«من جنوب البلقان».. كيف خطط تنظيم القاعدة لهجمات 11 سبتمبر؟ (تفاصيل)

«من جنوب البلقان».. كيف خطط تنظيم القاعدة لهجمات 11 سبتمبر؟ (تفاصيل)

منذ 3 سنوات

«من جنوب البلقان».. كيف خطط تنظيم القاعدة لهجمات 11 سبتمبر؟ (تفاصيل)

في الحلقة الثانية من مسلسل هجمة مرتدة٬ يدور حوار بين اللواء رفعت ضابط المخابرات وأحد العاملين معه عن تقارير أمنية تؤكد تحول الجماعات الإرهابية العاملة في أفغانستان والعراق تحت ستار وكالات الإغاثة وغيرها٬ للعودة إلي مصر لإثارة الفوضي وتنفيذ عمليات إرهابية في سيناء.\nوبحسب الباحث الإنجليزي "مارك كورتبس" أن هجمات الحادي عشر من سبتمبر بدأ التخطيط لها منذ تسعينيات القرن المنصرم٬ تحديدا خلال حرب البلقان. مشيرا إلي ضلوع تنظيم القاعدة في هذه الحرب: "تعتبر حملة الناتو لقصف يوغوسلافيا في 1999 تدخلا لدواع إنسانية٬ بيد أن هناك جانبا حاسما آخر في هذه الحرب يقوض دوافعها الإنسانية المفترضة٬ ينطوي علي تواطؤ بريطانيا مع جيش تحرير كوسوفو المتمرد٬ الذي قاتل إلي جانب مقاتلي القاعدة".\nوقد دار الجدل في دوائر الحكومة والإعلام خلال الحرب حول ما إذا كان ينبغي للناتو إرسال قوات للميدان أو ما إذا كان يمكن سحق القوات اليوغسلافية جوا لوقف فظائعها في كوسوفو. كانت الحكومتان البريطانية والأمريكية عازفتين عن الالتزام بإرسال قوات برية٬ أساسا خوفا من تكبد إصابات مرتفعة والغرق في نزاع أكثر تطاولا٬ وبدلا من ذلك اتجهتا للعثور علي حلفاء محليين واستخدام هذه القوي كأداة لسياستهما الخارجية.\nوفي هذا السياق٬ تولي المتأسلمون الذين كانوا يعملون إلي جانب جيش تحرير كوسوفو الذي يسانده البريطانيون٬ القيام بدور الوكيل الذي ينوب عن الغرب٬ ونفذوا بعضا من الأعمال القذرة التي لم يستطع الناتو القيام بها. والقصة كما رأينا ليست بأي حال غير مألوفة في عالم ما بعد الحرب.\nوبعد ذلك بفترة طويلة٬ ذكر جوردون براون في أكتوبر 2006 وكان حينذاك رئيسا للوزراء في خطاب له عن "التصدي لتحدي الإرهاب" في المعهد الملكي للشئون الدولية: "أن تهديد القاعدة لم يبدأ في 11 سبتمبر٬ فالواقع أن الهجوم علي برجي التجارة حدث لأن الولايات المتحدة كانت تتخذ اجراءات مع أوروبا لحماية المسلمين في يوغسلافيا السابقة." كان براون حقا والواقع أن بريطانيا كانت تقدم التدريب العسكري للقوي التي كانت تعمل مع الأشخاص أنفسهم الذين دبروا هجوم 11 سبتمبر.\nويؤكد "كورتيس": ضم جيش تحرير كوسوفو ذوي الأصل الألباني٬ وخليطا من الشبان والطلاب الذين اكتسبوا طابعا متطرفا٬ كما أقام هذا الجيش صلات وثيقة مع القاعدة٬ وقد تواتر أن أسامة بن لادن زار ألبانيا وأنشأ لنفسه قوة هناك عام 1994. وفي السنوات التي سبقت حملة القصف التي شنها الناتو٬ كان المزيد من مقاتلي القاعدة قد انتقلوا إلي كوسوفو لمساندة جيش تحريرها.\nوبحلول أواخر 1998 كان رئيس المخابرات الألبانية يقول إن بن لادن أرسل وحدات للقتال في كوسوفو٬ في حين نبهت وسائل الإعلام إلي أن تقارير وكالة المخابرات المركزية٬ وجهاز المخابرات الألباني تذكر أن وحدات للمقاتلين جاءت من ستة بلدان علي الأقل في الشرق الأوسط وأنها تدفقت عبر الحدود من قواعد في ألبانيا إلي كوسوفو.\nكما أبرزت تقارير للمخابرات الأمريكية أن القاعدة كانت ترسل الأموال والمقاتلين للانضمام لجيش تحرير كوسوفو٬ في حين كان كثيرون من مقاتلي هذا الجيش قد تدربوا في معسكرات القاعدة في أفغانستان وألبانيا. وكانت إحدي الروابط بين بن لادن وجيش تحرير كوسوفو التي حددتها المخابرات الأمريكية هي منطقة مشتركة للتفويج أقيمت في ثروبوجي في ألبانيا٬ وهي مركز للإرهابيين الإسلاميين٬ وكان هذا الجيش يساعد مئات المقاتلين الأجانب علي العبور من ألبانبا إلي كوسوفو٬ بما في ذلك قدامي محاربي جماعة التطرف من البوسنة والشيشان وأفغانستان الذين بحملون جوازات سفر مزورة.\nوكانت إحدي وحدات الجيش بقيادة شقيق أيمن الظواهري٬ اليد اليمني لبن لادن٬ حسبما قاله مسئول أقدم في الأنتربول وهو يقدم أدلة للكونجرس الأمريكي. وقد ورد عن مسئول عسكري غربي أنه قال: إن المقاتلين المتأسلمين كانوا مرتزقة لا يديرون هم العرض في كوسوفو٬ لكن كان يستخدمهم جيش تحرير كوسوفو في القيام بأعماله القذرة.\nوشدد "كورتيس" على أنه وفي هذا الوقت 1998 بدأت بريطانيا في تدريب قوات اعترفت بأنها من الإرهابيين٬ وكانت تعارض جدول أعمالها السياسي وتوصلت لوثائق تثبت صلاتها بالقاعدة٬ وهو مستوي من النفعية لا بد أنه بهر مثلا المسئولين البريطانيين الذين كانوا قد تعاونوا مع الإخوان المسلمين أو آية الله كاشاني في الخمسينيات.\nلم تكن الكمائن التي نصبها جيش التحرير الوطني وعمليات الاغتيال التي قام بها في مقدونيا تختلف كثيرا عما ارتكبه باعتباره جيش تحرير كوسوفو٬ وقد استمر الدعم الأمريكي السري له في البداية علي الأقل٬ وقام الأمريكيون في عملية واحدة بإخلاء 400 من مقاتلي جيش التحرير الوطني عندما حاصرتهم القوات المقدونية٬ وساعدت الإمدادات التي قدموها٬ فرق العصابات في السيطرة علي ثلث أراضي مقدونيا. وهو ما يذكرنا بنقل القوات الأمريكية لمقاتلين داعش خلال تواجدهم في العراق وسوريا.\nوبحلول أغسطس 2001 وبعد هذا فحسب شرعت واشنطن٬ تحت ضغط من حلفائها في الناتو في كبح جماح القوة الوكيلة التي تعمل بالنيابة عنها وألقت بثقلها وراء محادثات السلام٬ وفي الشهر التالي ضربت القاعدة نيويورك وواشنطن.

الخبر من المصدر