المحتوى الرئيسى

الاقتصاد البرتقالي! | المصري اليوم

05/09 03:09

كل عام وأنتم بخير وقد اقتربنا من نهاية الشهر الفضيل وعلى أبواب عيد الفطر المبارك، أعاده الله علينا فى مصر وعلى البشرية بالخير والبركات. أمران سوف يظلان فى الذاكرة الخاصة بهذا الشهر: أولهما أنه جاءنا وقضيناه فى ظل «الجائحة» للعام التالى على التوالى؛ وثانيهما أننا قضيناه أيضًا فى مشاهدة الكثير من المسلسلات التى يوجد فيها عدد معقول بلغ الجودة وجذب المتابعة. الظاهرة كتب عليها الكثير منذ لحظات الشهر الأولى، وفى موازاة لها جرت الشكوى من الإعلانات كنوع من الطقوس التى تفترض كقانون من قوانين الطبيعة عندما تكون المتعة مجانية. ولكن الموضوع تدريجيًّا أخذ قدرًا أكبر من الأهمية لما له من علاقة بالقضايا الكبرى مثل «الوعى»، والاقتصاد القومى، والمنافسة الإقليمية والعالمية. لم تعد المسألة مقتصرة على النقد الفنى والأدبى والاجتماعى؛ وإنما يحتوى على «القوة الناعمة»، والاقتصاد البرتقالى الذى هو مصطلح صاغه «فيليبى بويتراجو ريستريبو» و«إيفان دوكى ماركيز»، مؤلفا كتاب «الاقتصاد البرتقالى: فرصة لا حصر لها»، وقد تم إطلاق لفظ «برتقالى» على هذا النوع من الاقتصاد؛ نظرًا إلى أن اللون البرتقالى كان يعد رمزًا للثقافة والإبداع والهوية عند المصريين القدماء. هذه المعلومة وما سوف يلى من معلومات مأخوذة عن نشرة مركز المعلومات ودعم القرار فى مجلس الوزراء الصادرة فى ٣٠ إبريل المنصرم عن «الصناعات الإبداعية والثقافية فى مصر». ولمن لا يعلم فإن المركز منذ إنشائه مثل الذراع المعلوماتية والبحثية لمجلس الوزراء؛ ولكنه مؤخرا مد ذراعًا للرأى العام من كافة النوافذ الرقمية بالمعلومات والبيانات والبحوث المتقدمة. وهى فضيلة نتمنى أن تكون مكتسبة لكل المجالس والمراكز القومية حتى تعم الفائدة وتتوافر المعلومات الضرورية لفهم ووعى المواطنين بما يجرى ويدور من تطورات داخل مصر وخارجها.

ولمن لا يعلم أيضًا- والكاتب كان منهم حتى قرأ النشرة المذكورة- فإن العام الحالى ٢٠٢١ مخصص من قبل الأمم المتحدة عامًا للاقتصاد الإبداعى (البرتقالى) الذى يعرف بأنه مجموعة الأنشطة الاقتصادية التى تجمع بين الموهبة والإبداع والتكنولوجيا والثقافة، ويتم فيها تحويل الأفكار إلى سلع وخدمات ثقافية تساهم فى السوق الاقتصادية. عالميًّا فإنها وفقًا لآخر الأرقام تمثل ٧٪ من الناتج المحلى الإجمالى العالمى، وتعنى من حيث القيمة ٢٢٥٠ مليار دولار، و٣٠ مليونًا من العاملين. والمؤكد أن هذا الاقتصاد ينمو بشدة وبسرعة، وفى عام ٢٠٠٢ بلغت إيراداته ٢٠٨ مليارات دولار، وفى العام ٢٠١٥ (آخر الأعوام المتاحة فيها بيانات) ٥٠٩ مليارات، ولكن الثابت أيضًا أن الاقتصاد البرتقالى تعرض حاليًّا نتيجة أزمة كورونا لضربات متتابعة بالنسبة للإنتاج السينمائى ولكنه أخذ دفعة كبيرة بالنسبة للإنتاج الرقمى حيث حققت شركة «نتفليكس» ٥٠٨ مليارات دولار خلال الربع الأول من عام ٢٠٢٠، و٧١٦ مليارًا فى العام الحالى ٢٠٢١. وبالنسبة لمصر فإن الأرقام فى ظاهرها متضاربة فهى تشغل المكانة السادسة عشرة من حيث حجم الإنتاج الثقافى، ولكن نصيب الاقتصاد البرتقالى المصرى من الصادرات المصرية لا يزيد على مليار وربع المليار دولار؛ وهى تشغل المكانة ٣٤ عالميًّا من حيث القوة الناعمة، ولكنها فى نفس الوقت الرابعة عربيًّا بعد الإمارات والسعودية وقطر وهو ما لا يليق بدولة بها أكثر من ١٠٠ مليون نسمة وتاريخهم أكثر من سبعة آلاف عام.

نرشح لك

أهم أخبار رمضان

Comments

عاجل