التى تقع فى هذه المنطقة.

وقال الفنان طارق لطفى بطل مسلسل «القاهرة كابول»، إن العمل كان بمثابة رسالة لتنوير العقول، ويوجه رسالة مباشرة إلى الإرهابيين الذين لا يؤمنون بوجود وطن، ويقومون بعمليات تكفيرية وانتحارية دون هدف حقيقى، وقد تفاعل الجمهور مع المسلسل بشكل مُرضٍ بالنسبة لى، وأنا على يقين تام أنه لا بد من تقديم تلك النوعية من الأعمال، حتى نهدم الأفكار المتطرفة من خلال الفن، ولا نسمح للتطرف بأن ينتشر، وهذا بالطبع دور الفنانين.

وأضاف «طارق» أن الرسالة الأساسية فى المسلسل هى تحريك الأفكار لدى الجمهور، ومساعدتهم على التفكير من جديد، وليس هدفنا توجيه رسائل إلى إرهابيين، حيث نعرض كيف يمكن لشخص طبيعى نشأ فى بيئة طبيعية ووسطية، أن يتحول إلى متطرف ثم إرهابى، ووجّه الشكر إلى الشركة المنتجة التى حرصت على توفير جميع السبل والراحة من أجل خروج المسلسل بهذا الشكل، حيث إننى سعيد برد فعل الجمهور على شخصية الشيخ «رمزى»، لأنها شخصية تجمع بين الغضب والغيرة والهدوء، فهى شخصية مستفزة لأى فنان أن يقدمها.

وتحدث الفنان أحمد عز بطل مسلسل «هجمة مرتدة» عن سبب تقديمه عملاً وطنياً فى موسم دراما رمضان 2021 الماضى، قائلاً: «أفضل باستمرار نوعية أعمال الجاسوسية، ودائماً أنجذب إليها، فى الوقت الذى تربينا فيه على مسلسلات وطنية أسست بروحنا حب الوطن والوطنية، ومن هذه الأعمال المهمة «رأفت الهجان» و«دموع فى عيون وقحة».

وأضاف «عز» أن المسلسلات الوطنية تتضمّن أنماطاً من الشخصيات يتمنى أى ممثل تقديمها فى مشواره، وسعيد برد فعل الجمهور على المسلسل، خاصة أن شركة الإنتاج وفّرت جميع الاحتياجات الخاصة لنا من أجل خروج العمل بتلك الصورة، وذلك بمشاركة أبطال على مستوى عالٍ من الاحترافية، فضلاً عن الإخراج المتميز.

وتابع «عز» حديثه عن مسلسله «هجمة مرتدة»: «قدم المسلسل حقائق لأحداث حقيقية أوصلتنا إلى ما نحن فيه، وعرض لأشخاص كان شاغلهم الأكبر هو الإضرار بمصر إلى أن تم القبض عليهم، ورصد العمل دخولهم مصر وتكوينهم شبكات، ومن وجهة نظرى أهم شىء فى تقديم الأعمال الوطنية هو أن تكون مُقدّمة بأفضل التجهيزات، وعلى دقة عالية من الاحترافية، حتى يستقبلها الجمهور بشكل جيد، لأن جمهورنا أصبح يجيد الفرز، فهو أصبح مطلعاً ومتابعاً للمنصات الإلكترونية كـ«نتفليكس» وخلافها، وبالتالى إذا لم نواكب هذا التطور الرهيب سينصرف عنا ويتجه لمشاهدة أعمال أخرى.

وقال الفنان خالد الصاوى بطل مسلسل «القاهرة كابول»: «المسلسل وثّق فترة معينة من وجهة نظر اجتماعية، لأن مجرى الأحداث وتتابُعها بدأ من عام 2008 إلى 2011، ويعتبر المسلسل من الأعمال الوطنية المهمة التى عُرضت خلال الموسم الحالى، ودائماً أفضل المشاركة بتلك النوعية من الأعمال دون تردّد، لأنها تنير فى عقول الجمهور أشياء غائبة عن وعيهم».

وأضاف: سعيد بردود الفعل من الجمهور على دورى فى مسلسل «القاهرة كابول»، لأن شخصية الضابط عادل كان لها وضعية خاصة، تحديداً فى عام 2011، فكان فى هذا الوقت تشغل عقل ضباط الشرطة اعتقادات خاصة، وتفكيرات خاصة، وهو مستعد لأن يضحى بذاته وحياته وأسرته من أجل الدفاع عن أرض الوطن والشعب المصرى، وبالتأكيد كان هذا أمراً ضرورياً لعرضه على الشاشة، ويرجع الفضل أيضاً فى ذلك إلى براعة عبدالرحيم كمال فى كتابة الشخصيات، حيث إن المؤلف عبدالرحيم متميز فى كتابة تلك النوعية من الأعمال الوطنية.

