المحتوى الرئيسى

#كيف_أضحت؟ (8).. النمرود.. درة الحضارة الآشورية التي حملت اسم أول جبار في الأرض

04/20 12:39

بين الكتب والروايات إلى الأفلام، ترددت مدن وأماكن تاريخية عديدة على مسامعنا وأعيننا، حتى علقت بأذهاننا ونُسجت بخيالنا، بعدما جسدها الكتاب والمؤلفون في أعمالهم، لكننا أصبحنا لا نعلم عنها شيئا في الوقت الحالي، حتى كثرت التساؤلات عن أحوال هذه المدن التاريخية الشهيرة، كيف أضحت وأين باتت تقع؟

بعض هذه المدن تبدلت أحوالها وأضحت أخرى مختلفة، بزمانها ومكانها وساكنيها، فمنها التي تحولت لمدينة جديدة بمواصفات وملامح غير التي رُسمت في أذهاننا، لتجعل البعض منا يتفاجئ بهيئتها وشكلها الحالي، ومنها التي أصبح لا أثر ولا وجود لها على الخريطة، ما قد يدفع البعض للاعتقاد بأنها كانت مجرد أماكن أسطورية أو نسج خيال.

لكن، ما اتفقت عليه تلك المدن البارزة، أن لكل منها قصة وراءها، ترصدها لكم "الشروق" في شهر رمضان الكريم وعلى مدار أيامه، من خلال الحلقات اليومية لسلسلة "كيف أضحت؟"، لتأخذكم معها في رحلة إلى المكان والزمان والعصور المختلفة، وتسرد لكم القصص التاريخية الشيقة وراء المدن والأماكن الشهيرة التي علقت بأذهاننا وتخبركم كيف أضحت تلك المدن حاليا.

مدينة "النمرود"، هي درة الحضارة الآشورية، تأسست في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، لتصبح حاليا أحد أشهر المواقع الأثرية في العراق، وتكون كنزا لأهم الاكتشافات الأثرية في القرن العشرين، وأشهر مواطن الآثار التاريخية فى البلد الذي عُرف بأنه أرض الحضارات.

تقع مدينة النمرود التاريخية قرب مدينة الموصل، أكبر مدن شمال العراق، وتحديدا عند ضفاف نهر دجلة، فقد صمم التخطيط العام للمدينة التاريخية على شكل مربع محاط بسور طوله 8 كيلومترات، ومدعم بأبراج دفاعية، يضم في زاويته الجنوبية تل النمرود.

• قصة ارتباطها بالملك الظالم

وترجع تسمية المدينة العراقية بـ"النمرود"، إلى ملك جبار حمل الاسم ذاته، وبحسب ما ذكره بن كثير في كتابه "بداية ونهاية"، فهو النمرود بن كنعان بن كوش بن سام بن نوح، الذي ولد عام 2053 قبل الميلاد، كان أول جبار في الأرض، وحاكم بابل بالعراق، وشخصية تاريخية ذكرت لأول مرة في التوراة بالاسم كملك جبار تحدى الله، وعُرف كأول من وضع التاج على رأسه وتجبر في الأرض وادعى الربوبية، واستمر في ملكه 400 سنة، حتى قتلته ذبابة.

ووفقا للكتاب، فقد بعث الله إلى ذلك الملك الجبّار نبيا يأمره بالإيمان فأبى، فأرسل الله عليه الذباب والبعوض، فأكلت لحوم جيشه ودمائهم، ودخلت واحدة في منخاره، ومكثت فيه 400 سنة، فكان يضرب رأسُه بالمرازب ليستطيع النوم، حتى أهلكه الله بها.

• مدينة بناها الآشوريين لتكون عاصمتهم

ويعود تاريخ تأسيس مدينة النمرود إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، عندما أسسها الملك شلمنصر الأول، لكنها ظلت مغمورة حتى اختارها الملك آشور ناصربال الثانى مقرا ملكيا له وعاصمة عسكرية للدولة الآشورية، فجددها ووسع فى قلعتها ومحيطها، ثم أكمل الملوك بناءها من بعده، وعلى مدار تاريخها تعاقبت عليها شعوب وشهدت ديانات وثقافات عديدة، واختفت مع مرور العصور، حتى ظهرت لأول مرة عندما اكتشف وجودها علماء الآثار، في عام 1820 ميلاديا.

• اكتشفها العلماء وألهمت الزوجات

فى القرن التاسع عشر، اكتشف خبير الآثار البريطانى، أوستن لايارد، مدينة النمرود، قبل أن ينشط عالم الآثار البريطاني ماكس مالوان في الموقع يستكشفه ويستخرج آثاره البارزة، خلال الخمسينيات من القرن الماضي، بل وألهم زوجته الروائية أغاثا كريستى بالمدينة العراقية فى رواياتها، ومنها "جريمة في قطار الشرق السريع" و"جريمة فى بلاد الرافدين".

• مدينة الآثار والمعالم الأثرية

ومن معالم نمرود الأثرية تماثيل الثيران المجنحة الشهيرة ذات الوجوه البشرية، ومعابدها المميزة وآثارها التراثية، التي عُثر عليها فى الموقع، الذي عُرف بـ"كنز النمرود"، والذي بدأ التنقيب عنه في عام 1988، واستمر لـ4 سنوات، اكتُشف فيهم ما يزيد عن الـ600 قطعة من الأحجار الكريمة والمجوهرات المصنوعة من الذهب.

• كنز نمرود الذي أخفته العراق

ويعود تاريخ الكنز، الذي تم اكتشافه بنهايات القرن العشرين، إلى نحو 2800 عام، لكن السلطات العراقية أخفته بعد اكتشافه حتى عُثر على الكنز محفوظا فى المصرف المركزى العراقى، بعد أسابيع من سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين، إثر دخول القوات الأمريكية بغداد، فى أبريل 2003.

ويتكون الكنز من حوالى 45 كيلوجراما من المصوغات الذهبية، ومجموعة من القطع الأثرية النادرة، إذ كُشف أن المصوغات الذهبية تعود إلى ملكتين آشوريتين، وأنها دفنت بعد موتهما فى قبريهما بالقصر الشمالى الغربى للملك آشور ناصربال الثانى فى نمرود.

• مدينة النمرود.. تدمير ونهب

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل