مَنْ سرق المصحف؟! | المصري اليوم

مَنْ سرق المصحف؟! | المصري اليوم

منذ 3 سنوات

مَنْ سرق المصحف؟! | المصري اليوم

جلس الإمام الشافعى يوماً يلقى درساً على بعض المريدين، وفى لحظة اكتشف أن مصحفه اختفى، فلما لم يجده راح يسألهم إن كان أحد منهم قد أخذه فلم يحصل على إجابة من أحد، ولكنه لاحظ أنهم جميعاً يبكون تأثراً بالدرس ومواعظه!\nولم يملك الإمام إلا أن يُطلق عبارة صارت مثلاً من بعده فى المواقف المشابهة.. قال: كلكم يبكى.. فمن سرق المصحف؟!\nبالقياس مع الفارق.. تذكرت حكاية الشافعى، وأنا أقرأ أن سيرجى لافروف، وزير الخارجية الروسى، قال فى زيارته الأخيرة إلى القاهرة، إن بلاده ترفض المساس بحقوق مصر المائية فى نهر النيل، وإنها ترفض الإجراءات الأحادية فى هذا الصدد!\nوهذا موقف روسى جميل لا شك فى ذلك، وهو يضاف إلى مواقف جميلة مماثلة فى الموضوع نفسه من جانب دول وحكومات كثيرة حول العالم.. ولكن السؤال يبقى دائماً عن رصيد مثل هذه المواقف على الأرض فى الواقع الحى، وعما إذا كانت قادرة على تغيير شىء فى ملف السد الإثيوبى؟!.. هذا هو السؤال الذى لا بد أن كل متابع لهذه المواقف يردده بينه وبين نفسه على الأقل!\nلا أحد بالطبع يطلب من أصحاب هذه المواقف أن يعلنوا الحرب على إثيوبيا، ولا أحد يطالبهم بأن يقطعوا معها العلاقات الدبلوماسية، ولا أحد يدعوهم إلى أن يتخذوا مواقف عنيفة مع الطرف الإثيوبى.. لا أحد يطلب هذا ولا يدعو إليه.. ولكن هناك فى ذات الوقت شيئا اسمه أوراق سياسية تلعب بها الدول بين بعضها البعض، وتمارس بها ضغوطاً تشتد وتضعف للوصول إلى تحقيق هدف محدد فى النهاية!\nوهذا الهدف فى حالتنا هو دفع أديس أبابا إلى تغيير سياستها فى ملف السد مع القاهرة والخرطوم، فتجلس على المائدة وتقبل باتفاق عادل بين العواصم الثلاث، بدلاً من سياسة استهلاك الوقت، وتبديد الجهد، وتضييع جلسات التفاوض فيما لا يصل إلى شىء!\nهل نتصور أن دولة فى حجم روسيا مثلاً لا تملك من الأوراق السياسية قى يديها، ما تستطيع به تغيير الموقف الإثيوبى من موقف متعنت إلى موقف متعاون وراغب فى الوصول لاتفاق عادل وملزم؟!.. تملك بالتأكيد!.. وتملك عواصم غيرها قطعاً!.. ولذلك فالسؤال على طريقة الشافعى هو: كلكم يرفض الموقف الإثيوبى.. فمن يفعل شيئاً يغيره؟!

الخبر من المصدر