السادة المحافظون.. انزلوا الشارع!

السادة المحافظون.. انزلوا الشارع!

منذ ما يقرب من 3 سنوات

السادة المحافظون.. انزلوا الشارع!

أتمنى أن يطلب وزير التنمية المحلية اللواء محمود شعراوى من المحافظين وسائر الأجهزة المحلية أو الأمنية المختصة، التجول سيرا على الأقدام فى الشوارع والطرق والميادين، لمدة دقائق قليلة، للتأكد من تطبيق الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا على أرض الواقع، بدلا من البيانات المعدة مسبقا، والتى يشير معظمها إلى «أن كل الأمور تمام والجو بديع والدنيا ربيع ».\nوأتمنى ألا يسارع مسئولو العلاقات العامة والإعلام فى وزارة التنمية أو دواوين المحافظات المختلفة بعد قراءة هذا المقال، بإرسال ردود جاهزة لـ«الشروق» تتضمن إحصائيات وبيانات وأرقاما عن عدد المخالفات التى قاموا بتوقيعها على المخالفين للإجراءات الاحترازية.\nنعم هناك تسجيل للمخالفات وتحصيل للعقوبات، لكن ذلك فى ظنى قد لا يتجاوز ١٠٪ من حجم المخالفات الحقيقى.\nالتطبيق الصارم للإجراءات فى بدايتها قبل عام تراجع بصورة واضحة، فى الشهور الأخيرة ثم عاد مرة أخرى قبل أيام بعد أن زادت الإصابات والوفيات!\nلا أقصد محافظة دون أخرى، لكن بما أننى أعيش فى محافظة القاهرة، ومقر عملى فى محافظة الجيزة، وأتنقل بكثرة فى العديد من مناطق المحافظتين كل يوم، فإن الواقع يصعب وصفه، وفى بعض الحالات قد يكون أقرب للتواطؤ بين بعض الموظفين معدومى الضمير وبين المخالفين.\nلا أقصد هنا المخالفات التى تتم بسبب انعدام ثقافة الوعى الصحى بين غالبية المصريين، مثل الزحام فى المواصلات أو الشوارع أو البيوت، لكن أقصد المخالفات الصارخة التى تتم تحت مسمع ومرأى أجهزة الحكم المحلى وكل من له صلة بهذا الملف.\nعلى سبيل المثال لماذا لا يتجول المحافظون أو نوابهم ومساعدوهم والمسئولون عن تطبيق القانون على أقدامهم ليروا ماذا يحدث فى المقاهى والكافتيريات والمطاعم المجاورة لمكاتبهم؟! أظن أن بعضهم يشم من مكتبه رائحة دخان الشيشة المنبعثة من المقاهى والكافتيريات المجاورة.\nكتبت قبل أيام عن الشيشة التى يتم تقديمها علنا فى المراكب النيلية فى الزمالك، وكنت أظن أن هذه حالة استثنائية، وفوجئت أن غالبية المقاهى والكافتيريات صارت تقدمها فى كل الأوقات. كان الأمر يتم فى الخفاء قبل ذلك، أو فى البيوت، وبناء على اتصالات مسبقة، ثم صار علنيا الآن.\nنفس الأمر فى الميكروباصات وسيارات النقل الجماعى، حيث يندر أن تجد السائق أو غالبية الركاب يلتزمون بارتداء الكمامة.\nسرادقات العزاء والمفترض أنها ممنوعة تتم فى معظم القرى وبعض المناطق الشعبية، وكذلك الأفراح. البعض يعتقد أن الفرح ممنوع فقط داخل القاعات المغلقة، فى حين أن الممنوع ليس الفرح فى حد ذاته، بل الزحام والتلاصق، سواء تم داخل قاعة أو فى الشارع، لأن الخطورة واحدة.\nلا أعرف هل يلاحظ المحافظ، أو بقية مسئولى هذا الملف الورش الصناعية المفتوحة فى طريق عودتهم مساء لمنازلهم، وهل التزموا بمواعيد الإغلاق فى السادسة أو السابعة مساء أم لا؟\nشخصيا أشاهد ورشا كثيرة فى وسط القاهرة والجيزة تستمر فى العمل حتى منتصف الليل، ولا أعرف كيف يمكنها أن تتحدى القانون بهذا الشكل، وما الذى يجعل صاحب الورشة أو الكافتريا أو المقهى يأمن العقاب بهذه الجرأة، إلا إذا كان يعرف أن من يطبق عليه القانون لن يقترب منه!\nالسؤال مرة ثانية: لماذا يتجاهل بعض مسئولى الحكم المحلى تنفيذ القانون على المخالفين بصورة صارمة؟\nهذا سؤال لا أجد له إجابة منطقية، وخطورة ذلك أنه يفتح الباب للإساءة إلى جميع العاملين فى الحكم المحلى، وبينهم شرفاء كثيرون.\nوجود قلة من الموظفين الفاسدين أو المتقاعسين عن أداء واجبهم يسىء للجميع، وإلى قيادات الحكم المحلى وإلى المحافظين.\nأدرك أن منظومة الحكم المحلى ليست فى أفضل أحوالها منذ عشرات السنين، وظهر ذلك جليا حينما تم فتح ملف مخالفات المبانى والعشوائيات قبل شهور، لكن خطورة وصول الفساد إلى بعض القائمين على تنفيذ الإجراءات الاحترازية لمواجهة كورونا، يعنى نشر الفيروس بصورة متعمدة فى المجتمع بأكمله، وأنه لا أمان للناس فى ظل أن بعض القائمين على التنفيذ يحتاجون إلى من يراقبهم!\nوللموضوعية فإننى وبعد كتابة هذا المقال، كنت عائدا فى العاشرة والنصف مساء السبت الماضى إلى منزلى، ووجدت محافظ القاهرة اللواء خالد عبدالعال، يتجول فى شارع قصر العينى، للتأكد من تطبيق الإغلاق بعد التاسعة مساء، ويطبق القانون على محلات المستلزمات الطبية، وعلى أشهر مطاعم المشويات.\nأتمنى أن يكون بقية السادة المحافظين يفعلون الأمر نفسه، وطوال الوقت وليس لمرة أو مرتين فقط.

الخبر من المصدر