وزير النقل يكشف لـ«الشروق» تفاصيل مشروعات الربط بين مصر والسودان

تطوير ميناء وادى حلفا من خلال استشارى وشركات مصرية وطنية.. وسنقوم بتنفيذ مشروعات للسكك الحديدية بالسودان على مدى 3 سنوات.. واتفاق لتدريب عمال التشغيل والمهندسين السودانيين فى مصر

نأمل فى تسيير خط ملاحى مستقبلا بين الموانئ المصرية وميناء بورسودان أو سواكن

قال وزير النقل الفريق مهندس كامل الوزير إن هناك توجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسى لتلبية جميع مطالب الأشقاء بالسودان، مؤكدا أن الدولة السودانية سوف تستفيد من التجربة المصرية فى جميع القطاعات والمجالات، مشيرا إلى أن السودان عقب ثورة ديسمبر 2018 يتشابه فى ظروفه مع مصر عقب ثورة 30 يونيو 2013.

وأضاف الوزير فى تصريحات خاصة لـ «الشروق»، أمس أول على هامش زيارته إلى العاصمة السودانية «الخرطوم» التى استغرقت يومين: «سنعمل على دراسة أى مشروع فى مجال النقل للسودان وننفذه فورا، ولدينا تعليمات واضحة وصريحة من الرئيس السيسى بذلك، وسيتم هذا الجهد سواء عبر مشاركة من الأشقاء العرب أو بقرض مشترك من خلال بنوك دولية أو وكالات إقليمية مثل الصندوق الكويتى للتنمية.

وأشار إلى أنه فى ظل الشريان الرئيسى الذى يربط بين البلدين (نهر النيل) هناك أول وأقدم قطاع للنقل وهو النقل النهرى، وذلك من خلال «بحيرة ناصر» والتى تربط بين أسوان شمال خط الحدود الدولية ووداى حلفا جنوب خط الحدود الدولية وطولها حوالى 400 كيلو متر، ويعمل بها هيئة وادى النيل وهى هيئة «مصرية ــ سودانية» تأسست فى عهد الرئيسين الراحلين أنور السادات وجعفر نميرى ومختصة بنقل جميع البضائع المصرية إلى السودان والعكس أيضا، ومسئولة عن حركة الصادر والوارد بين البلدين، وعمالها 50% مصريين و50% سودانيين، ويتعاقب على رئاستها السودان ومصر كل 3 سنوات، وتعمل بها حوالى 22 عائمة سواء مركب نقل ركاب أو نقل بضائع.

وشدد الوزير أن مصر تعمل على رفع ودعم كفاءة تلك الهيئة وتطويرها بشكل مستمر، وإذا هناك تعثر فى السيولة المالية للهيئة تقوم مصر على الفور بدفع جميع رواتب العاملين السودانيين والمصريين معا.

وأشار وزير النقل إلى أن مصر تعمل على تطوير ميناء وادى حلفا والذى يُعد مشروعا ضخما للغاية، ويتم ذلك من خلال استشارى وشركات مصرية وطنية، وسيكون الاستثمار فيه عبر مستثمرين مصريين أو سودانيين، وإذا لم نجد مستثمرين سنعمل على تشغيله لاسيما أن حركة الشحن والتفريغ فى الميناء هامة وجاذبة للغاية.

وذكر أن مشروع رفع كفاءة وتطوير وادي حلفا، سيتم انتهاءه في عام واحد يبدأ من يوليو 2021 وينتهي في يوليو 2022.

وأوضح أن مصر قامت بإنشاء طرق تصل إلى أسوان وأبو سمبل وتوشكى وشرق العوينات إلى الموانئ البرية على خط الحدود الدولية سواء فى قسطل شرق النيل، وأشكيت أو أرقين غرب النيل، أو حتى من أبو سمبل وعبور بحيرة ناصر أو تحويلها من أبو سمبل والإبحار فى البحيرة حتى ميناء وادى حلفا، مؤكدا أنه تم رفع كفاءة تلك الطرق وذلك فى إطار تنفيذ الطريق الدولى العالمى «القاهرة ــ كيب تاون» والذى يقع جزء منه داخل الحدود المصرية حوالى 1155 كيلو مترا، ومثلهم داخل الأراضى السودانية، مشيرا إلى أن مصر خلال عامين ستكون انتهت من هذا الطريق حتى أرقين، ولدينا توجيه بتقديم الدعم للأشقاء بالسودان فى استكمال الطريق إلى داخل أراضيهم.

وأوضح الوزير أن هذه الطرق البرية يتواجد عليها منافذ حدودية وهم «قسطل، أرقين، وأشكيت» كما لدينا منفذ فى رأس حديربة على ساحل البحر الأحمر، وتم تطوير تلك المنافذ من الجانب المصرى، ويتبقى استكمال تطويرها من الجانب السودانى، ونحن مستعدون لتقديم الدعم لهم فى ذلك أيضا، لاسيما أن تلك المنافذ تشهد حركة تجارة كبيرة جدا.

وتابع: «سننفذ على الموانئ البرية مناطق لوجيستية خلال الفترة المقبلة حتى يكون فيها مخازن مجهزة ومهيئة لتخزين واستقبال البضائع المصرية العابرة إلى السودان، وأهمها الحيوانات الحية، واللحوم المذبوحة، والخضراوات، والفواكه من الجانبين، ومن ثم ستحتاج إلى مخازن مجهزة ومزودة بثلاجات وأجهزة حديثة لحفظها.

وأشار الوزير إلى أهمية النقل البحرى بين البلدين، لافتا إلى وجود ميناء حديث النشأة على البحر الأحمر فى برنيس يعتبر أقرب من ميناء سفاجا إلى السودان، كما لدينا موانئ كبرى أخرى نعمل على تطويرها حاليا فى العين السخنة ونأمل فى تسيير خط ملاحى مستقبلا ما بين الموانئ المصرية وميناء بورسودان أو سواكن على البحر الأحمر.

وحول التعاون فى مجال السكك الحديدية، قال الوزير: «مبدئيا سننشئ محطة تبادلية بين السكك الحديد المصرية والسودانية فى منطقة وادى حلفاس، موضحا أنه سيتم العمل على إنشاء خط سكة حديد طولها حوالى 400 كيلو متر، 350 كيلو داخل الحدود المصرية من أسوان وحتى أرقين، أو حتى الحدود الدولية إذا مررنا فى الشرق من ناحية قسطل، ثم 50 كيلو من الحدود الدولية ما بين مصر وبين السودان وحتى منطقة وادى حلفا.