رصيد النفط الصخري أوشك على النفاذ.. تعرف على المخاطر والأعباء

رصيد النفط الصخري أوشك على النفاذ.. تعرف على المخاطر والأعباء

منذ 3 سنوات

رصيد النفط الصخري أوشك على النفاذ.. تعرف على المخاطر والأعباء

يبدو أن رصيد الصبر على الاستثمار بقطاع النفط الصخري قد أوشك على النفاذ، بسبب أضراره البيئية، في ظل مطالبات التصدي للتغيرات المناخية. \nيأتي ذلك في ظل الجهود العالمية لمكافحة التغير المناخي، ودعا الرئيس الأمريكي جو بايدن، اليوم الخميس، خلال كلمته بالجلسة الثانية من قمة المناخ التى تنظّمها بلاده، المنعقدة عبر الفيديو التي تجمع حوالى 40 من قادة العالم وتستمرّ يومين، إلى ضرورة الاستثمار في المشروعات التي تهدف لإنهاء استخدام النفط الصخري. \nوالنفط الصخري هو النفط الذي يُستخرج من الصخور الكتيمة، عن طريق الحفر الأفقي والتكسير المائي.\nيوجد النفط في طبقات صخرية عميقة وكتيمة، يُستَخرَج عن طريق حفر الآبار عموديًا، حتّى الوصول إلى الطبقة الصخرية الكتيمة الحاوية على النفط، ثمّ يجري الحفر أفقيًا باتّجاهات عدّة، وبعد وضع الأنابيب داخل البئر، يجري تثقيبها بآلات خاصّة، ثمّ ضخّ الماء مع موادّ كيماوية وحبيبات الرمل بضغط عالٍ جدًّا.\nيخرج الماء من الثقوب ويدخل في الصخور، ويسبّب فيها تصدّعات بسبب الضغط الكبير، الأمر الذي يسهّل خروج النفط.. وجود حبيبات الرمل يمنع الصخور من الالتحام مرّةً أخرى، فيستمرّ النفط بالتدفّق.\nيوجد النفط الصخري في أماكن عدّة من العالم، إلّا أن الولايات المتحدة هي أكبر منتجة له، وهو الذي جعلها أكبر منتج للنفط في العالم، وهو من النوع الحفيف الحلو والخفيف جدًّا، والمكثّف. كما يُنتج في الأرجنتين بكمّيات قليلة نسبيًا.\nتكاليف إنتاجه الكلّية في الولايات المتحدة لا تقلّ عن 28 دولارًا للبرميل حاليًا، إلّا أن التكاليف تختلف من بئر إلى بئر، ومن طبقة إلى أخرى، ومن منطقة إلى أخرى.\nلم يُنتَج في دول أخرى لأسباب متعدّدة، أهمّها ارتفاع التكاليف وعدم توافر رأس المال والخبرات، والموارد المائية اللازمة لعمليات التكسير المائي.\nعادة ما تكون طرق التنقيب في طبقات الأرض التي تحتوي على النفط الضخري أفقية، وذلك لاختراق سمك كبير من الأرض التي تحتوي على النفط الصخري، ثم يتم بعدها ضغط مياه بشدة في الآبار مضافًا إليها كيماويات وجزيئات من السيليكا وذلك لعمل تشققات في الأرض، ثم تتحرك الغازات من هذه الشقوق إلى قيسونات البئر إلى أعلى.\nتنجم مشاكل كثيرة من هذه العمليات ، منها زيادة الانبعاثات الكربونية والتي تؤثر وتغير في المناخ وذلك بسبب كميات غاز الميثان التي تهرب إلى الهواء أثناء الحفر، بالإضافة إلى تلوث المياه الجوفية بسبب تسرب المياه المعالجة بالكيماويات التي تستخدم في الحفر ، والتي تحتاج إلى تكلفة عالية لمعالجتها، وفقا لموقع أويل أند جاز المهتم بأخبار النفط.\nوتتأثر المناطق المحيطة لعمليات الحفر، بسبب الحركة المرورية المكثفة التي تنجم عن نقل المعدات والكيماويات، كما أنه قد تتلوث مياه الشرب مستقبلا بالأرسنيك (أو الزرنيخ) السام واليورانيوم المشع والرصاص، مما يضر بالصحة العامة، كما أن الصدوع التي تتسبب بها آلات الحفر ، يلوث المياه الجوفية فيصبح لون الماء بني وبه رغوة.\nاهتمت الدراسة، التي نشرت على موقع صندوق النقد العربي، أنه يرافق عملية إنتاج النفط والغاز الصخريين العديد من التأثيرات البيئية الناتجة عن عملية تفتيت الصخور بالمواد الكيماوية في باطن الأرض "التكسير الهيدروليكي"، مثل تلوث المياه الجوفية.\nكما يؤثر استخراج النفط والغاز من الصخور الرسوبية على النظام البيئي للأرض من ناحية إلحاق الضرر البيولوجي فيها، وينتج من عملية التكسير الهيدروليكي في باطن الأرض والإنتاج فوق الأرض انبعاثات عالية من الغازات السامة كثاني أكسيد الكربون وغاز الميثان وغيرها من الغازات الأخرى، حيث تساهم جميع تلك الغازات بدرجة عالية في ظاهرة الاحتباسس الحراري للأرض وتلوث البيئة.\nوحذر مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية (NRDC) في الولايات المتحدة من مخاطر استخراج وقود النقل من النفط الصخري إضافة إلى دراسات عديدة لفتت الانتباه إلى الأثر السلبي من إنتاج النفط الصخري على الماء والهواء والارض في المناطق حول موقع الحفر.\nوقال مجلس الدفاع الأمريكي إن عملية التكرير تؤدي إلى انبعاث الملوثات في الهواء والتي تشمل الرصاص، ثاني اوكسيد الكبريت، وأوكسيدات النتروجين. ويفيد التحليل الصادر من مكتب إدارة الأراضي (BLM) في الولايات التحدة إلى ان مشاريع إنتاج النفط الصخري تؤدي إلى هبوط مدى الرؤية لأكثرمن 10% ولعدة أسابيع في العام.\n ونوه مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية إلى أن إطلاق غازات الإحتباس الحراري (غازات الدفيئة) من النفط الصخري يساوي قرابة ضعف انبعاثات النفط الخام التقليدي، وفق شركة Rand، وبذلك فإن انتاج 100 ألف برميل من النفط الصخري ينتج عنه انبعاث 10 مليون طن من الغازات الدفيئة .\nولفت تقرير مكتب إدارة الاراضي إلى ان تكرير وتعدين النفط الصخري يتطلب ما بين 2.1 - 5.2 برميل من الماء لكل برميل نفط صخري يتم إنتاجه.\nوإضافة لهذه التحديات فإن إنتاج النفط الصخري نفسه يحتاج إلى طاقة كبيرة، فبحسب ما ذكرته شركة (Rand) والذي اعتمد عليه تقرير مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية فإن استخراج 100,000 ألف برميل من النفط الصخري يحتاج من الطاقة الكهربائية ما يعادل 1200 ميجا وات والتي تعد طاقة كبيرة تعادل تزويد مدينة يقطنها 500 ألف نسمة بالكهرباء.\nوبحسب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية فإن 7 ملايين من الأشخاص على أقل تقدير يقطنون في الولايات المتحدة في أماكن معرضة لخطر الزلازل المدمرة نتيجة عمليات التشقيق المشار إليها وتعتبر ولايات "كنساس" و"أوكلاهوما"، و"تكساس"، و"أركنساس"، و"كولورادو"، و"نيو مكسيكو" من المناطق المهددة بشكل متصاعد بالزلازل. والتفسير العلمي لذلك يتعلق بتغير الضغط الأرضي الطبيعي بسبب عمليات التكسير، ما يساهم على رفع مستوى خطر الزلازل.\nهذه التداعيات المصاحبة لإنتاج النفط الصخري غير نهائية، حيث أن هناك المزيد من الدراسات البيئية المرتبطة بدراسة تأثير النفط الصخري على الحياة البرية والبيئة وتجريف المناطق الخضراء وتخطيط الطرق.\nويبلغ عدد الآبار المهجورة غير الموثقة في ولاية بنسلفانيا وحدها نحو 340 ألف بئر، فيما لم يتخط عدد الآبار المهجورة الموثقة نحو 10 آلاف بئر بحسب بيانات غير رسمية.\nوتبلغ تكلفة إغلاق بئر النفط المهجور بعد انتهاء العمل به ما بين 4000 دولار إلى 150 ألف دولار وهو مبلغ زهيد مقارنة مع تكلفة حفر البئر الواحدة والتي تبلغ نحو 8 ملايين دولار ولكن القصة تتركز في أن الشركات الكبرى التي قامت بحفر البئر تبيعه لصغار المنتجين في مراحل لاحقة ما يجعل من الصعب ردم تلك الآبار مع صعوبة تحمل تكلفة ردمها.\nويقدر عدد الآبار المهجورة الموثقة عبر الولايات المتحدة بنحو 56.6 ألف بئر فيما تشير بيانات غير رسمية إلى أن عدد تلك الآبار يصل إلى نحو 746 ألف بئر ويعود عدد كبير منها إلى ثورة صناعة النفط في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين. \nوتقدر دراسة صادرة عن جامعة كولومبيا صادرة العام الماضي أن حجم انبعاثات غاز الميثان من البئر المهجورة الواحدة تقدر بنحو 280 ألف طن سنويا ما يثل الانبعاثات الكربونية السنوية لنحو 2.1 مليون سيارة.\nجميع الحقوق محفوظة لمؤسسة بوابة العين الاخبارية للاعلام والدراسات ©2020

الخبر من المصدر