الوصية الأخيرة للراهب «صرابامون الشايب» | المصري اليوم

الوصية الأخيرة للراهب «صرابامون الشايب» | المصري اليوم

منذ ما يقرب من 3 سنوات

الوصية الأخيرة للراهب «صرابامون الشايب» | المصري اليوم

على البُعد، نمَت صداقة عميقة مع الراهب صرابامون الشايب، أمين دير القديسين بطود الأقصر، راعيًا مثقفًا راقيًا، ينقل عنى محبتى، وأنقل عنه ما ينثره من عطر الأحباب «هُوَ حَسَنُ الْقَرِيحَةِ».\nمنذ تفشى الوباء وهو يحذر الرعية، وبلغت صرخاته عنان السماء مع تساقط الكهنة تواليًا بالفيروس المميت، ونقلت عنه صرخاته فى مقالاتى مرارًا.\nصرخ فى وجوه الآباء الأساقفة، خوفًا على الكهنة العزل وأسرهم من مغبة الوباء، وطمعًا فى حذر الرعية، حتى اكتشف بعد فوات الأوان أن بعض الشمامسة (خُدّام الكنيسة) يحضرون معه القداس مصابين، حتى أُصيب هو أيضًا بكورونا، وتم حجزه فى أحد مستشفيات القاهرة، لكنه رحل إلى السماء ليزيد الآلام فى أسبوع الآلام، «لِى اشْتِهَاءٌ أَنْ أنطلق وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ، ذَاكَ أَفْضَلُ جِدًّا». (فى ٢٣:١).\nوصية الراهب صرابامون الشايب الأخيرة دَيْن فى رقبتى، أسجلها هنا كما كتبها، وأرجو أن تلقى اهتمام الآباء الأساقفة، كل فى إبراشيته، نزيف الكهنة طال حتى الحذرين منه، وآخر المغادرين صاحب هذه الوصية.. «وَلَمَّا كَمِلَتْ أَيَّامُ خِدْمَتِهِ مَضَى إِلَى بَيْتِهِ». (لو 1: 23).\n«منذ ثلاثة أيام أُعانى يا أحبائى من دور كورونا عنيف، مع ارتفاع شديد فى درجة الحرارة، وآلام مبرحة فى العظام، وعدم انتظام فى معدل الأكسجين، لكن أثق هذه هدية الرب لى فى أسبوع الآلام وأيضًا وأنا فى السبعين من العمر لأنه يحبنى. وأثق أيضًا أننى سأعبر هذه الأزمة بسلام..\nالكورونا لا هى عار ولا خطية، ولا هى بسبب خطايانا وغضب الله علينا، وهذا هو الذى يجعلنى أفتخر بأننى مُصاب بالكورونا، وهؤلاء الذين يُعايروننا ماذا سوف يقولون إذا أُصيبوا بالوباء، هل سيقبلون فكرة الغضب الإلهى، وما رأيهم فى كل الأتقياء الذين حصدهم الوباء فى العالم كله؟!».\nهذا الخطاب الدينى العجُول والجهُول هو الذى جعل أولادنا المصريين البسطاء يخفُون المرض لشعورهم بالدونية لإصابتهم بمرض جعله الله عنوان الغضب والانتقام الإلهى، توقفوا أيها الوعاظ فى المساجد والكنائس عن هذا الخطاب العبثى، أنتم لستم بذلك خُدّام الله، الاكتشافات العلمية التى اكتشفها العلم بخصوص «كورونا» منذ ظهورها وحتى الآن قبلًا كانت تحتاج وقتًا طويلًا جدًا، أليس هذا من محبة الله للإنسان؟.\nفى أقل من عام، يصل اللقاح إلى الفقراء فى ريف مصر، اعذروا الإنسان البسيط عندما يُخفى الكورونا لشعوره بالعار، ثم ينقل العدوى إلى الناس، لقد قلنا كثيرًا إن منطقة دير القديسين مُصابة، ولم يسمعنا أحد..\nطالما بين حنايا صدرى نسمة حياة سأظل أُحذر من المعاناة التى نعانى فيها من قرارات غير مسؤولة.\n#الكورونا مش عار أو خطية.\n#الكورونا هدية ربنا_ليا.\nأعتذر عن الرد على التليفون فى الأيام القادمة وصلواتكم ودعواتكم حتى نعبر الأزمة ونصل بإذن الرب إلى التعافى الكامل.\nصحيح نسيت أقولكم يا حبايبى: #راهب أُحب الحياة.

الخبر من المصدر