المحتوى الرئيسى

المدينة المنورة تستبدل عبارة «للمسلمين فقط» بـ«حد الحرم»

05/04 23:30

اللافتة الجديدة التي تم وضعها في المدينة المنورة

اعتاد مرتادو الطريق إلى المدينة المنورة، أن تستقبلهم لوحات إرشادية ضخمة تذكرهم بأن أمامهم طريقين: الأول متاح للمسلمين، والآخر لغيرهم من أصحاب الديانات الأخرى.

بيد أن الجهات المعنية في السعودية، بدّلت تلك اللوحات الإرشادية التي تستقبل زوار المدينة المنورة، التي تُعدّ في المرتبة الثانية بين البقاع المقدسة في الإسلام، بالعبارة الشهيرة للمسلمين فقط وسط لون تحذيري أحمر، ومفادها أن الديانة شرط لدخول المنطقة المقدسة على غرار مكة المكرمة، إلى عبارة تبدو أكثر تلطفا وترحيبا وهي (إلى حد الحرم)، حسبما ذكرت «العربية نت».

كما تم استبدال الخطوط العربية القديمة إلى الخط المدني كأسلوب لكتابة اللوحات الإرشادية على ممراتها، بهدف تعزيز مكونات الهوية البصرية لها.

وقد تعود أسباب تلك التغييرات إلى الملامح البارزة في البلاد أخيرا، والانفتاح نحو العالم والثقافات المختلفة، لاسيما بعد تصريحات ولي العهد الأخيرة محمد بن سلمان، التي اكد فيها رفض المملكة للوهابية.

ويمكن الدخول لمنطقة المدينة المنورة للجميع من دون شرط الديانة، فعلى سبيل المثال، هناك 8 محافظات تتبعها إداريا مثل العلا، وينبع، ومهد الذهب وغيرها، لا يشملها المنع، لكن الحظر التاريخي مفروض فقط على حدود الحرم المدني، حيث دُفن نبي المسلمين محمد عليه السلام ومجموعة من صحابته وعائلته.

وعن التاريخ الممتد للمدينة، أوردت صحيفة «إندبندنت عربية»، نقلا عن مدير مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، الدكتور فهد الوهبي أن: تأسيس المدينة المنورة هو تأسيس خليط.. مجموعة جاءت من اليمن لتتشكل لاحقا ويصبحون الأنصار، وأخرى جاءت من الشام وسكنت المدينة، وكثيرون غيرهم».

لم يكن وصول رسول المسلمين يشكل خطرا على السكان السابقين له، إذ يروي الوهبي: «عندما وصل، كان هذا هو واقع أهل المدينة، ولما دخلها وجد هذه القبائل والأديان وأقر سكناهم فيها وآلف بينهم، وفق ضوابط اجتماعية حفظاً للأمن والعهود بين النبي وغير المسلمين».

ومن أمثلة التواصل بين رسول الإسلام محمد عليه السلام، ما جاء به حديث زوجته عائشة التي قالت إن النبي مات ودرعه مرهونة عند يهودي. ويعتقد علماء دين وجهاء بثبوت ذلك، بينما ينكره آخرون.

ويرى الوهبي أن الدرع المرهونة عند يهودي دليل على التعامل التجاري بين المسلمين وغير المسلمين في زمن الرسول، بل إن عهود الخلفاء الراشدين لم تخالف ذلك وكانوا يزورون المدينة، وصولا إلى عهد الدولة الأموية التي أخذت خبرات من غير المسلمين لتوسعة المسجد النبوي، أي أن المصلحة العامة كانت لا تخالف دخولهم إلى المدينة المقدسة.

ومن الناحية الفقهية، فليس هناك نص ديني صريح يحرم دخول المدينة المنورة لغير المسلمين، بل ذهب فقهاء إلى إجازة دخولهم لإعمارها والتبادل التجاري، وهناك سوابق تاريخية، إذ يُقال إن الوليد بن عبد الملك استخدم النصارى لتوسعة المسجد النبوي، ويعتقد علماء دين وجهاء بثبوت ذلك، وآخرين ينكرونه.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل