المحتوى الرئيسى

خالد الصاوي: لا أخشى تهديدات الإرهابيين.. يضربوا دماغهم في الحيط.. وصوتي لن يموت لو اغتالوني

04/14 22:24

صاحب أداء رصين لا يخلو من الكبرياء الممزوج بالهدوء، حضوره على الشاشة تصاحبه بساطة فى الأداء وانغماس داخل تفاصيل أدواره، لذا استطاع تجسيد شخصية ضابط أمن الدولة «عادل» باقتدار فى الحلقات الأولى من مسلسل «القاهرة كابول»، ونجح فى التسلل إلى قلوب المشاهدين عبر شخصية الزوج المستبد الثرى فى مسلسل «اللى مالوش كبير»، فهو حالة فنية خاصة تتلخص فى اسم خالد الصاوى.

ويتحدث «الصاوى» فى حواره مع «الوطن» عن تفاصيل تعاونه مع النجمين طارق لطفى وفتحى عبدالوهاب وباقة النجوم المشاركين فى مسلسله «القاهرة كابول»، وحقيقة الخلاف بينهم حول ترتيب الأسماء على التتر، بالإضافة إلى تعاونه مع ياسمين عبدالعزيز وأحمد العوضى فى «اللى مالوش كبير»، فضلاً عن طقوسه خلال الشهر الكريم والكثير من التفاصيل خلال السطور المقبلة.

فى البداية، ما الذى دفعك للموافقة على مسلسل «القاهرة كابول»؟

- «القاهرة كابول» مسلسل من نوع خاص، أكثر ما جذبنى فيه العلاقة بين أبطاله الأربعة، الذين تنطلق حكايتهم من منطقة السيدة زينب منذ الصغر، حيث تربوا معاً وتأصلت بداخلهم قيم سامية إلى أن فرّقتهم الحياة، وأصبح كل شخص منهم فى مكان مختلف، فمنهم من عمل فى خدمة النظام، وآخر أصبح ضد الدولة وسار وراء أفكاره المتطرفة، والثالث يحب ذاته فقط، والأخير يعشق الفن، وانطلاقاً من هذا التباين، نجد أنفسنا أمام تركيبة إنسانية متنوعة لـ4 رجال تصاحبها أحداث اجتماعية عديدة.

ألم تتخوف من معاودة تجسيدك لشخصية الضابط التى سبق وقدمتها فى أعمال سابقة خشية اتهامك بالتكرار؟

- إطلاقاً، فعلى الرغم من تجسيدى لكل أنماط الشخصيات الخاصة بالضباط، سواء الطيب أو الشرير أو الكوميدى أو الفاسد وما إلى ذلك، فإن دور ضابط أمن الدولة «عادل» الذى أقدمه فى «القاهرة كابول» كان له وضعية خاصة، انطلاقاً من تعرضنا للفترة الزمنية التى سبقت عام 2011، وفى هذا التوقيت كانت للشخصية قناعات خاصة، مفادها تفكيره المتواصل بأنه سيكون فداء للشعب والمواطنين.

كيف تحضّرت للشخصية لإحداث الفارق فى الأداء بينها وبين ما قدمته فى السابق؟

- أجاب ضاحكاً: «أنا عملت كل أدوار الضباط لدرجة أن معظمهم أصبحوا أصدقائى، ويستوقفوننى فى اللجان على اعتبار أننى واحد منهم»، ولكن صعوبة شخصية «عادل» تكمن فى عدم وجود شىء بارز فيها، فهو صاحب ملامح ناعمة، وكلامه محدود للغاية، ولكن عقله يعمل بصورة كبيرة، إلا أن سيناريو عبدالرحيم كمال، وتوجيهات المخرج حسام على، ساعدانى على الإحكام بتفاصيلها، فذاكرتها أصبحت جزءاً منى.

ذكرت فى بداية حديثك أن أحد الأصدقاء الأربعة سلك طريق الإرهاب.. بمَ تفسر هذا التحول الذى طرأ عليه ويحدث لكثيرين مثله فى الحياة؟

- طارق لطفى بذل مجهوداً كبيراً لتجسيد شخصية الإرهابى بهذه الصورة، وأرجع جزءاً من إجادته للدور إلى براعة عبدالرحيم كمال فى كتابة الشخصيات، ويتجلى كلامى واضحاً فى مشهد تجمع الأطفال الأربعة داخل خيمة فى منطقتهم، وكأنها مصدر الأمان الخاص بهم، إذ حرص عبدالرحيم كمال على جعل الماضى جزءاً أساسياً من تكوين شخصياتهم فى الحاضر، فعلى سبيل المثال أصبح الإعلامى طاغية لأنه حُرم من أشياء كثيرة وافتقد وجود القدوة، أما الإرهابى فتحول من شخص سوى إلى متطرف بسبب أفكاره، فيما أحب شخصية الضابط البطولة والفدائية لكون والده مستشاراً، ومن هذا المنطلق نرى أن لكل شخصية منهم ماضياً تأثر به.

هل يُصحح دورك مفاهيم شائعة عن طرق تعامل الأجهزة الأمنية مع المواطنين قبيل ثورة الخامس والعشرين من يناير؟

- لست مسئولاً عن تصحيح مفاهيم كان السبب فيها سوء استخدام السلطة، لأن إقران الأجهزة الأمنية بالسياسة هو أكبر إساءة لها، والإساءة هنا تتمثل فى خدمة هذه الأجهزة للنظام وليس البلد والشعب، وهذا خطأ متكرر فى كل الأنظمة، والحقيقة أن الجهات السياسية تدخلت أكثر من مرة للتأكيد أنها مع ثورة الشعب فى أمانيه، ولكن ما أريد قوله «إنه إذا كان هناك أحد يريد أن ينصح ويشاور فأنا مش طرف فى ده، والعمل كله مش ده الهدف بتاعه» فمسلسلنا تغلب عليه الدراما والمواقف الاجتماعية ونشر القيم والأخلاق، على سبيل المثال: نجد حواراً دار بين «عادل» ونجله قال له الأخير فيه: «أنت مُهمتك تضرب الناس مش أنت ضابط؟ ليرد عليه بقوله: «انت بتقول إيه؟ لو كانت دى مهمتى ماكنتش خدت طلقتين بدلهم».

بالتأكيد سنرى مشهد المواجهة بين الضابط والإرهابى.. فكيف سيكون؟

- لا أريد حرق الأحداث فى الوقت الراهن، ولكن تقديم عمل يجمع بين عناصر الأمن والإرهاب والإعلام بالتأكيد سيكون مليئاً بمشاهد المواجهات، والتى ستكون أشبه بلوحة رسمها عبدالرحيم كمال بعبقرية شديدة، لأنه يصيغ كتاباته بطريقة السهل الممتنع، وسنرى العديد من المفاجآت المتتالية رغم أن تاريخ الأحداث معروف، فإن تاريخ الشخصيات لا يعرفه أحد.

إذن، أحداث «القاهرة كابول» بمثابة تأريخ لفترة معينة.. أليس كذلك؟

- المسلسل يؤرخ لفترة معينة من وجهه نظر اجتماعية، لأن مجرى الأحداث وتتابعها يبدأ من عام 2008 إلى 2011، ولكن يغلب عليها الأحداث الاجتماعية على نحو كبير.

«اللى ربه الفلوس واللى ربه الفن واللى ربه الطاغوت واللى ربه ربنا» جملة جاءت على لسان طارق لطفى.. فكيف تصنفها من وجهة نظرك؟

- هذه الجملة جاءت على لسان الإرهابى «رمزى» أثناء جلسة تحقيقى معه، وقد رأيت فى عينى طارق لطفى مدى تقمّصه للشخصية إبان التصوير، وهذا ما تحدثت عنه فى السابق حين قلت إن الفنان يدرس الشخصية كى ينغمس فى تفاصيلها، وهذا هو ما فعله فتحى عبدالوهاب فى مشاهده أيضاً، والحقيقة أن مسئولى الجهة المنتجة قالوا لنا نصاً: «عاوزين مباراة تمثيل»، وأتمنى أن نكون قد حققنا ما كانوا يصبون إليه.

هل تتوقع أن يثير مسلسلك غضب الإرهابيين مع تصاعد أحداثه؟

- «يضربوا دماغهم فى الحيط لو مش عاجبهم»، فهم أناس ليست لهم علاقة بالإنسانية أو الوطنية، نحن كفنانين لا نوجه ضرباتنا بالرصاص، ولكن نوجهها بالأفلام والمسلسلات، ومن يغضب فليناقشنا لأن «بلدنا مش هيتلوى دراعها».

ألا تخشى تلقيك تهديدات منهم وما إلى ذلك؟

- «تهديدات إيه؟ خليها على الله، لو فيهم راجل يطلع ويورينى جدعنته، ولا هما مبيقدروش غير على الستات وكبار السن والرضع؟ إيه يعنى هيعملوا إيه؟ هيموتونى؟ طب ما فى ناس أجدع مننا بتموت على الجبهة يومياً، فإذا موّتونى مش هيموت صوتى، وإحنا بنحارب بطريقتنا.

العمل بطولة جماعية، فكيف كانت كواليس التصوير؟

- إنها من أكثر الكواليس الممتعة بالنسبة لى، فعلاقتى بفتحى عبدالوهاب تعود لعام 1989، بينما صداقتى بطارق لطفى ترجع إلى أواخر1987، والأمر ذاته ينطبق على الفنان أحمد رزق الذى بدأت علاقتنا فى أوائل التسعينات من الأكاديمية أولاً، ثم مسرح الهواة، ودائماً كان بيننا نوع من الحميمية لأنهم رجالة مثلما نقول باللهجة الدارجة، ومتميزون فنياً، وكان الرهان الأساسى عند مسئولى شركة الإنتاج أنهم طلبوا نصاً «عايزين نعمل مبارة تمثيل»، وهذا ما تم تنفيذه خلال أحداث المسلسل.

تشهد أعمال البطولة الجماعية أحياناً خلافات فى ترتيب الأسماء على التتر.. فماذا عن «القاهرة كابول»؟

- بالعكس، لم يتحدث أحد عن هذا الأمر، وطارق وفتحى يترفعان عن تلك المسائل، وأنا أؤمن بأن الأفيش ملك للمنتج، وفى أصول الصنعة لا تجاملنى على حساب آخر يستحق أكثر منى، لأنى إذا كنت فى منطقة عالية، فسوف يحتل اسمى المقدمة، لأن هذا سيصب فى مصلحة الإنتاج قبل أن يكون من مصلحتى.

بما أن التصوير استغرق شهوراً عدة.. هل هذا ألزمك بشىء ما من حيث الشكل؟

- بالتأكيد، فأنا مثل أى فنان لا أحبذ فكرة المدّ فى التصوير، ولكن الظروف أجلت تصوير مسلسلنا لفترة طويلة ومتباعدة، ووقتها كنت بدأت فى فقدان وزنى بشكل ملحوظ، ولكن المخرج حسام على تحدث معى وأكد حتمية إعادة تصويرى لأحد المشاهد نظراً لفقدان وزنى بشكل ملحوظ عن مشاهد سابقة، فاضطررت لإيقاف الريجيم كى لا يتكرر الوضع فى أى مشاهد أخرى، ولكنى لا أعتبر ذلك من التضحيات، فكل هذا يضاف لحب الناس واحترامهم لنا.

ما الذى حمّسك للموافقة على مسلسل «اللى مالوش كبير»، رغم اعتيادك على عدم المشاركة بعملين فى موسم رمضانى واحد؟

- تفكيرى يتغير من عام لآخر وفقاً لتطورات الأوضاع، فإذا تحدثنا عن منصات العرض الإلكترونية مثلاً، سنجدها أصبحت محط اهتمام الجمهور وجعلت مسألة انتظارهم لممثليهم المفضلين من موسم لآخر صعبة، ومن هذا المنطلق قررت تغيير أفكارى بما يتلاءم مع الأوضاع الراهنة، لأننى حينما قررت ألا أقدم سوى مسلسل رمضانى واحد من بطولتى، ابتعدت عن دراما رمضان لمدة 3 أعوام كاملة، وكذلك الحال بالنسبة للسينما حينما جسدت شخصية جمال عبدالناصر ورفضت أى أدوار ثانوية حينها، فابتعدت عن الشاشة الفضية لمدة 5 أعوام، ولكن حينما قررت العودة حينها قدمت أفلاماً مهمة منها «الباشا تلميذ، أبوعلى، ظرف طارق».

معروف عنك تدخلك أحياناً للصلح بين أصحاب الخلافات.. ألم تحاول التدخل بين ياسمين عبدالعزيز وشقيقها «وائل» لإنهاء خلافهما؟

- من الصعب التدخل بين أخت وأخيها، وإذا افترضنا حدوث ذلك فلن أصرح، ولكن يُمكن أن أتدخل بين رجل وزوجته أو فنان وصديقه، ولكن أشقاء صعب، لأن التدخل هنا من الممكن أن يأتى بنتائج عكسية.

هل انزعجت من ترويج شقيق ياسمين عبدالعزيز لشائعة إصابتك بفيروس كورونا عبر حسابه بـ«فيسبوك»؟

- إذا كان يقصد تقديم معلومة فهو أخطأ، أما إذا قصد شىء آخر فأقول إن بعض الظن إثماً.

كيف تتعامل مع «اللى مالوش كبير» فى حياتك؟

- «بأكّله علقة محترمة وأصطاده»، أى شخص شايف نفسه زيادة عن اللازم فيجب أن أتشاجر معه، لأننى أشعر بأنه لا بد من وجود شخص يوقفه.

ما آخر مشاجرة دخلت فيها؟

- خرجت عن شعورى خلال أحد أيام تصوير «اللى مالوش كبير»، وذلك بعد أن فوجئت بتجمع أشخاص على الرجل المسئول عن الكاميرا داخل أحد مواقع التصوير، فانفعلت لأنه زميلى فى المقام الأول والكاميرا فى عهدته الشخصية، حيث تدخل «العوضى» وكثيرون من أجل تهدئتى.

ما رأيك فى اهتمام الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بإنتاج مسلسلات وطنية على شاكلة «الاختيار 2» و«هجمة مرتدة» و«القاهرة كابول»؟

- شىء عظيم، ويجب الفخر به، لأننا نملك بطولات وإنجازات يجب الانحناء لها احتراماً، سواء من الجنود التى تقوم بعمليات على الجبهة أو التى تخطط من أجل ذلك، فعلى المستوى الدبلوماسى هناك تطور كبير وملحوظ للغاية، وهناك احتياج مستمر بضخ الوطنية فى دماء الشباب والجيل الجديد.

هل تحدد موعد لعرض فيلمى «للإيجار» و«30 مارس» بالسينمات؟

- لم يتم تحديد موعد عرضهما حتى الوقت الحالى، ولكن من المتوقع أن يكون فى عيد الفطر المقبل، كما أنه لم يتم تحديد موعد لاستكمال تصوير فيلم «تماسيح النيل»، فهو توليفة كوميدية تجمع بين بيومى فؤاد، بدرية طلبة، ويزو، وكريم عفيفى، محمد ثروت، ومصطفى خاطر، ومن إخراج سامح عبدالعزيز.

هل ستكون أحد ضحايا رامز جلال هذا العام فى برنامجه «رامز عقله طار»؟

- لأ، ولكن سأتواجد فى برنامج مقالب آخر رغم عدم حبى للمقالب، فإننى وقعت ضحية لهذه البرامج 3 مرات فى حياتى، أولها «حيلهم بينهم»، و«رامز فى الشلال»، وثالث الذى سيُعرض فى رمضان الجارى، ولكن فى النهاية «دمهم خفيف».

كيف ترى الاتهامات التى تطارد رامز جلال بشأن استخفافه بالضيوف وتعريض حياتهم للخطر؟

- رامز جلال ناجح وأحبه على المستوى الشخصى، ووجوده أصبح شيئاً أساسياً فى رمضان، وأى شخص منزعج من وجوده عليه أن يذهب إلى المحكمة، ولكن يجب ألا يغضب عندما يُرفع ضده قضية تشهير.

علمنا من مصادرنا أنك بصدد تصوير مسلسل جديد من 7 حلقات.. فما تفاصيله؟

- بالفعل، أستعد لتصوير مسلسل بعنوان «الثمانية» مع آسر ياسين، وهو ينتمى إلى نوعية مسلسلات السبع حلقات، وتدور أحداثه عن العصابات الدولية وتجارة السلاح وتهريبه، وأشعر بحماس شديد حيال هذه التجربة المختلفة، وهى من تأليف المستشار ترك آل الشيخ، وإخراج أحمد مدحت.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل