المحتوى الرئيسى

السفير الفرنسي لـ«المصري اليوم»: مستعدون للمساهمة في حل أزمة سد النهضة (حوار) | المصري اليوم

04/13 17:59

أكد السفير الفرنسى لدى القاهرة، ستيفان روماتيه، أن فرنسا على استعداد تام للمساهمة في التوصل إلى حل تفاوضى بخصوص سد النهضة، وهو ما يجب أن يكون بإجماع الدول الثلاث «مصر والسودان وإثيوبيا»، مضيفا خلال حواره مع «المصرى اليوم» أن الاتصالات المستمرة بين الرئيسين عبدالفتاح السيسى وماكرون هي محادثات نافعة لصالح تطوير العلاقات الثنائية.

السفير الفرنسي بالقاهرة: نكتشف تاريخ العالم من الحضارة المصرية القديمة

السفير الفرنسي بالقاهرة يهدي هند صبري وسام الفنون والآداب من درجة ضابط (صور)

سفير فرنسا بالقاهرة يعيد فتح المكتبة الكبيرة بالمعهد الثقافي الفرنسي بعد إغلاقها عامين

وأشاد السفير الفرنسى بالإصلاح الاقتصادى في مصر، لافتا إلى أن مصر دولة ذات إمكانات اقتصادية هائلة، ما يجعل فرنسا تحشد شركاتها الكبرى من أجل الاستفادة من كل هذه الإمكانات الموجودة في مصر، لكونها في قلب منطقة تعد فيها الاحتياجات الاقتصادية هائلة، سواء تعلق الأمر بالشرق الأوسط أو القارة الإفريقية، وإلى نص الحوار:

المصري اليوم تحاور «ستيفان روماتيه» السفير الفرنسى لدى القاهرة

■ خلال اتصال هاتفى مؤخرا بين الرئيسين السيسى وماكرون، تم التطرق إلى سد النهضة.. هل تساند فرنسا الموقف المصرى في هذا الشأن؟

- أولا الرئيسان الفرنسى والمصرى يتحدثان بصورة منتظمة ويلتقيان أيضاً بصورة منتظمة. كان الرئيس المصرى في زيارة لفرنسا، ديسمبر الماضى، في إطار زيارة دولة، والرئيسان يتحدثان بصورة منتظمة حول المستجدات في المنطقة والملف الليبى والأمن في شرق المتوسط، وموضوع السد الإثيوبى، وكل الأزمات الإقليمية التي تعمل فرنسا ومصر بصددها معا، كل هذه الأمور تفسر استمرار الاتصالات بين الرئيسين. وهناك أيضاً جودة العلاقة الشخصية القائمة بين الرئيسين، والتى تفسر أيضاً هذه المحادثات النافعة لصالح تطوير العلاقات الثنائية. إذن تحدث الرئيسان هاتفيا مطولا، الأحد الماضى. وبالفعل تم التباحث بشأن موضوع السد. وموقف فرنسا بسيط للغاية.. نحن نرى أنه يتعين على الدول الثلاث أن يكون السد موضوعا للتعاون وليس للمواجهة بينها. إذن يجب السعى من أجل التوصل إلى حل تفاوضى. فقد تم في العام الماضى ملء المرحلة الأولى من السد، وأعلنت إثيوبيا عن الملء الثانى، وترى فرنسا- وهذا هو موقفها وموقف الاتحاد الأوروبى- أن هناك إمكانية لإجراء تفاوض يؤدى إلى نتائج لصالح الإثيوبيين والسودانيين والمصريين. وذكر الرئيس ماكرون للرئيس السيسى أن فرنسا مستعدة تماماً للمساهمة في التوصل إلى هذا الحل التفاوضى، والذى يتعين أن يحظى بإجماع بين الدول الثلاث.

■ وكيف ترون نجاح مصر في تعويم السفينة الجانحة في قناة السويس؟

- أولا تعلمون أن لدى فرنسا علاقة خاصة للغاية مع قناة السويس، بالنظر إلى تاريخ القناة وكونها كانت مشروعا قد تصوره فرديناند ديلسيبس بنظرة تنبؤية، وكانت فرنسا تشارك في فترة تاريخية أخرى في إدارة القناة. إذن ففرنسا لديها علاقة خاصة للغاية مع قناة السويس التي تمثل رابطا قويا للغاية بين فرنسا ومصر على مر التاريخ، وبالتالى، تابعنا بكثير من الاهتمام موضوع السفينة الجانحة، حيث كان هناك عدد كبير من السفن الفرنسية تأثرت بهذا الحادث. ولاحظنا أن مصر نجحت، اعتمادًا على وسائلها الخاصة في إعادة الأمور إلى نصابها خلال خمسة أيام فقط، بعد أن كان الوضع صعبا، وأود اليوم أن أثنى على فرق العمل المصرية وعلى هيئة قناة السويس بالنظر إلى هذا الإنجاز الكبير، وقد أعلمنا السلطات المصرية منذ عدة أيام بأن فرنسا كانت على استعداد للرد إيجابيا على أي طلب مساعدة من الجانب المصرى. واليوم نحن نعرب عن سعادتنا بعودة النشاط الملاحى بالقناة.

■ مصر أطلقت إصلاحا اقتصاديا كبيراً.. ترى ما تأثير ذلك على جذب الاستثمارات الفرنسية إلى مصر؟

- مصر دولة ذات إمكانات اقتصادية هائلة. وبالتالى يكمن التحدى، بالنسبة لفرنسا، في حشد الشركات الفرنسية من أجل الاستفادة من كل هذه الإمكانات الموجودة في مصر، من أجل تحقيق التنمية في مصر، ولكون مصر أيضا في قلب منطقة تعد فيها الاحتياجات الاقتصادية هائلة، سواء تعلق الأمر بالشرق الأوسط أو القارة الإفريقية. فهدفنا هو تطوير الاستثمارات الفرنسية والتواجد الاقتصادى الفرنسى في مصر، ونعتقد أن هذا التواجد يتعين أن يكون أقوى مما هو عليه الآن، وألاحظ أيضا أن صورة مصر تتغير كثيراً، وأن الشركات الفرنسية بدأت في الأخذ بالحسبان لكل هذه الإمكانات الهائلة الموجودة في مصر، وأن مصر باتت وجهة جاذبة، ما يتعين فعله الآن هو تحويل كل نوايا الشركات الفرنسية للقدوم إلى مصر إلى قرارات استثمارية ملموسة. نحن نعمل من أجل تحقيق ذلك، وعندما كان الرئيس السيسى في زيارته لفرنسا، التقى وزير الاقتصاد الفرنسى، الذي سيأتى إلى مصر خلال الأسابيع المقبلة، للعمل على زيادة تواجد الشركات الفرنسية في مصر وزيادة استثماراتها، وهو أمر جيد بالنسبة لفرنسا وكذلك بالنسبة لمصر.

■ بالنسبة لمسار العلاقات الاقتصادية في ظل تحديات كورونا.. كم تبلغ الاستثمارات الفرنسية في مصر؟.. وهل هناك مزيد من الاستثمارات المتوقعة؟

- الوضع المتعلق بالكوفيد جعل الأمور أكثر تعقيدا فيما يتعلق بالتطور الطبيعى لتبادل العلاقات، لأن السفر بات أكثر صعوبة، وأعتقد أنه في مجال التعاون الصحى القائم بيننا ومجال الاستثمارات الفرنسية في مصر عبر هذا القطاع، هناك إمكانات يتعين أن نبذل بصددها جهودا كبيرة في المستقبل.

■ وماذا عن الإصلاح السياسى وما تشهده مصر حاليا.. خاصة بعد زيادة تمثيل المرأة في البرلمان ونسبة تنوع الأحزاب السياسية؟

- التعليق على الشأن السياسى الداخلى يمثل دائما حساسية بالنسبة لسفير دولة أجنبية، وبالتالى لا يمكننى أن أعلق على الإصلاح السياسى في مصر. بيد أنكم أصبتم القول، فنحن نلاحظ بالفعل أن مصر باتت دولة صاحبة تعددية حزبية، وبالنظر للنسبة التي احتلتها المرأة، في ضوء الانتخابات الأخيرة، في البرلمان ومجلس الشيوخ الجديد، وبالنظر إلى النسبة التي باتت تمثلها بعض المجالات المهنية أو الانتماءات الدينية، الأقباط على سبيل المثال، في البرلمان. كل ذلك يبرز تعددية المجتمع المصرى وكلها أمور إيجابية للغاية.

■ هل هناك تنسيق بين مصر وفرنسا للتعاون في المجال الأمنى ومكافحة الإرهاب؟

- إنه سؤال مهم للغاية، لأسباب بسيطة هي: أننا نواجه عدوا مشتركاً، ألا وهو الإرهاب. لدينا إذن واجب أن نكافح سويا نفس هذا العدو المشترك، وبناء عليه، قمنا بتطوير تعاون في المجال الأمنى، وجعلنا من موضوع مكافحة الإرهاب محورا هاما للغاية بالنسبة لفرنسا ومصر.

■ وإلى أين وصل التنسيق بين الجانبين بخصوص الأزمة الليبية، خاصة بعد التغيرات السياسية مؤخرا على هذه الساحة؟

- مصر بالفعل معنية بالشأن الليبى بالنظر إلى القرب الجغرافى وهذه الحدود المشتركة وتلك الروابط القائمة منذ الأزل بين بلدين كل منها جار للآخر. وفرنسا أيضا معنية بليبيا لأن ليبيا تمثل الشاطئ الجنوبى للبحر المتوسط، وهى تعتبر حدودنا الجنوبية. وبالطبع فإن مصير ليبيا وأمنها واستقرارها السياسى وقدرتها على التعامل مع قضية الإرهاب والهجرة غير الشرعية. كل هذه الأمور تمثل رهانات رئيسية بالنسبة لأمن فرنسا وأمن مصر. وبالتالى فإن المسألة الليبية تشغل قلب الحوار السياسى الحالى بين فرنسا ومصر. وهذا الموضوع تم التباحث بشأنه مطولا أيضا خلال المحادثة الهاتفية بين الرئيسين. نحن نلاحظ أنه منذ تشكيل سلطة تنفيذية جديدة مع الرئيس المنفى ورئيس الوزراء الدبيبة، واللذين زارا مصر وفرنسا، هناك سياق جديد وبيئة جديدة إيجابية. والعمل الذي ننجزه حاليا بين مصر وفرنسا هو السعى على تحويل هذه البيئة الإيجابية وهذه العناصر المواتية إلى تحول حقيقى في ليبيا يتعين أن يفضى، بنهاية العام، إلى انتخابات وإلى توحيد المؤسسات الليبية، وإعادة إطلاق الاقتصاد الليبى كى يتمكن الليبيون أخيرا من استعادة درب التنمية الاقتصادية.

■ نجحت مصر في ملف الهجرة غير الشرعية، فهل هناك تنسيق بين فرنسا ومصر في هذا المجال؟

- مسألة الهجرة تشغل قلب الحوار السياسى، ليس فقط بين فرنسا ومصر، بل وأيضا بين الاتحاد الأوروبى ومصر. تعد مصر شريكا للأوروبيين في هذا الملف. وإذن ينبغى أن نواصل معا العمل مع السلطات المصرية من أجل تنظيم موضوع الهجرة والسيطرة عليها. ومن وجهة النظر هذه، تعد مصر شريكا رئيسيا لفرنسا ولأوروبا.

■ وماذا عن العلاقات العسكرية بين الجانبين..هل هناك مزيد من التعاون أو الزيارات المتبادلة على المستويين السياسى والاقتصادى في ظل تحديات كورونا؟

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل