المحتوى الرئيسى

"درسا".. طريقة إثيوبية لنشر الإسلام وعلومه

04/19 15:39

"درسا" اسم يطلق على طلبة العلوم الإسلامية والعربية في إثيوبيا، ممن وهبوا أنفسهم لتعلم الدين الإسلامي ونشر الثقافة العربية في إثيوبيا.

وهي طريقة تدريس وتعليم لا تجدها إلا عند مسلمي إثيوبيا، فما أن ينال طالب القرآن الكريم والعلوم الإسلامية الإجازة، حتى يبدأ جولته مع من أكمل معه الدراسة متنقلين من قرية إلى أخرى ومن مدينة للتي تليها، محدثين ومقرئين حتى عرفتهم الشعوب والقوميات الإثيوبية عبر المدن والقرى التي يتجولون بها، فيقدمون لهم الأكل والشرب، ويمدونهم بما فتح الله عليهم من مزارعهم وأنعامهم.

وبذات المنهجية التعليمية التقليدية هذه تعلم الكثير من أبناء مسلمي إثيوبيا أمور دينهم، وبرز علماء ومشايخ من بين ثنايا هذه الطريقة التعليمية، فالكثير من العلماء والفقهاء مروا بهذه الجولات فرسخ علمهم وازدادت عزيمتهم في العلم والتعلم، فهي طريقة تتطلب الصبر والعزيمة والإرادة القوية لما لها من مراحل حياة شاقة.

وحول هذه التجربة الفريدة في التعليم والتي يطلق عليها "درسا" أو طالب العلم في إثيوبيا، يحدثنا الشيخ تاج الدين سعيد شريف، وقال لـ"العين الإخبارية"، إن التعليم في هذا النظام تعليم مجاني في إثيوبيا والطلاب الذين يرسلون إليها من سن الثامن من العمر، يقدمون إليها بلا زاد فالأمر موكول الى أهل المنطقة من المزارعين ويوفرون لهم الغذاء والمساعدات الأخرى.

وأوضح الشيخ سعيد، صاحب الثمانين عاما، أنه درس العلوم الإسلامية ومختلف تخصصات اللغة العربية بذات الطريقة متنقلا في شتى أرجاء إثيوبيا، مشيرا إلى أنهم تنقلوا من مكان لآخر حتى وصلوا إلى منطقة "ولو" شمال البلاد التي تعتبر أزهر إثيوبيا.

وقال إن كلمة "درسا" كلمة عربية نعني بها هنا في إثيوبيا كل من تفرغ لتلقي علوم الدين الإسلامي، أي أن كل من يدرس بهذه الطريقة أحكام الدين الإسلامي يطلق عليه كلمة "درسا".

ولفت الى أن تعليم الدين الإسلامي في إثيوبيا يبدأ من علوم العقيدة والفقه، واللغة العربية، وتفسير القرآن، مضيفا: يبدأ تعليم قواعد اللغة العربية وخاصة النحو بدراسة الكتاب الآجرومية لألفية ابن مالك، وكتب أخرى يتم قراءتها في إثيوبيا وبلا مقابل مالي.

وتابع: المشايخ في المساجد يقومون بنقل هذه العلوم كلها دون عناء ويشجعون طلبة العلم بتعلم أخلاق الإسلام الرشيدة والوسطية، وقال إن الطلبة يتجمعوا من البادية والقرى، ويتعلمون القراءة والكتابة بخط اليد.

 وفي ذات السياق أوضح أحد الباحثين ومن قدامى المعلمين في مجال التعليم الإسلامي، الشيخ خضر خليل، 82 عاما، الذي قضى حياته كلها بالبحث في علوم الدين، أنه تعلم العلوم الدينية بطريقة تقليدية بدائية حيث لم يكن هناك أوراق ولا أقلام وحتى المصاحف كانت تنسخ من المصحف الذي كتبه كبار العلماء بإثيوبيا.

والشيخ "خليل"، والذي مازال يقدم خدماته التعليمية في منطقة "ولقطي" بجنوب إثيوبيا، أوضح لـ"لعين الإخبارية، أنهم كانوا يستخدمون القلم الخيزران واللوح والدواية المعدة بالصمغ العربي من أجل كتابة القرآن، والكتب الإسلامية الأخرى.

ولفت إلى أن الدارس بعد ختمه للقرآن الكريم يبدأ قراءة عدد من الكتب الفقهية الشافعية، ثم ينتقل إلى كتب اللغة بدءا من علوم النحو وحتى الإعراب والبلاغة، وبعدها ينتقل إلى قراءة تفسير القرآن.

وأضاف أن أي طالب لم يكمل تعليم اللغة ويجيد الإعراب لم يجاز له بأن يصبح إمام مسجد، وقال إن حياة الـ"درسا" أي طالب العلم تعتبر هي السبيل الوحيد لنيل العلم الديني في شتى أرجاء إثيوبيا، ويعود الفضل لهم في حفظ الدين الإسلامي في إثيوبيا.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل