المحتوى الرئيسى

أسرار أزمة الرقائق.. حرب خفية سبقت ظهور كورونا

05/05 11:15

لم يكن تفشي فيروس كورونا منذ مارس/آذار 2020، وحده، المتسبب في أزمة الرقائق أو أشباه المواصلات التي تضرب مختلف دول العالم.

إلا أن المتتبع للحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، يجد أن شرارة الأزمة انطلقت من هناك، مع تكثيف صيني لشراء كميات ضخمة من الرقائق -التي تعد الولايات المتحدة مصدرا رئيسا لها- تجنبا لتصاعد حدة الخلافات بين أكبر اقتصادين حول العالم.

تظهر بيانات صينية أن الصين نفذت عمليات شراء ضخمة منذ 2019، تجاوزت مليارات الدولارات فوق حاجتها الفعلية من الرقائق، حتى لا تكون هذه السلعة، أداة تصعيد في الحرب التجارية بين البلدين، والتي تراجعت حدتها بقوة العام الماضي.

وعلى الرغم من أن الصين تنتج أشباه الموصلات أو الرقائق، إلا أنها تواجه عجزا تزيد نسبته عن 60% مقارنة مع حجم الإنتاج الفعلي، بينما دول أخرى تصنع الرقائق لتلبية احتياجاتها المحلية، مثل اليابان وكوريا الجنوبية.

لذلك، وبالعودة إلى الحرب التجارية، فإن أشباه الموصلات كانت واحدة من أكبر التخوفات لدى الجانب الصيني، من أن تستخدمها واشنطن في حربهما، إلى جانب الفول السوداني، أحد أهم السلع المستوردة للصين من الولايات المتحدة.

وغير وباء كورونا عادات الناس حول العالم، مما تسبب في زيادة الطلب على الأجهزة الإلكترونية المنزلية؛ أدى هذا إلى اجتياح إمدادات الرقائق العالمية وتعطيل تصنيع السيارات، إذ تعاني الأخيرة من التأثر بهذه الأزمة أيضًا.

مع وجود الرقائق المطلوبة في الهواتف المحمولة وأجهزة الألعاب وأجهزة التلفزيون، فإن صناعة السيارات العالمية تعتمد عليها أيضا.

والشهر الماضي، علقت شركة هيونداي موتور العملاقة لصناعة السيارات في كوريا الجنوبية الإنتاج مؤقتا، في مصنع أولسان رقم 1 في كوريا الجنوبية، بسبب مشكلات توريد الرقائق والمكونات في الفترة من 7 إلى 14 أبريل/ نيسان.

كذلك، أعلنت وحدة تويوتا في التشيك، عن قرارها بوقف الإنتاج في كولين، شرق براغ، لمدة أسبوعين لنفس السبب.

واستخدم صانعو السيارات 40 مليار دولار من الرقائق في عام 2018، وفقً لأبحاث Digitimes، والطلب آخذ في الازدياد؛ علاوة على ذلك، تحتاج السيارات الكهربائية بالكامل إلى ضعف ذلك، بينما تحتاج المركبات ذاتية القيادة إلى أكثر من ذلك بكثير.

لا يقتصر الأمر على مصنعي السيارات فحسب، بل إن شركات التكنولوجيا الأخرى التي تصنع أجهزة التلفاز وأجهزة الكمبيوتر وأجهزة الألعاب والهواتف المحمولة ، تعاني أيضًا من الآثار السلبية للأزمة.

يقع المقر الرئيسي لشركة Intel في وادي السيليكون الشهير بكاليفورنيا، وهي شركة ضخمة لأشباه الموصلات يعمل بها أكثر من 110 آلاف موظف في 46 دولة؛ تأسست الشركة في عام 1968، ومنذ ذلك الحين، نمت لتصبح أكبر عملاق إيرادات بين شركات أشباه الموصلات.

بلغت إيرادات الشركة في 2020 نحو 77.87 مليار دولار، بينما بلغ إجمالي أصولها حتى نهاية العام الماضي، نحو 153.09 مليار دولار.

تأسست شركة الإلكترونيات الكورية الجنوبية في عام 1969، وهي واحدة من أكبر منتجي أشباه الموصلات في العالم؛ وعلى الصعيد العالمي، توظف الشركة ما يقرب من 290 ألف شخص وتعمل في 74 دولة.

بلغ إجمالي إيرادات الشركة خلال العام الماضي، 52.2 مليار دولار، بينما بلغ إجمالي أصولها نحو 304 مليارات دولار.

وباعتبارها أكبر مصنع مستقل متخصص في أشباه الموصلات في العالم، فليس من المستغرب أن تكون الشركة التايوانية Taiwan Semiconductor Manufacturing Co، واحدة من أكبر الشركات في تايوان وفي العالم.

نمت هذه الشركة بسرعة منذ عام 1994، مع معدل نمو سنوي مركب يبلغ 17.4% في الإيرادات لتصل بنهاية 2020 إلى 45.5 مليار دولار، اليوم، توظف شركة TSMC أكثر من 50000 شخص وتنتج أكثر من 10 ملايين رقاقة من أشباه الموصلات سنويا.

الشركة متخصصة في إنتاج أشباه موصلات الذاكرة، المعروفة رسميا باسم Hyundai Electronics، هي شركة كورية جنوبية لها مواقع في كوريا والولايات المتحدة، وتبلغ إيراداتها 25.27 مليار دولار وأصول 56.08 مليار دولار.

وتأسست شركة Broadcom في عام 1991، وهي شركة أمريكية عامة مقرها في إيرفين، كاليفورنيا، تتراوح خبرة الشركة في إنتاج أشباه الموصلات من أجهزة الكمبيوتر إلى الهواتف الذكية، وهي تنتج لعشرات الشركات الكبرى.

من بين العملاء الشائعين Apple و Motorola و IBM و Dell و Asus و Lenovo و Logitech و Nokia وحتى Nintendo، وتبلغ إيراداتها 23.89 مليار دولار وبإجمالي أصول 75.93 مليار دولار.

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل