المحتوى الرئيسى

صحابة الرسول معاذ بن جبل .. أعلم الأمة بالحلال و الحرام

04/16 04:19

معاذ بن جبل، فتى الأنصار، أحد أصغر الصحابة الذين التفوا حول النبي حينما هاجر من مكة إلى المدينة المنورة.

كان الفتى الصغير قد أسلم قبل الهجرة النبوية، حيث كان واحداً من وفد السبعين أنصارياً الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم في بيعة العقبة الثانية، وكان عمره وقتها لا يتجاوز الخامسة عشرة.

اقرا ايضا|أستاذ القانون بالأزهر: «قد يكون المنع هو عين العطاء»

 منذ أن وضع فتى الأنصار معاذ بن جبل يده في يد النبي ليبايعه على الإيمان والنصر والتأييد، عزم على أن يضحي بكل غال ونفيس في سبيل الدفاع عن رسالة الإسلام ونشرها بين الناس، والذود عن النبي صلى الله عليه وسلم، حتى لو كلفه هذا الأمر حياته وروحه.

 بعد أن بايع النبي في بيعة العقبة الثانية، عاد معاذ إلى المدينة، وقد لزم الصحابي الجليل مصعب بن عمير الذي أرسله النبي إلى المدينة ليدعو أهلها إلى الإسلام، وأخذ معاذ ينهل من علم مصعب، ويسمع منه القرآن، ويتعلم منه مبادئ الإسلام وقيمه وتعاليمه، وكان لهذا الأمر أثر كبير على معاذ، والذي عزم على أن يكون له دور في الدعوة إلى الإسلام، حيث كون فريقاً من فتيان المدينة للدعوة إلى دين الله.

 عندما سمع معاذ بعزم النبي صلى الله عليه وسلم على الهجرة من مكة إلى المدينة، شعر بسعادة وفرحة غامرة، وظل ينتظر وصول النبي أياماً، حتى جاء اليوم الموعود، ووصل النبي إلى المدينة، ولزمه معاذ، وزاد حبه له صلى الله عليه وسلم، وقد بادله النبي هذا الحب، حتى أقر بحبه قال معاذ: أخذ رسول الله يوماً بيدي، فقال لي: «يا معاذ، والله إني لأحبك»، فقلت: بأبي أنت وأمي، والله إني لأحبك، قال: «يا معاذ، إني أوصيك، لا تدعَن أن تقول دبر كل صلاة: اللهم أعنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك».

 ظل معاذ بن جبل ملازماً للنبي سنوات، ينهل منه علماً وخلقاً، فأخذ عنه القرآن، وتلقى شرائع الإسلام حتى صار أقرأ الصحابة لكتاب الله وأعلمهم بشرعه، وبرغم صغر سنه إلا أنه كان أحد الستة الذين حفظوا القرآن على عهد رسول الله..

 أثنى النبي على حرص معاذ بن جبل على طلب العلم والتفقه في دين الله، فقال صلى الله عليه وسلم: «أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل»، وعن عبد الله بن عمرو قال: سمعت النبي يقول: «استقرئوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، وأُبيّ بن كعب، ومعاذ بن جبل».

 حينما فتح النبي مكة، ولى عليها عتاب بن أسيد، وترك معه الفتي معاذ بن جبل ليفقه أهلها ويعلمهم أمور دينهم، وبعدها أرسله النبي إلى اليمن ليعلم أهلها القرآن وتعاليم الإسلام، وقد خرج النبي ليودعه، وكان النبي يسير على قدميه ومعاذ راكب على راحلته، وأخذ يحدثه ويوصيه، حتى قال له: «يا معاذ، إنك عسى ألا تلقاني بعد عامي هذا، ولعلك تمر بمسجدي وقبري»، فبكى معاذ كثيراً.

 عاد معاذ إلى المدينة وكان النبي قد انتقل إلى جوار ربه، وفي خلافة عمر بن الخطاب بعثه الفاروق سفيراً للإسلام إلى بلاد الشام، وهناك التف حوله أهل الشام، وحظي باحترامهم وتقديرهم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل