المحتوى الرئيسى

#قصة_أثر (5).. قلعة دراكولا.. حصن روماني مُبهر ألهم العالم بأساطير مصاصي الدماء

04/17 10:47

يضم العالم في جوفه وظاهره كنوزا أثرية مهيبة وتحفا فنية عديدة، بل ومعالم لم يقل رونقها رغم مرور الزمن، كل منها تحوي وتحمل قصتها وأسرارها الخاصة، فوراء كل اكتشاف ومعلم حكايات ترجع لعصور بعيدة وأماكن مختلفة، على رأسها تلك القطع الفريدة والمعالم التاريخية المميزة في بلادنا، صاحبة الحضارة الأعرق في التاريخ، والتي ما زالت تحتضن أشهر القطع والمعالم الأثرية في العالم.

لذلك، تعرض "الشروق"، في شهر رمضان الكريم وعلى مدار أيامه، حلقاتها اليومية من سلسلة "قصة أثر"، لتأخذكم معها في رحلة إلى المكان والزمان والعصور المختلفة، وتسرد لكم القصص التاريخية الشيقة وراء القطع والمعالم الأثرية الأبرز في العالم، بل والتاريخ.

بمجرد ذكر اسم قلعة دراكولا، عادة ما يرد إلى أذهاننا مصاص الدماء الأسطوري، الذي اختلقه المؤلف والروائي الأيرلندي برام ستوكر، في روايته التي نشرت عام 1897 ميلاديا، والتي شكلت مصدر إلهام لعدد لا يحصى من أفلام الرعب، والعروض التلفزيونية، والحكايات المرعبة عن مصاصي الدماء.

وعلى الرغم من أن الكونت دراكولا هو مجرد شخصية قصصية خيالية، اختلقها الكاتب الإنجليزي وصمم لها قلعة مخيفة يظن البعض أنها خيالية كصاحبها أو مجرد ديكورات تمثيلية، إلا أن الحقيقة غير ذلك تماما، فقد استوحى الكاتب هذه الشخصية السيئة من إنسان حقيقي متعطش لإراقة الدماء، وهو الكونت فلاد الثالث، أو كما يشتهر بـ"فلاد المخزوِق"، حاكم رومانيا في القرن الخامس عشر، الذي عرف بوحشيته، والذي كان يسكن قلعته العتيقة الموجودة في الحقيقة، وفق ما ذكر المؤرخان رادو فلوريسكو وريموند تيماكنالي، في كتابهما "في البحث عن دراكولا"، الصادر عام 1972 ميلادية.

دراكولا الحقيقي قطع رأسه العثمانيون

كان فلاد الثالث، واحدا من الأبطال القوميين في بلغاريا، في شبابه، قبل أن ينتقل لرومانيا ويتولى حكم إمارة الأفلاق، في عام 1448 ميلادية، بعدما بايعه البلغار والرومانيون، لكن سرعان ما شن الحملات ضد العثمانيين الأتراك، وعاداهم طوال فترات حياته، بعدما أشعل حربه من أجل استقلال رومانيا عن السلطنة العثمانية، بحسب ما ورد ذكره في كتاب "دراكولا: المنطق والهراء" للمراسلة العسكرية والكاتبة الأمريكية إليزابيث ميلر.

 

ومنذ اعتلائه سدة الحكم، عُرف فلاد الثالث -الذي كان أحد أفراد عائلة دراكوليشتي الرومانية، والذي اشتُهر بلقب "دراكول"، وهو الاختصار الذي كان يوقع به فرماناته ومراسيمه- بوحشيته، وذاعت شهرته بقسوته الشديدة، لكنه لم يكن مصاصا للدماء، إلا أن الجرائم الإنسانية التي ارتكبها وأعداد البشر الذين قتلهم كانت كبيرة، حيث ناهز عددهم الـ100 ألف، أغلبهم من المسلمين الأتراك والبويار.

وطوال فترة حكمه، ظل فلاد الثالث يحارب للاستقلال عن الدولة العثمانية حتى تم اغتياله في معركة اندلعت بينه وبين جيوش العثمانيين بالقرب من بوخارست الرومانية، وإلى اليوم، لم يُعرف تحديدا وقت وفاته، ولا موقع تلك المعركة، الذي ظل مجهولًا هو الآخر، فكل ما عُرف عن رحيل دراكولا هو يوم الإعلان عن رحيله، الذي وافق 10 يناير 1477 ميلادية، لكن المؤرخين رجحوا أن تكون وفاته في الأيام الأخيرة لديسمبر 1476 ميلادية.

وخلال الحرب التي اندلعت في بوخارست، اغتيل فلاد المخزوِق، وهو في عمر الـ45 عاما، وتم فصل رأسه عن جسده، حيث أُرسلت الرأس للسلطان العثماني محمد الثاني، الذي قام بعرض الرأس على خازوق خشبي في العاصمة العثمانية أدرنة، عبرة لمن يحاول شن حملات ضد الدولة العثمانية.

ويرجع إطلاق لقب المخوزِق على فلاد الثالث؛ بسبب استخدامه الخازوق في التعذيب، والتخلص من أعدائه وأسراه؛ مما أعطاه شهرة تاريخية واسعة، وذاع صيته متخطيا حدود إمارته ليصل حتى الإمبراطورية الرومانية وشتى أرجاء القارة الأوروبية، ويعرف بأنه أقسى حكام أوروبا وأكثرهم تجسيدا للشر بعدما بلغ عدد ضحاياه عشرات الآلاف، بل ويكون بعد ذلك مصدر إلهام لروايات الشر والرعب هو وقلعته.

حصن منيع مصمم بطريقة فريدة

عند التفكير للوهلة الأولى في قلعة دراكولا، التي عاش فيها فلاد المخزوق، فقد يفكر الناس في مكان مخيف، إلا أنه في الحقيقة عبارة عن حصن مبهر فائق الجمال تم بنائه على الطراز القوطي، الذي ازدهر في أوروبا خلال القرون الوسطى.

وتعد قلعة دراكولا من أكثر قلاع العالم إثارة للإعجاب، بداية من طريقة بنائها التي جعلتها محصنة بشكل فريد، فقد شيدت بجدران خارجية قوية للغاية، وأبراج مراقبة تعلوها، ومتاهات استخدمت كسجن، بالإضافة إلى ممرات سرية تحت الأرض.

 

أسطورة جعلتها وجهة سياحية

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل