قبل أن تأتي الكارثة | المصري اليوم

ربما تحل على الكرة الأرضية كارثة أخرى، تُضاف إلى سجل من الكوارث التى عانى منها الإنسان، بسبب توغله وتوحشه ومحاولاته المستمرة للعب فى التوازن الذى وضعه الخالق. فانتقال الفيروسات من الحيوان إلى الإنسان، ومنها كورونا بالمناسبة، ليس تعديًا من جانب الحيوان، بل هو العكس تمامًا.

الكارثة الجديدة محل النقاش حاليًا هى كارثة تغير المناخ، التى تحظى باهتمام متزايد من قبل المجتمع الدولى، وسط مساعٍ مستمرة للحد من تأثيراتها المحتملة التى قد تتسبب فى أزمة غير مسبوقة، خاصة فى ظل ارتفاع ثانى أكسيد الكربون، وما يتبعه من ارتفاع فى درجات الحرارة، وذوبان الجليد، وارتفاع مستوى سطح البحر، فضلًا عن حالات الجفاف والفيضانات، والتى قد تؤدى لوفاة ملايين الأشخاص حول العالم، بحيث تصبح التأثيرات المحتملة للأزمة على البشرية أكثر فتكًا من تأثيرات انتشار وتفشى الأوبئة، إذ إن استمرار الأزمة يمكن أن يتسبب فى وفيات أكثر خمس مرات من ضحايا الإنفلونزا الإسبانية، التى أودت بحياة 50 مليون شخص.

«كيفية تجنب كارثة مناخية: الحلول المتوفرة لدينا والاختراقات التى نحتاجها»، هو عنوان كتاب صدر مؤخرًا لرجل الأعمال الأمريكى، بيل جيتس، مؤسس شركة مايكروسوفت، إذ وضع فيه بعض التأثيرات المحتملة للتغيرات المناخية، مع بيان عدد من الرؤى والحلول للتعاطى مع تلك الكارثة. ويرى جيتس فيه أن استخدام مصادر الطاقة المتجددة هو الحل السحرى الذى يقدمه جيتس للبشرية، من أجل تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى، ينصح جيتس كذلك بتغيير طرق تصنيع السلع، وتغيير طرق زراعة المحاصيل الغذائية، وتقليل السفر، والحفاظ على المبانى دافئة أو باردة.