المحتوى الرئيسى

ادخلوها بسلام آمنين.. «الوطن» في عمارة المنايفة بعد الصمود ضد إرهاب رابعة

04/21 00:58

التاريخ: 14 من أغسطس عام 2013.. المكان 1 شارع سيبويه متفرع من شارع الطيران بحي مدينة نصر.. الأجواء: مليئة بالدخان ورائحة الغاز تخنق المارة، ولا صوت يعلو على صوت الرصاص، الذي يدوي في كل مكان.

وفي مبنى كبير يختبئ به نحو 13 عنصرا إرهابيا مسلحا، متفرقون بين الأدوار والسطح، جهزوا أسلحتهم والقناصات للاشتباك، وفي الأسفل جنود وقادة بواسل، جاؤوا لمواجهتهم وتخليص الناس من شرورهم، لتدور بينهم معركة شرسة انتصرت فيها قوات الأمن في النهاية.

هنا «عمارة المنايفة» الشاهدة على اشتباكات يوم فض اعتصام رابعة العدوية المسلح.

عمارة فارهة الجمال مكونة من 11 دورا على الطراز الحديث، ذات واجهة مزخرفة ونوافذها من الزجاج، هكذا بدت عمارة المنافية، بشكل مغاير تمام لما كانت عليه قبل 8 سنوات وقت الفض، حينما كانت فارغة وبدون واجهة ومجرد مبنى من الطوب الأحمر تملأه سقالات البناء، وهو ما سهل على الإرهابيين الاختباء به.

وعلى باب عمارة المنايفة، توجد لافتة مكتوب عليها «بسم الله ولا حول ولا قوة إلا بالله» وبالداخل كتب «ادخلوها بسلام آمنين»، هكذا تحول مشهد الإرهاب والنيران قبل سنوات إلى سلام كامل، يشعر به سكان العمارة بل وسكان الشارع والمنطقة بالكامل، وهو ما حكاه سكانها متذكرين تلك الأيام العصيبة.

«ربنا ما يعودها أيام».. هكذا بدأ شعبان محمد، صاحب الكشك المواجهة لعمارة المنايفة، عن أيام اعتصام جماعة الإخوان الإرهابي في رابعة، متحدثًا عن صعوبة ذلك الوقت، حينما سيطرت الجماعة المشؤومة على المكان، وأوقفت حركة البيع والشراء في الشارع بسبب تعطيل حركة المرور.

ويكمل «شعبان» حديثه قائلًا: «أنا عشت الأيام دي وفاكرها زي دلوقتي، كل الناس كانت طالعة من هدومها، والعمارة دي كان اللي ما يتسموا دايما طالعين نازلين عليها بالليل، وعرفت بعدها إنهم كانوا شايلين فيها أنابيب ومولوتوف».

وبالدلوف للعمارة، يظهر مصدعين وسلم حلزوني، حتى الدور الأخير، وهناك بعض الشقق التي امتلكها السكان والبعض الآخر لم يشطب وحدته بعد، ولكن بنسبة 70% اكتمل سكان العمارة الشهيرة، وأصبحت علامة مميزة للشارع الهادىء.

وفي الطابق الأول للعمارة، وتحديدا بالواجهة الخارجية، يقيم حارس العقار، يوسف بدير، الذي يروي كيف تغير حال العقار في تلك السنوات، «الناس نسيت الحكاية ومابنجبش سيرتها غير لما بنفتكرها في مسلسل ولا فيلم، أو برنامج يذكرها، بسبب تغيير شكلها والسكان اللي جم، وخلوها بقت زي غيرها، شاهدة على شجاعة الشرطة وساترة سكان كتير».

وفي الأدوار العلوية، يأتي بعض الشقق التي بدت كما ظهرت خلال المسلسل، مجرد خرسانة مسلحة وطوب أحمر تماما كما صورته الفيديوهات الحقيقية وجسده «الاختيار 2»، هنا وضعت القناصات، واختبأت أنابيب الغاز لإلقائها على قوات الأمن، وفر الإرهابيين كالفئران، ولكنها أضحت في الطور ما قبل الأخير من التطوير قبل استلام السكان لها كاملة المرافق.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل