أجواء الحرب والترقب تكسو شوارع غزة.. قبيل عيد الفطر

أجواء الحرب والترقب تكسو شوارع غزة.. قبيل عيد الفطر

منذ ما يقرب من 3 سنوات

أجواء الحرب والترقب تكسو شوارع غزة.. قبيل عيد الفطر

ما بين صاروخ وقصف، وهجمات متبادلة، تتوالى دوي الانفجارات في قطاع غزة ومناطق من إسرائيل، لتلقي بظلال على أجواء وحركة الناس في شوارع غزة قبل أيام من عيد الفطر.\nلم تمنع حالة التصعيد، أصحاب المحال التجارية من افتتاح محالهم واستقبال الزبائن على وقع دوي الانفجارات.\nولجأت العديد من المحال إلى فتح مكبرات صوت أغاني وطنية وثورية، أو لإذاعات محلية تنقل بث تفاعلي للتطورات الميدانية.\nومع سماع دوي الانفجارات، تنطلق هتافات التكبير حينا، وترديد "حسبنا الله ونعم الوكيل" حينا آخر.\n\n"سعيد لافي" غزاوي يقف يهتف بالتكبير مع كل ضربة صواريخ فلسطينية ويمزج بين المناداة على بضاعة المحل الذي يعمل فيه والأخبار المتلاحقة.\nيقول لافي لـ"العين الإخبارية": "عيوننا نحو الأقصى والشيخ جراح وقلوبنا مع المقدسيين حتى ونحن ننغمس في البيع".\nويضيف "هناك حركة في الأسواق حتى مع تعالي صوت القصف لكننا لاحظنا تراجع للمبيعات وترى الخوف والفخر في عيون المشترين".\n\nوشنت الطائرات الإسرائيلية عشرات الغارات على أرجاء قطاع غزة ما أدى لمقتل  21 فلسطينيا وإصابة ما لا يقل عن 70 آخرين أغلبهم شمال قطاع غزة.\nفي المقابل تحدثت القناة 13 الإسرائيلية عن سقوط وابل من الصواريخ نحو عسقلان، فيما لم ترد معلومات إسرائيلية عن استهداف تل أبيب.\nواستمر خلال الساعات الماضية سماع انطلاق رشقات صاروخية من قطاع غزة تجاه البلدات الإسرائيلية.\nوفي تمام الساعة 6:00 مساءً (بالتوقيت المحلي) أطلق الذراع المسلحة لحماس رشقة صاروخية تجاه القدس.\nوأعلن الجيش الإسرائيلي رصد 7 صواريخ واعتراض أحدها في حين سقطت البقية في مناطق مفتوحة.\nوفعليا، انخفضت أعداد المتسوقين في شوارع غزة بعد العشاء مع التحليق المكثف للطائرات وسماع دوي الانفجارات.\n\nوفي أحد شوارع غزة تحاول "رجاء" أن تنتهي من شراء ملابس واحتياجات أطفالها وتتنقل بين المحلات في شارع عمر المختار وتقول الله أعلم "هل يتمكن الأطفال من الاحتفال بالعيد أم لا".\nوتضيف: "الأجواء مرعبة وغير مشجعة لكننا مضطرون لإدخال البهجة والسرور على الأطفال.".\nتتمنى رجاء أن "يتدخل العالم لكبح الممارسات الاسرائيلية ضد بيوت المقدسيين والأقصى".\nصاحب محل ملابس بدا مستاء من تصاعد الأمور قائلاً: "لم تكد تمض أيام على رفع الإغلاق المرتبط بكورونا وجاء هذا التصعيد ليؤثر على الموسم الذي ننتظره من العام إلى العام".\n\nوسبق أن عاش الفلسطينيون في غزة فترة العيد في ظل أجواء التصعيد والغارات وهو ما أدى إلى إلغاء مظاهر العيد.\nوفعليا قرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلغاء جميع الاحتفالات لمناسبة عيد الفطر، واقتصارها على الشعائر الدينية فقط.\nوقرر عباس "تنكيس الأعلام حدادا على أرواح شهداء شعبنا الذين ارتقوا، مساء اليوم الاثنين، في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة"، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية وفا.\nألف المعصوابي، أخصائية اجتماعية تشير إلى أن الأعياد مرتبطة بالفرح والسرور خصوصا عند الأطفال، وهم لا يشعروا بالفرحة وأجواء العيد إذا لم يكن العيد مقترنا بالأمان لممارسة ألعابهم بحرية وانطلاق..\n\nوقالت المعصوابي لـ"العين الإخبارية": "في العادة نلاحظ بعد انتهاء كل تصعيد اسرائيلي انعكاس الأزمات على سلوك الأطفال فتتحول إلى كوابيس ليلية وتبول وقضم أظافر".\nوأشارت إلى أن الناس في غزة خصوصا المحلات التجارية فتحت الأغاني الثورية بدلا من الترويج لبضاعتها لأن الجميع يكون تحت تأثير الجماعة التي تتعرض حاليا لممارسة واحدة من الاحتلال الذي يحاول إذلال الفلسطيني سواء في الضفة أو القدس أو غزة.\nوأوضحت أن "الكل يعلي صوت الأغاني الوطنية تعبيرا عن حالة الغضب والانفعال من ناحية ويشعرهم بالانتماء من الناحية الأخرى".\nورأت أنه إذا استمرت الأحداث حتى يوم العيد لن تكون هناك طقوس العيد المعتادة وخصوصا لدى الأطفال الذين تابعوا ما حدث لأقرانهم من استهداف أدى لمقتل عدد منهم (9 من بين 21 قتيلا).\nوقالت: "الان الطقوس تنقلب من انتظار للعيد وارتداء ملابسه والفرح بقدومه الى خوف وغضب وحزن لدى الاطفال والنساء والمجتمع عموما".\nوأشارت إلى أن أصحاب المحلات حولوا مكبرات الصوت المخصصة للترويج لبضائع العيد الى مكبرات تبث آخر الأخبار والأغاني الثورية وتشحن الشارع بالفخر والغضب.\nربما تكون غزة تنتظر الأصعب حيث أعلن الجيش الإسرائيلي، في ساعة متأخرة من مساء الإثنين، أنه أطلق على العملية العسكرية الحالية اسم "حارس الجدران".\nكما أعلن الجيش الإسرائيلي إغلاق معبر كرم أبو سالم المستخدم لإدخال البضائع الى قطاع غزة حتى إشعار أخر.\nوقال في بيان تلقته "العين الإخبارية": "يعلن منسق أعمال الحكومة في المناطق الميجر جنرال غسان عليان أنه في ختام مشاورات أمنية تقرر إغلاق معبر البضائع كيرم شالوم بين إسرائيل وقطاع غزة بشكل فوري وحتى إشعار أخر".\nوأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس عن تفعيل "وضع خاص" في الجبهة الداخلية على مدى من 0 إلى 80 كلم من حدود قطاع غزة لمدة 48 ساعة.\nونشر الجيش الإسرائيلي منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ في وسط وجنوبي إسرائيل.\nجميع الحقوق محفوظة لمؤسسة بوابة العين الاخبارية للاعلام والدراسات ©2020

الخبر من المصدر