وتابع «الصاوى»: «من المهم تقديم أعمال وطنية كل فترة للمواطنين، سواء بتوثيق فترة معينة، أو البحث عن بطولة إحدى قصص ضباط الشرطة، وعرضها بتسلسل شديد للجمهور، حتى يتكون لدى الشعب وعى وطنى، ولكننى أخلى مسئوليتى عن تصحيح مفاهيم كان السبب فيها سوء استخدام السلطة، لأن إقران الأجهزة الأمنية بالسياسة هو أكبر إساءة لها، والإساءة هنا تتمثل فى خدمة هذه الأجهزة للنظام، وليس البلد والشعب، وهذا خطأ متكرّر فى كل الأنظمة، والحقيقة أن الجهات السياسية تدخّلت أكثر من مرة لتأكيد أنها مع ثورة الشعب فى أمانيه».

واستطرد أن من أهم الأشياء التى يجب التركيز عليها خلال الفترة المقبلة، أن تكون القصة واقعية بصورة كبيرة، ولها أصول تسير عليها مثلما حدث خلال أحداث مسلسل «القاهرة كابول»، فقد عرض 4 عناصر انطلقت حكايتهم من منطقة السيدة زينب منذ الصغر، وتربوا معاً وتأصلت بداخلهم قيم سامية إلى أن فرّقتهم الحياة، وأصبح كل شخص منهم فى مكان مختلف، فمنهم من عمل فى خدمة النظام، وآخر أصبح ضد الدولة وسار وراء أفكاره المتطرفة، والثالث يحب ذاته فقط، والأخير يعشق الفن، وانطلاقاً من هذا التباين، نجد أنفسنا أمام تركيبة إنسانية متنوعة لـ4 رجال تصاحبهم أحداث اجتماعية كثيرة.

وقال الفنان أحمد رزق بشأن مشاركته فى مسلسل «القاهرة كابول» كضيف شرف، «فخور بمشاركتى فى العمل الدرامى، الذى حظى بإعجاب الجمهور والنقاد، فلقد تحمست للدور بمجرد أن قرأت السيناريو، فهو دور مكتمل يضاف إلى رصيد أى ممثل، وشرف لأى فنان العمل مع عبدالرحيم كمال، وحسام على، وخالد الصاوى وفتحى عبدالوهاب، طارق لطفى، كما أن الشخصية التى قدمتها مكتملة الأركان، لها بداية ووسط ونهاية، ونادراً أن تجد دور ضيف شرف مكتمل الأركان».

وأضاف: «لا بد من عرض أعمال درامية وطنية باستمرار، لأن تلك النوعية من الأعمال تعمل على تنمية روح الوطنية وتثبيت أفكار حقيقية لدى جيل كامل، والدليل على ذلك فيلم «الممر» الذى أسهم فى تغيير أفكار الكثيرين عند عرضه، ونمَّى روح الوطنية داخلهم وتجاه الجيش المصرى، وأرى أن هناك عدداً من الأعمال التى قدمت هذا العام مثل «الاختيار 2» و«هجمة مرتدة»، أحد الأسلحة الناعمة القوية، التى ستفرق فى مستقبل مصر، وهذا هو المطلوب فى الوقت الحالى، لأن هناك كثيرين تعرّضوا لغسيل مخ، وبالتالى لن يعرفوا الحقيقة إلا من خلال الفن والمسلسلات والأفلام المعروضة.

وكانت مشاركة الفنانة بشرى فى السباق الرمضانى بدور زوجة الشهيد مبروك فى مسلسل «الاختيار 2» ذات أثر كبير فى نفوس عدد كبير من الجماهير، وقد كشفت عن سبب مشاركتها فى عمل وطنى قائلة: «أنا أحب هذا النوع من الأعمال الوطنية الاجتماعية الإنسانية وأشجع تقديمها، حيث لا بد أن نكتب تاريخنا بأيدينا ولا نتركه لآخرين كى يحرّفوه».

وأضافت «بشرى»: «يجب على الفنانين والمخرجين أن يتكاتفوا كل فترة من أجل إنتاج عمل وطنى، خاصة فى ظل أننا كنا شهود عيان على ما جرى من الأحداث السياسية التى حدثت فى مصر وعاصرنا كل تفاصيلها، لذلك أرى أن «الاختيار» عمل مشرّف ومهم للغاية منذ الجزء الأول منه، وأتمنى تقديم أعمال مشابهة كل فترة، من أجل توثيق كل ما مررنا به خلال الـ7 سنوات الماضية.

وأكدت الفنانة نور اللبنانية ضرورة عرض أعمال وطنية باستمرار على الشاشات، قائلة لـ«الوطن»: «سعيدة بوجود مسلسلات وطنية فى الموسم الماضى، مثل «هجمة مرتدة» و«الاختيار 2»، لأننى أحب هذه النوعية من الأعمال، سواء تم تقديمها فى السينما أو التليفزيون، وأرى أن أهميتها تكمن فى معرفة الأجيال الجديدة لبطولاتنا وإنجازاتنا، التى كنا حاضرين كل جزء منها، لأن تلك النوعية من الأعمال حاربت العنف ووثقت تاريخ مصر.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل