المحتوى الرئيسى

أجواء الحرب والترقب تكسو شوارع غزة.. قبيل عيد الفطر

05/11 01:06

ما بين صاروخ وقصف، وهجمات متبادلة، تتوالى دوي الانفجارات في قطاع غزة ومناطق من إسرائيل، لتلقي بظلال على أجواء وحركة الناس في شوارع غزة قبل أيام من عيد الفطر.

لم تمنع حالة التصعيد، أصحاب المحال التجارية من افتتاح محالهم واستقبال الزبائن على وقع دوي الانفجارات.

ولجأت العديد من المحال إلى فتح مكبرات صوت أغاني وطنية وثورية، أو لإذاعات محلية تنقل بث تفاعلي للتطورات الميدانية.

ومع سماع دوي الانفجارات، تنطلق هتافات التكبير حينا، وترديد "حسبنا الله ونعم الوكيل" حينا آخر.

"سعيد لافي" غزاوي يقف يهتف بالتكبير مع كل ضربة صواريخ فلسطينية ويمزج بين المناداة على بضاعة المحل الذي يعمل فيه والأخبار المتلاحقة.

يقول لافي لـ"العين الإخبارية": "عيوننا نحو الأقصى والشيخ جراح وقلوبنا مع المقدسيين حتى ونحن ننغمس في البيع".

ويضيف "هناك حركة في الأسواق حتى مع تعالي صوت القصف لكننا لاحظنا تراجع للمبيعات وترى الخوف والفخر في عيون المشترين".

وشنت الطائرات الإسرائيلية عشرات الغارات على أرجاء قطاع غزة ما أدى لمقتل  21 فلسطينيا وإصابة ما لا يقل عن 70 آخرين أغلبهم شمال قطاع غزة.

في المقابل تحدثت القناة 13 الإسرائيلية عن سقوط وابل من الصواريخ نحو عسقلان، فيما لم ترد معلومات إسرائيلية عن استهداف تل أبيب.

واستمر خلال الساعات الماضية سماع انطلاق رشقات صاروخية من قطاع غزة تجاه البلدات الإسرائيلية.

وفي تمام الساعة 6:00 مساءً (بالتوقيت المحلي) أطلق الذراع المسلحة لحماس رشقة صاروخية تجاه القدس.

وأعلن الجيش الإسرائيلي رصد 7 صواريخ واعتراض أحدها في حين سقطت البقية في مناطق مفتوحة.

وفعليا، انخفضت أعداد المتسوقين في شوارع غزة بعد العشاء مع التحليق المكثف للطائرات وسماع دوي الانفجارات.

وفي أحد شوارع غزة تحاول "رجاء" أن تنتهي من شراء ملابس واحتياجات أطفالها وتتنقل بين المحلات في شارع عمر المختار وتقول الله أعلم "هل يتمكن الأطفال من الاحتفال بالعيد أم لا".

وتضيف: "الأجواء مرعبة وغير مشجعة لكننا مضطرون لإدخال البهجة والسرور على الأطفال.".

تتمنى رجاء أن "يتدخل العالم لكبح الممارسات الاسرائيلية ضد بيوت المقدسيين والأقصى".

صاحب محل ملابس بدا مستاء من تصاعد الأمور قائلاً: "لم تكد تمض أيام على رفع الإغلاق المرتبط بكورونا وجاء هذا التصعيد ليؤثر على الموسم الذي ننتظره من العام إلى العام".

وسبق أن عاش الفلسطينيون في غزة فترة العيد في ظل أجواء التصعيد والغارات وهو ما أدى إلى إلغاء مظاهر العيد.

وفعليا قرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلغاء جميع الاحتفالات لمناسبة عيد الفطر، واقتصارها على الشعائر الدينية فقط.

وقرر عباس "تنكيس الأعلام حدادا على أرواح شهداء شعبنا الذين ارتقوا، مساء اليوم الاثنين، في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة"، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية وفا.

ألف المعصوابي، أخصائية اجتماعية تشير إلى أن الأعياد مرتبطة بالفرح والسرور خصوصا عند الأطفال، وهم لا يشعروا بالفرحة وأجواء العيد إذا لم يكن العيد مقترنا بالأمان لممارسة ألعابهم بحرية وانطلاق..

وقالت المعصوابي لـ"العين الإخبارية": "في العادة نلاحظ بعد انتهاء كل تصعيد اسرائيلي انعكاس الأزمات على سلوك الأطفال فتتحول إلى كوابيس ليلية وتبول وقضم أظافر".

وأشارت إلى أن الناس في غزة خصوصا المحلات التجارية فتحت الأغاني الثورية بدلا من الترويج لبضاعتها لأن الجميع يكون تحت تأثير الجماعة التي تتعرض حاليا لممارسة واحدة من الاحتلال الذي يحاول إذلال الفلسطيني سواء في الضفة أو القدس أو غزة.

وأوضحت أن "الكل يعلي صوت الأغاني الوطنية تعبيرا عن حالة الغضب والانفعال من ناحية ويشعرهم بالانتماء من الناحية الأخرى".

ورأت أنه إذا استمرت الأحداث حتى يوم العيد لن تكون هناك طقوس العيد المعتادة وخصوصا لدى الأطفال الذين تابعوا ما حدث لأقرانهم من استهداف أدى لمقتل عدد منهم (9 من بين 21 قتيلا).

وقالت: "الان الطقوس تنقلب من انتظار للعيد وارتداء ملابسه والفرح بقدومه الى خوف وغضب وحزن لدى الاطفال والنساء والمجتمع عموما".

وأشارت إلى أن أصحاب المحلات حولوا مكبرات الصوت المخصصة للترويج لبضائع العيد الى مكبرات تبث آخر الأخبار والأغاني الثورية وتشحن الشارع بالفخر والغضب.

ربما تكون غزة تنتظر الأصعب حيث أعلن الجيش الإسرائيلي، في ساعة متأخرة من مساء الإثنين، أنه أطلق على العملية العسكرية الحالية اسم "حارس الجدران".

كما أعلن الجيش الإسرائيلي إغلاق معبر كرم أبو سالم المستخدم لإدخال البضائع الى قطاع غزة حتى إشعار أخر.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل