علي جمعة: السيدة نفسية كانت محبة للعبادة من صغرها

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن السيدة نفسية– رضى الله عنها- هي بنت الحسن الأنور بن زيد الأبلج بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وهي سليلة بيت النبوة، ولدت عام 145 من الهجرة في المدينة المنورة، وسميت نفسية من الشيء النفيس العزيز، وكان شقيقها يحيي المتوج، ومتواجد أيضًا في مصر والراجح أنه عند المنطقة بعد الشافعي.

وأضاف "جمعة"، خلال حواره مع الإعلامي عمرو خليل ببرنامج "مصر أرض الصالحين" على قناة مصر الأولى، اليوم الاثنين، أن السيدة نفسية كانت محبة للعبادة منذ صغرها، ولازمت المسجد النبوي الشريف، وكانت نموذجًا لما حدث في القرن الثاني الهجري من المثال الصالح الذي قدمه المسلمون للعالمين، وهذا سبب شهرتها وحب الناس لها، وتزوجت من إسحق بن جعفر الصادق بن محمد الباكر بن علي زين العابدين بن الإمام الحسين، برؤية نبوية.

وتابع عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن السيدة نفسية جاءت إلى مصر برؤية نبوية عام 193 هجريًا، وظلت بها لمدة 15 عامًا وتوفت عام 208، منوهًا بأنه عندما وصلت لمصر كان هناك تاجر كبير يُدعى جمال الدين الجصاص، استضافها في منزله، وكانت سيدة متواضعة وحبوبة، وكانت هناك جار لها لديها طفلة مصابة بالشلل وكان زوجها رجل يهودي، فتركت عندها الطفلة للذهاب للتسوق، فذهبت السيدة نفسية للصلاة، وعند وضوئها سرحت مياه الأرض عند رجل الطفلة فأصابتها بما يشبه الكهرباء فتحركت قدمها ووقفت، ودخلت السيدة نفسية في الصلاة واستغرقت فيها، فعادت السيدة وجدت ابنتها تمشي، فتفاجأت لما حدث، واسلم الرجل اليهودي وزوجته و70 ألف من الطائفة اليهودية، وهذا مؤرخ ومعروف وكان من أسباب انتشار الإسلام موضوع استجابة الدعاء.

وأوضح، أن السيدة نفسية سكنت في درب السباع، والتي دفنت به بعد وفاتها، وكانت طبيبة عيون، وكانت تستخدم الأشياء الكونية والروحية والدعاء في العلاج، وكانوا الناس يأتوا إليها افواج لاستجابة دعاءها، وكان ذلك سبب في ضيق زوجها وقرر العودة للمدينة، وطلب منها العودة معه، فرأت بمنامها رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقول لها أبقي فأنكي ستموتين هنا، لافتًا إلى أن السيدة نفيسة كانت أحد أسباب قدوم الإمام الشافعي لمصر، وكانت تحبه وترى فيه عالمًا كبيرًا، وكان هو يرى أنها عالمية وأخذ منها علم كثير؛ ولذا سميت بنفسية العلوم.

وأردف، أنه عندما اقترب أجل السيدة نفسية ارسلت لزوجها وقالت له انها تشعر أن أجلها اقترب وبدأت تحفر قبرها وقرأت فيه 190 ختمة للقرآن، وهناك ما قال أنها 140 ختمة، مشددًا على أن السيدة نفسية هناك إجماع أنها متواجدة في ذلك وليس هناك تشكيك في ذلك.