المحتوى الرئيسى

هل سنرى جنوداً عربا في خنادق أوكرانيا؟

04/22 13:49

ما هي طبيعة وانعكاسات علاقات التحالف بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية؟

كانت الإجابة عن هذا السؤال بسيطة للغاية قبل 10 سنوات من الآن. رسمياً، كانت واشنطن تضمن "أمن" هذه البلدان، وهو ما يعني عملياً ضمان عدم وجود محاولات للإطاحة بالأنظمة المحليّة من قبل أجهزة المخابرات الغربية، ودعمها في القتال ضد الانتفاضات الشعبية وجميع أنواع التمرد (والتي  غالباً ما كان يدعمها الاتحاد السوفيتي في فترة الحرب الباردة)، وكذلك "السلام البارد" مع إسرائيل، والذي لولاه لكان من الممكن أن تدمر إسرائيل بعض هذه البلدان. مؤخراً، ظهر العامل الإيراني في عدد من الدول العربية، ما سمح للولايات المتحدة الأمريكية أن تغرس أظافرها أعمق في جسد هذه الدول.

لكن الزمن يتغيّر، ومعه نرى إسرائيل تتحول تدريجياً من خصم إلى شريك لعدد متزايد من الدول العربية. بل أصبح من الممكن أن تتحول إسرائيل إلى حليفٍ حال تفاقم أي صراع بين الدول العربية الخليجية وإيران.

كذلك فقد كشف الربيع العربي أن الولاء التام للولايات المتحدة الأمريكية لا يمكن أن ينقذ ديكتاتوراً عربياً من غضب الشعب، بل ويمكن أن تنقلب واشنطن في أي وقت إلى صف المتمردين، إذا رأت أن النظام متعثّر وأن فرص بقائه مشكوك فيها.

وظهرت عوامل جديدة تفتح هوة بين ممالك النفط الخليجية وبين الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أصبحت الصين فعلياً المستورد الرئيسي لنفطها، ومن المرجّح أن يستمر هذا التوجّه، خاصة في ظل تنامي ألعاب الغرب بشأن "الطاقة الخضراء".

هل طردت بريطانيا دبلوماسيين روس من التشيك؟

وكما أسلفت، بالنسبة للدول العربية، وحتى لأكثرها موالاة للولايات المتحدة، ممن لديها قواعد عسكرية أمريكية على أراضيها، فإن وضع المشاركة في التحالف ليس واضحاً كما هو الحال بالنسبة لحلفاء الولايات المتحدة الأمريكية في أوروبا والمحيط الهادئ. بشكل عام، يمكن للمطالب الأمريكية بالمشاركة في التحالف أن تكون حافزاً لانتقال عدد من هذه الدول إلى المعسكر الصيني، ولكن إذا كانت الصين مستعدة لضمان حمايتهم. وللقيام بذلك، يجب على الصين نفسها أن تتخلى عن آمال تأجيل الصراع مع الولايات المتحدة الأمريكية، وتشرع في طريق المواجهة المفتوحة. لكننا لا نرى ذلك بعد.

على أي حال، حتى ودون تنفيذ أسوأ السيناريوهات، ستواجه المنطقة العربية في المستقبل القريب ضغوطاً أمريكية هائلة لقطع أي علاقات مع روسيا، وخاصة شراء الحبوب والأسلحة. وربما تكون واشنطن قادرة على إجبار كل أو بعض الدول العربية على اتباع تعليماتها. لكن من الوارد أيضاً أن يحدث العكس تماماً، إذا ما رفض جزء ملموس من العرب، وخاصة الممالك النفطية، اتباع تعليمات واشنطن، حيث من الممكن أن يؤدي ذلك إلى رد فعل متسلسل لانهيار نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية في العالم، وقد يحذو حلفاء واشنطن الآخرون حذو هؤلاء..

الشرق الأوسط هو نقطة ضعف الولايات المتحدة الأمريكية، ومنطقة رئيسية يمكنها تقرير مصير النظام العالمي الراهن. والوضع هناك يحيطه التوتر والغموض.

المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل