المحتوى الرئيسى

مَنْ سرق المصحف؟! | المصري اليوم

04/15 04:05

جلس الإمام الشافعى يوماً يلقى درساً على بعض المريدين، وفى لحظة اكتشف أن مصحفه اختفى، فلما لم يجده راح يسألهم إن كان أحد منهم قد أخذه فلم يحصل على إجابة من أحد، ولكنه لاحظ أنهم جميعاً يبكون تأثراً بالدرس ومواعظه!

ولم يملك الإمام إلا أن يُطلق عبارة صارت مثلاً من بعده فى المواقف المشابهة.. قال: كلكم يبكى.. فمن سرق المصحف؟!

بالقياس مع الفارق.. تذكرت حكاية الشافعى، وأنا أقرأ أن سيرجى لافروف، وزير الخارجية الروسى، قال فى زيارته الأخيرة إلى القاهرة، إن بلاده ترفض المساس بحقوق مصر المائية فى نهر النيل، وإنها ترفض الإجراءات الأحادية فى هذا الصدد!

وهذا موقف روسى جميل لا شك فى ذلك، وهو يضاف إلى مواقف جميلة مماثلة فى الموضوع نفسه من جانب دول وحكومات كثيرة حول العالم.. ولكن السؤال يبقى دائماً عن رصيد مثل هذه المواقف على الأرض فى الواقع الحى، وعما إذا كانت قادرة على تغيير شىء فى ملف السد الإثيوبى؟!.. هذا هو السؤال الذى لا بد أن كل متابع لهذه المواقف يردده بينه وبين نفسه على الأقل!

لا أحد بالطبع يطلب من أصحاب هذه المواقف أن يعلنوا الحرب على إثيوبيا، ولا أحد يطالبهم بأن يقطعوا معها العلاقات الدبلوماسية، ولا أحد يدعوهم إلى أن يتخذوا مواقف عنيفة مع الطرف الإثيوبى.. لا أحد يطلب هذا ولا يدعو إليه.. ولكن هناك فى ذات الوقت شيئا اسمه أوراق سياسية تلعب بها الدول بين بعضها البعض، وتمارس بها ضغوطاً تشتد وتضعف للوصول إلى تحقيق هدف محدد فى النهاية!

وهذا الهدف فى حالتنا هو دفع أديس أبابا إلى تغيير سياستها فى ملف السد مع القاهرة والخرطوم، فتجلس على المائدة وتقبل باتفاق عادل بين العواصم الثلاث، بدلاً من سياسة استهلاك الوقت، وتبديد الجهد، وتضييع جلسات التفاوض فيما لا يصل إلى شىء!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل