المحتوى الرئيسى

علامات الدراما الرمضانية .. الفخرانى و صبحى ونور الشريف وعادل إمام ومحمود عبدالعزيز الأبرز | المصري اليوم

04/20 17:58

على مدار عقود طويلة من تاريخ الدراما التليفزيونية الرمضانية، كانت هناك العشرات من المسلسلات التى تراوحت أهميتها وجاذبيتها وتأثيرها، لكن تظل هناك مسلسلات عصية على النسيان، شكلت الركيزة الأولى لما اصطلح على تسميته «الدراما الرمضانية»، ومعظم هذه المسلسلات لم تظهر للمشاهدين فى سياق ماراثون رمضانى وزخم كبير يستعصى على كثيرين مشاهدتها، حيث شهدت الدراما الرمضانية فى الآونة الأخيرة زحاما كبيرا وغلب على معظمها ملمح العنف وأشياء أخرى، فكنا قديما نشاهد فى رمضان مسلسلين أو ثلاثة على الأكثر بعيدا عن الصخب والزحام الدرامى، أيضا كان هناك ملمح آخر وهو أن الموسم الدرامى الرمضانى قديما لم يشهد هذا الكم الإعلانى الذى صار يقطع التواصل فى المتابعة، حتى إن نجاح المسلسل صار منصة فى التدفق الإعلانى عليه، هذا فضلا عن تعدد شركات الإنتاج، فقديما كان قطاع الإنتاج التابع لاتحاد الإذاعة والتليفزيون. ملمح آخر غاب عن المسلسلات الرمضانية وهو غياب الدراما التاريخية، حيث يرى فيها المنتجون إنتاجا باهظا قد لا يعود بمردود منتظر.. وإزاء غياب المسلسلات التاريخية بزغت الدراما التاريخية بين سوريا وتركيا. ومن المسلسلات الخالدة التى كانت تعكف الأسرة المصرية على متابعتها تجد شوارع القاهرة خالية من البشر لحرصهم على متابعة مسلسل معين، وقد تراوحت التقييمات حول أهم مائة مسلسل أو 50 مسلسلا أو 10 مسلسلات فى تاريخ الدراما التليفزيونية الرمضانية، لكن تظل هناك بعض الأعمال المحفورة فى ذاكرتهم كانت عصية على النسيان بل تمثل تاريخا خاصا سواء للتليفزيون أو للمشاهدين أنفسهم.

عبدالرحيم كمال: والدي صاحب قصة «الخواجة عبدالقادر».. والصوفية منهجي

«الفخراني»: رفضت «الخواجة عبدالقادر» ثم قبلته بعد زيادة أصوات المتشددين (حوار)

يحيى الفخرانى: رفضت تقديم «الخواجة عبدالقادر» منذ 3 سنوات ثم قبلته بعد زيادة أصوات المتشددين

ومنذ بدأ البث التليفزيونى مع بداية الستينيات وحتى أوخر التسعينيات هناك قائمة طويلة تدل على تاريخ ثرى للمسلسلات المهمة والمتميزة منذ الأعمال المأخوذة عن الأعمال الأدبية لعبدالمنعم الصاوى، وهى الرحيل والضحية وكلاهما من إخراج نور الدمرداش، والنصيب إخراج إبراهيم الصحن، ومسلسل بعنوان هارب من الأيام بطولة عبد الله غيث، وشهد الظهور الأول للفنان الكبير صلاح السعدنى، ومسلسلان من إخراج محمد فاضل، هما (القاهرة والناس تأليف عاصم توفيق، ورحلة السيد أبوالعلا البشرى تأليف أسامة أنورعكاشة)، الذى قدم للدراما والسينما وجوها بارزة مثل نور الشريف وأشرف عبدالغفور.

وكان اسم أسامة أنور عكاشة حاضرا بقوة فى أكثر من موسم، فشاهدنا له باقة من المسلسلات المهمة والمتميزة التى كان ينتظرها الجمهور بشغف، ومن أبرز ما قدمه «ليالى الحلمية» بأجزائها إخراج إسماعيل عبدالحافظ، و«أرابيسك» و«زيزينيا» إخراج جمال عبدالحميد و«رحلة أبوالعلا البشرى» و«الراية البيضا» تأليف أسامة أنور عكاشة وإخراج محمد فاضل و«أبواب المدينة» إخراج فخر الدين صلاح.

ومثلما كانت هناك أسماء كبيرة فى التأليف والإخراج صارت علامة جودة ينتظرها المشاهدون من رمضان لآخر، تظل هناك أسماء نجوم كبار كان ينتظرهم الجمهور من موسم للآخر مثل محمود مرسى ويحيى الفخرانى ومحمود عبد العزيز ونور الشريف وأحمد زكى وصلاح السعدنى وعادل إمام ومحمد صبحى، وكانت الأعمال تشكل وعى الجمهور وتعلى من شأن القيم الأخلاقية لديه وترتقى بمبادئه وذوقه الفنى وتشيع القيم النبيلة فى المجتمع، وليست أعمال عنف وجنس ومخدرات، وليست أعمالا تعمل من البلطجى بطلا شعبيا.

وقد جاء مسلسل «أرابيسك» فى مطلع تسعينيات القرن الماضى، والذى دارت أحداثه من خلال شخصية حسن النعمانى أو حسن أرابيسك، التى جسدها الفنان ابن البلد صلاح السعدنى، وهى الشخصية التى تتسم بالرجولة والشهامة ومساعدة كل من يحتاج إليه، حيث إنه تعرض لأحداث اجتماعية ونفسية خاصة به من خلال علاقة زوجية فاشلة نتج عنها تصدع فى أخلاقيات هذا النموذج المصرى مع احتفاظه واعتداده بمهنته كفنان صناعة الأرابيسك التى ورثها عن جدوده.

وعبر تاريخ الدراما الرمضانية، شاركت أسماء كبيرة من المؤلفين والمخرجين والممثلين.. ومن المؤلفين، نذكر أسماء مثل أسامة أنور عكاشة ومحفوظ عبد الرحمن، ونرى يسرى الجندى فى مسلسلات مهمة كان على رأسها «جمهورية زفتى»، ونرى لميس جابر فى مسلسل «الملك فاروق» ووحيد حامد فى مسلسلى «العائلة» و«الجماعة»، ومحسن زايد صاحب أكثر من مسلسل وأبرزها «حديث الصباح والمساء»، وكان زايد أفضل من صاغ أعمال نجيب محفوظ إلى سيناريوهات، وبرز مخرجون كبار على رأسهم محمد فاضل وإسماعيل عبد الحافظ.

ونرى فى عدد من المسلسلات البطولة للفكرة ذاتها، ففى «ليالى الحلمية» نجد تأريخا للحراك الاجتماعى وانعكاسات كل عهد سياسى على الواقع الاجتماعى وكان مسرح أحداثه حى الحلمية، الذى كان حى الطبقة الأرستقراطية، ثم تحول إلى حى شعبى يقيم به الفقراء من عامة الشعب، إضافة إلى الطبقة الوسطى. وذلك من خلال صراع ندى بين شخصيتين سليم البدرى وسليمان غانم.

وهناك أيضا مسلسل «حديث الصباح والمساء» عن رواية لنجيب محفوظ بنفس العنوان وكتب السيناريو والحوار محسن زايد وهو من إخراج أحمد صقر. والعمل يبرز تعاقب الأجيال عبر الزمن لنفس العائلة.. أدوارهم الاجتماعية وعلاقتهم الإنسانية ومواقفهم تجاه الحياة وبين الشخصيات، وكيف تتغير طريقة تفكير كل جيل على حسب الزمن الذى ولد فيه.

وفى مجال الأعمال الوطنية وفى سياق قصص الجاسوسية، كان هناك مسلسل «رأفت الهجان».

هناك أيضا مسلسل «دموع فى عيون وقحة» بطولة عادل إمام وإخراج يحيى العلمى، وهو من أوائل المسلسلات المصرية التى كشفت عن الجواسيس وأنشطة المخابرات العامة ودورهم فى حرب أكتوبر.

وكان هناك أيضا مسلسل «المال والبنون» الذى أبدع فيه الكاتب الراحل محمد جلال عبدالقوى، وكان بمثابة حجر الأساس فى بناء سرحه مع الجمهور والذى كان التيمة الأولى لأعماله المعتمدة على إبراز القضايا الأخلاقية فى المجتمع.

وهناك أيضا مسلسل «الشهد والدموع» الذى دارت أحداثه حول الظلم وما يولّده من كراهية وانتقام فى نفس المظلوم، وهذا بدوره يؤدى لنظام إجتماعى غير مستقر. بداية، هناك حافظ الذى أدى دوره النجم يوسف شعبان وأخذ حق أخيه فمات من حسرته، ولم يكتف بهذا بل استمر فى تكدير حياة أبناء أخيه.

ومن الكُتاب الذين قدموا أعمالا درامية خالدة وتاريخية محمد السيد عيد فى الأعمال التاريخية، وصالح مرسى خاصة فى عمله «رأفت الهجان»

فيما قدم محفوظ عبدالرحمن «بوابة الحلوانى» إخراج إبراهيم الصحن و«أم كلثوم» إخراج أنعام محمد على، وقدم يسرى الجندى «جمهورية زفتى» إخراج إسماعيل عبدالحافظ، ومن المسلسلات الأخرى التى كتبها عكاشة وأخرجها عبدالحافظ «الشهد والدموع».

وكتب يسرى الجندى «جمهورية زفتى» و«عبد الله النديم» و«على الزيبق»، و«جحا المصرى»، ومن المؤلفين فى الجيل التالى لجيل أسامة أنور عكاشة ووحيد حامد ويسرى الجندى ومحفوظ عبدالرحمن، نذكرأسامة غازى صاحب «أوبرا عايدة» إخراج أحمد صقر، وعبدالرحيم كمال صاحب »«الخواجة عبدالقادر» و«ونوس» إخراج شادى الفخرانى و«شيخ العرب همام» تأليف عبد الرحيم كمال وإخراج حسنى صالح. وتامر حبيب صاحب«جراند أوتيل» إخراج محمد شاكر خضير، ومحمد أمين راضى صاحب «نيران صديقة» و«العهد».

وفى مسلسل العائلة لوحيد حامد نقف على فرز لمسلمات دينية عبر سياق اجتماعى، وفى بوابة الحلوانى نقف على توثيق أمين لعهد الخديو اسماعيل بما له وما عليه، وفى مسلسل الجماعة نقف على سيرة حسن البنا وتوثيق للتاريخ الدموى للجماعة. وفى مسلسل «أهو دا اللى صار» نقف على الانتقال بين عصرين مختلفين فى مسرح أحداث واحد، وهو قصر يواجه النزاع القضائى بين الملاك، بينما كان منذ مائة عام مضت شاهدا على قصة حب بين الفتاة «نادرة» وابن صاحبة القصر لتفرق بينهما السبل. يركز المسلسل على قضايا السياسة والوطنية من خلال أحداث ثورة 1919، وكذلك صراع المرأة لنيل حقوق طبيعية وأساسية، وكذلك حركة الغناء وثورة الموسيقى والفن، التى كانت روح المصريين.

فيما تعرض مسلسل «سجن النسا» لحياة السجينات، وطريقة تعاملهن مع الواقع اليومى، والمسلسل مأخوذ عن رواية لـ«فتحية العسال»، كتبت المعالجة الدرامية والسيناريو والحوار لها مريم نعوم، وأخرجته كاملة أبوذكرى،

فيما جاء مسلسل «السبع وصايا» على نحو يمزج بين الخرافة والحقيقة، ويتناول فكرة الطمع والجشع والحقد. والمسلسل إخراج خالد مرعى، وتاليف محمد أمين راضى الذين تعاونا فى عمل آخر متميز وهو مسلسل «نيران صديقة».

ثم يجىء مسلسل «جراند أوتيل» الذى كتبه تامر حبيب وأخرجه محمد شاكر خضير، وهناك مسلسل إسبانى يحمل نفس الاسم ويحكى المسلسل المصرى عن أحد الفنادق الضخمة فى مصر، والذى يسكنه مجموعة من رجال الأعمال حيث يعقدون فيه صفقاتهم، فى أحد الأيام تقع جريمة قتل تروح ضحيتها موظفة فى الفندق، نتابع بعد ذلك رحلة البحث عن القاتل.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل