المحتوى الرئيسى

الإفراج عن شريهان ... وصنعة عبد الرحيم كمال | رأي

04/14 16:48

الحكم بعد المشاهدة (1)

1. (زي البيت الوقف) تشبيه يستخدم في الموروث الشعبي للدلالة على الشئ فاقد القيمة، والذي لا يتمكن أصحابه من استخدامه أو الاستفادة منه، وهو الإسم الأصلي لمسلسل زينة الذي ظل يتردد طيلة الأشهر الماضية قبل أن يقرر صناع العمل تغيره إلى (كله بالحب) لا أدري يقينا سبب قيامهم بتلك الخطوة، لكن ظني أنه حدث هروبا من الاسقاطات والتفسيرات التي ستنال المسلسل وصاحبته، ومن المؤكد أن الأخيرة لم تكن لتفعل لو كانت تدري أن مسلسلها سيحمل من اسمه الجديد نصيب، وأن ما مارسته من تحكمات في مسار العمل، سواء بالتدخل في المونتاج، أو التفخيم من وضع اسمها على التتر على حساب الأبطال المشاركين الذين أعلنوا انسحابهم منه سيجعل من (كله بالحب) توصيفا لتصرفات وأفعال لا اسم لمسلسل تصدرت مشكلاته الترند ولم تلفت أحداث أولى حلقاته الأنظار إليه.

2. قبل بدء رمضان بأيام، تابعت بطلة إحدى الأعمال المعروضة خلال الشهر الفضيل في لقاء أجري معها للحديث عن مسلسلها الجديد، وفوجئت بها خلال الحوار تتفاخر أنها لا تشاهد مسلسلاتها بعد إذاعتها، ولا تتابع أيا من أعمال زملائها، ولعل دهشتي من تصريح تلك الفنانة كان سببه أن ما تقوله لا ينم عن أي رغبة للتطوير في الأداء، فالأصل أن يشاهد الفنان ويواكب حتى يتعلم من اخطائه واخطاء زملائه ويتعرف عن قرب على ذائقة الجمهور وما يفضلونه لكن دهشتي زالت بعدما شاهدتها تستخدم سلاح (التلقيح) على إحدى زميلاتها في العمل على صفحتها على الفيس بوك، وتوهم نفسها أن هناك من يحيك المؤامرات لإفشالها، وأن النجاح يأتي عنوة، و(بلوي) الدراع!

3. بالمناسبة ..لا يمكن أن تسمع عن تلك النوعية من المشاكل تصدر عن نجمات بحجم "حنان مطاوع" أو "ريهام عبد الغفور" مثلا ولا سيما أن الجمهور قد تابع بنفسه رحلة صعودهما على التتر وشاهد بنفسه مراسم وصولهما إلى محطة النجومية الحقيقية لا تلك النجومية الزائفة القادمة عن طريق تكرار كلمة (نجمة) على التتر، أو تكرار إذاعة المسلسل على عشر قنوات.

4. في رمضان الماضي أعلن الفنان "زكي فطين عبد الوهاب" عن إصابته بمرض السرطان، بعدها شارك جمهوره كل تفاصيل المرض الذي وصفه ب(الزغطة) التي لن يسمح لها بملازمته طويلا، وبعد مرور ستة أشهر أعلن زكي تعافيه، واليوم هو أحد أبطال مسلسل (بين السما والأرض) مقدما رسالة مهمة لكل من يعاني من هذا المرض اللعين، وفي رأيي أن رحلته المختلفة مع المرض وإصراره على الحياة لا بد أن تستغل دعائيا من قبل مستشفيات علاج السرطان لبث الأمل في الأرواح المنهكة، كما حدث مع الإعلامية لينا شاكر وهو تطور محمود لإعلانات التبرع، وبديل جيد لتصوير الفنانين والفنانات في زياراتهم للمرضى، فلا يوجد أصدق من الكلام الذي يخرج من رحم المعاناة.

5. حالة من السعادة عمت المنازل وشعور بالاشتياق عبر عنه كل من تابع عودة شريهان بإعلان دعائي تعود به للساحة بعد غياب دام أكثر من تسعة عشر عاما، ولعل تلك الحالة، وهذا الشعور يدفعان شركة العدل جروب للإفراج عن مسرحية (كوكو شانيل) التي لعبت شريهان بطولتها قبل ما يقرب من أربعة سنوات ولا تزال حبيسة الأدراج حتى الآن بدون سبب معروف!

6. يؤدي ياسر جلال الأبوة على الشاشة بشكل حقيقي، وقريب من القلب، ومن منطقة مختلفة تماما عن النموذج التقليدي الذي يقدم عادة على الشاشة، وفي العام الماضي قدم في مسلسل (الفتوة) نموذجا للأب الصديق، وهو نموذج لا يقدم كثيرا على الشاشة، لذلك لا تزال المشاهد التي جمعته بابنته (نورا) التي أدت دورها ليلى زاهر عالقا في أذهان الجمهور، وفي رأيي أن علاقته بابنته في مسلسل (ضل راجل) والتي اكتشف حملها سفاحا وتعرضها للإجهاض ستكون علامة فارقة في كيفية تعامل الأباء مع ابنائهم عند ارتكابهم أخطاء كبرى، قد لا يستوعبها الأهل في معظم الأحيان.

7. توفر المنصات الرقمية خاصية skip intro لتخطي مقدمة المسلسل، والدخول في أحداث الحلقة مباشرة، وبغض النظر عن كون تلك الخاصية سلاح ذو حدين، حيث يضيع مجهود صناع التتر هباء، لكن في النهاية كلمات الأغنية وصوت مطربها له تأثير كبير على ابقاء الجمهور على مشاهدتها في كل حلقة، وحتى الآن -ونحن لا نزال في الأيام الأولى من رمضان- دفعني صوت أصالة، وكلمات أمير طعيمة وألحان إيهاب عبد الواحد إلى الاستماع أكثر من مرة إلى مقدمة مسلسل (قصر النيل) بعنوان (ما بنقدرش)

8. وبمناسبة الحديث عن التترات، هناك تجاهل غريب لصوت عبقري اسمه (علي الألفي) بدأ مشواره الفني قبل أربعة عشر عاما، وغنى قبل ثمانية سنوات تتر مسلسل (آدم وجميلة) بشكل كان ينذر بميلاد قوي لصوت كبير، والحقيقة أن خطوات على الألفى واختياراته فيما بعد كلها تقدم دليلا على أن مشاعره ترفض أن تستقر داخل قلبه، فتزاحم نبرات صوته، لتصنع دراما من نوع خاص، كان من الممكن أن تقدم أفضل تمهيد للدراما التي يقدمها المسلسل.. خسارة كبيرة تجاهل هذا الصوت القوي.

9. طريقة التعريف بالشخصيات والتأسيس لها في (القاهرة كابول) هو الأفضل حتى الآن، وإدخال ذكرى النكسة، ورحيل أم كلثوم ضمن أحداث المسلسل بعذوبة صنعة لا يتقنها حاليا سوى عبد الرحيم كمال.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل