كيف سيؤثر انسحاب القوات الأمريكية من التحالف الدولي على مواجهة عودة داعش مجددًا في سوريا والعراق؟ (تقرير)

يعمل التحالف الدولي منذ تأسيسه عام 2014 على التصدي لتنظيم داعش وردع احتمالية عودته مجددًا من خلال تهيئة الظروف التي تساعد على هزيمته بشكل قاطع. يعمل التحالف على الوقوف كحائط صد أمام التنظيم الإرهابي على جميع المستويات التي تتمثل بعضها في الوقوف أمام طموحاته التوسعية وهدم الشبكات التابعة له ومواجهته عن طريق حملات عسكرية لأوقاره في سوريا والعراق. بالإضافة إلى ذلك، يركز التحالف على زعزعة البنية التحتية الاقتصادية والمالية للدواعش ومنع تدفق المقاتلين الأجانب إليهم.

رغم نجاح التحالف الدولي في التصدي للتنظيم الإرهابي على مختلف الأصعدة إلا أن هناك تخوف من انسحاب العديد من القوات التابعة له وعلى رأسهم القوات الأمريكية التي تشكل أكبر عدد من جنود التحالف في سوريا والعراق وهو 5200 جندي في قواعد مختلفة.

أكدت دراسة أعدها المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات أن التحالف الدولي يتكون من 83 دولة عضوة به تسعى جميعها للتصدي لتنظيم داعش ومنع ظهوره مجددًا. كما يضم 400 جندي بريطاني و200 جندي فرنسي و120 جندي ألماني إلى جانب الجنود الأمريكيون وآلاف من المتقاعدين المدنيين.

وفقًا لموقع سكاي نيوز عربية أكتوبر 2020، يتمركز التحالف الدولي في عدد من القواعد بالدول معقل تنظيم داعش وهي سوريا والعراق. تعد أبرز هذه القواعد، قاعدة قسرك الأمريكي على طريق "إم فور"؛ وقاعدة التنف التي تقع على المثلث الحدودي السوري العراقي الأردني.

وأِشارت الدراسة، إلى أن التحالف الدولي برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية وبمساعدة الجنود الأمريكان قد شن 19 ألفا و873 ضربة جوية على الدواعش في سوريا، بالإضافة إلى 14 ألفا و862 ضربة جوية على التنظيم في العراق خلال 6 سنوات و5 أشهر. ومن بين هذه الضربات هي الضربة الجوية التي أدت إلى مقتل القيادي الداعشي ونائب الخليفة "أبو ياسر العيساوي" ووالي العراق وعدد من مساعديه قرب كركوك في يناير من العام الجاري.

وفقًا لـ "روسيا اليوم" في أغسطس 2020، أعلن التحالف الدولي مغادرة القوات التابعة له في قاعدة التاجي شمال العاصمة العراقية "بغداد" وتسليم منشآته بها والتي تقدر بقيمة 347 مليون دولار لقوات العراق.

وأوضحت الدراسة أيضًا أن الجنرال الأمريكي "كينيث إيكمان" أن الجيش العراقي أقوى من داعش وهو ما يسمح لقوات التحالف الدولي من تقليص عددها داخل العراق. كما أشار إلى أن التحالف بالفعل قد سلم بعض قواعده العسكرية إلى الجيش العراقي. وأضاف: "سيتم تقليص عدد القوات الأمريكية – التي تمثل العدد الأكبر من جنود التحالف – ببطء وبالتنسيق مع قوات الحكومة العراقية".