المحتوى الرئيسى

مشايخ وحكايات .. مصطفى إسماعيل مطرب الملوك والأمراء والرؤساء والفقراء | المصري اليوم

04/15 18:21

الشيخ مصطفىef='/tags/44819-%D9%85%D8%B5%D8%B7%D9%81%D9%89-%D8%A5%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D9%84'>مصطفى إسماعيل من مواليد قرية ميت غزال، بمركز السنطة، بالغربية، فى 17 يونيو 1905م، حفظ القرآن الكريم قبل أن يتجاوز الثانية عشرة من عمره فى كتّاب القرية، ثم التحق بالمعهد الأحمدى فى طنطا ليتم دراسة القرءات وأحكام التلاوة، وأتم تلاوة وتجويد القرآن الكريم، وراجعه ثلاثين مرة على يد الشيخ إدريس فاخر منذ أن اكتشف جد الراحل مصطفى إسماعيل براعته فى تلاوة القرآن، حينما كان يبلغ من العمر 10 أعوام، فقدم له فى المعهد الأزهرى بطنطا.

«اسمع» الصلاة والسلام عليك.. ابتهالات بصوت الشيخ مصطفى إسماعيل

تسجيلات نادرة للشيخ مصطفى إسماعيل في ساقية الصاوي الجمعة

ابن الشيخ مصطفى إسماعيل: أول أجر حصل عليه والدي 7 قروش ولعب بها مراجيح (حوار)

حتى إنه قام بحفظ القرآن الكريم كاملا بالأحكام وهو فى سن 12 عامًا، وكان يقوم بتلاوة القرآن فى مسجد السيد البدوى بناء على طلب أصدقائه، وذات مرة سمعه شيخ أثناء تلاوته بالمسجد، وهذا الشيخ هو من نصح مصطفى إسماعيل باستمرار التدريب على قراءة القرآن، قائلًا: «إنت هتكون قارئ كويس جدا».

وكان ابن محافظ طنطا قد طلب من الشيخ مصطفى إسماعيل أن يقوم بتلاوة القرآن فى عزاء والده، وذلك رغم صغر سنه، بعدما تأكد من امتلاكه «عباءة وقفطان». وقد روى أن الشيخ محمد رفعت قد ذهب لتأدية واجب العزاء وسمع التلاوة المحكمة بصوت هذا الصبى الصغير، فطلب رؤية هذا الطفل. ومما يذكر أيضا أن الشيخ الصبى حين علم بحضور الشيخ رفعت للعزاء هيأ نفسه لإنهاء تلاوته، غير أن الشيخ رفعت علم بهذا فقام بإرسال شيخ إليه يطلب منه مواصلة التلاوة لأنه يريد الاستماع إليه.

وكانت تلاوته تتميز بالانتقال بين المقامات، وكانت لحظة التحول فى حياته حين نقلت له الإذاعة تلاوته لأول مرة فى إبريل 1943 من سرادق ضخم أقيم بجوار مسجد الرفاعى احتفالا بذكرى وفاة الملك فؤاد، وبعدها أصبح واحدا ممن يستعين بهم القصر الملكى فى إحياء الليالى الرمضانية التى أقامها فى سرادق أقيم أمام قصر رأس التين بالإسكندرية عامى 1945 و1946، ثم أمام قصر عابدين عام 1947، المدهش- ووفقا لكمال النجمى- أنه تعرض لهجوم حيث قدم أحدهم بلاغا ضده متهما إياه بالخروج على «أسس التلاوة الشرعية».

كان الشيخ إسماعيل من المعجبين والمتأثرين بصوت الشيخ محمد رفعت، والشيخ عبد الفتاح الشعشاعى وغيرهما، وقد ذاعت شهرته فى محافظة الغربية والمحافظات المجاورة، لينصحه الجميع بالذهاب إلى القاهرة، وفى العاصمة التقى بأحد المشايخ الذى استمع إليه واستحسن قراءته، ثم قدّمه فى اليوم التالى ليقرأ فى احتفال تغيب عنه الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى لظرف طارئ، أعجب به الحاضرون، كما سمعه الملك فاروق وأعجب بصوته وأمر بتعيينه قارئًا للقصر الملكى، على الرغم من أنه لم يكن قد اُعتُمدَ بالإذاعة حتى ذلك الوقت.

كان الشيخ مصطفى كما يقول كمال النجمى يملك صوتًا فذًا واسع المساحة كبير الحجم، وكانت له حصيلة من العلم بالمقامات لا مثيل لها عند أحد من المقرئين بمن فيهم الشيخ رفعت، ولكن الشيخ مصطفى كان يستخدم صوته وعلمه بالمقامات فى إبراز جمال الآيات وإعجازها، وكان يخرج كل حرف من مخرجه الأصلى فلا يشبه حرفا آخر، معتنيًا كل الاعتناء بإظهار التشديدات وتوفية الغُنّات وإتمام الحركات وتفخيم ما يجب تفخيمه، وقصر ما يجب قصره ومد ما يتعين مده، والوقوف على ما يصح الوقوف عليه.

وهى الوقفات المتعلقة بالمعنى لا على ما يختاره من وقفات تتعلق بصحة الألحان وجمالها، أكثر مما تتعلق بالمعانى وبصحة التلاوة وكمالها.

زار الشيخ مصطفى إسماعيل أكثر من عشرين دولة عربية وإسلامية، حيث قام بالقراءة فى ليالى شهر رمضان المعظّم، ووصلت تلاوات القرآن الكريم للشيخ مصطفى إسماعيل لجميع أنحاء العالم، وامتدت جولاته إلى ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وجزيرة سيلان، وتركيا وماليزيا، وتنزانيا. حصل الشيخ مصطفى إسماعيل على وسام الاستحقاق من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وعلى وسام الأرز من لبنان عام 1958، ووسام الفنون عام 1965، ووسام الامتياز عام 1985 فى مصر، ووسام الاستحقاق من سوريا.

كان مصطفى إسماعيل متمكنا من الألحان والأنغام إلى حد لم يضاهه أحد فيه، وكان يتلاعب فى الألحان والأنغام. وكانت التلاوة الأخيرة للشيخ مصطفى إسماعيل فى يوم 22 ديسمبر 1978، فى مسجد «البحر» بدمياط بحضور الرئيس السادات، ثم توجه إلى مسكنه الصيفى بالإسكندرية، وفجأة أصابته جلطة بالمخ، فانتقل إلى المستشفى الجامعى بالإسكندرية، يوم 24 ديسمبر 197، وتوفى بعد ظهر 26 ديسمبر، 1978، ودفن فى قريته «ميت غزال» مركز السنطة، محافظة الغربية.

نرشح لك

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل