المحتوى الرئيسى

يسرا لـ«الشروق»: الدراما الاجتماعية محتفظة بمكانتها وقادرة على المنافسة طوال الوقت

04/13 19:36

* «حرب أهلية» يرصد العلاقات الحقيقية والمزيفة داخل العائلة الواحدة.. ولا مقارنة مع «خيانة عهد»

* قضية التجميل ليست محورية فى الأحداث ولا ندخل فى تفاصيلها.. والأسرة هى الأساس

* هناك تاريخ من الثقة بينى وبين جمهورى يتجاوز حدود السوشيال ميديا.. وليس هناك أسهل من صناعة «التريند»

* لم يعد لدينا مؤلف بقيمة وحيد حامد.. وعندما أجد كاتبا جيدا «أمسك فيه بإيدى وسنانى»

* المرأة الصعيدية واحدة من أهم الشخصيات التى يمكن تقديمها على الشاشة.. وأنتظر سيناريو غير تقليدى أخوض به هذه التجربة

* إصابتى بكورونا كانت صعبة.. وعندما فقدت القدرة على التنفس والنهوض من السرير شعرت أننى لن أنجو منها

* رد فعل العالم على تنظيم حفل نقل المومياوات الملكية جعلنا نفتخر أكثر بمصريتنا.. ومحظوظة أننى قدمت «المهاجر» مع يوسف شاهين

على مدار سنوات، استطاعت الفنانة يسرا أن تثبت قدرة الدراما الاجتماعية على المنافسة فى موسم دراما رمضان، رغم تعدد وتنوع الأنماط، بين الأكشن والكوميديا وغيرها، ورغم أن المسلسل الاجتماعى عادة يكون جمهوره وقاعدته الأساسية من الأعمار الأكبر سنا للأمهات والآباء والأجداد، إلا أن هذه القاعدة كسرت فى رمضان الماضى من خلال مسلسل «خيانة عهد» الذى تصدر التريند بعد حادث مقتل الابن فى الحلقة 14، ليجذب لمتابعته كثيرا من الشباب.

«الشروق» التقت الفنانة يسرا، لتتحدث معها عن مسلسل «حرب أهلية» التى تنافس به فى رمضان الحالى، وتسألها عن سر تمسكها بالدراما الاجتماعية، كما تتحدث أيضا عن فترة إصابتها بفيروس كورونا، ومشاركتها فى حفل المومياوات الملكية.

تقول يسرا: اسم «حرب أهلية» يشير إلى الصراعات داخل العائلة الواحدة، فدائما كل إنسان، يكون لديه أشخاص مقربون داخل أسرته يحبهم ويصدقهم أكثر من غيرهم، وفى المقابل يوجد آخرون ننخدع فيهم قبل أن نكتشف حقيقتهم.

وفى هذا المسلسل أقدم شخصية «مريم»، طبيبة، وصاحبة مستشفى تجميل، قوية وتعتمد على نفسها، تتخذ قرارات خاطئة، لكنها تدفع ثمنها أولا بأول، ورغم أنها تعرف وتعترف بأنها تخطئ، لكنها تفعل ذلك لاحتياجها كإنسانة إلى معانٍ وأشياء معينة فى الحياة.

وقد يعتقد المشاهد مع الحلقات الأولى أننى أقدم شخصية تقليدية، لكن مع تصاعد الأحداث سيكتشف أن الشخصية مختلفة جدا وغير عادية، فـ«مريم» امرأة مطلقة، كما أن لديها ابنة تجسدها ببراعة جميلة عوض، ويكون هناك خلاف بينهما لا حدود له، وبالتالى تنشأ مواجهات بينهما، كما تحدث أيضا مواجهات بين معظم شخصيات المسلسل؛ باسل خياط، الذى يقدم شخصية مختلفة تماما عن كل ما قدمه من قبل، وكذلك أروى جودة، ومايان السيد، وعمرو صلاح.

ويمكن اختصار «حرب أهلية» بأنه عمل يتتبع رحلة مجموعة من الشخصيات، كيف يعيشون معا، ويكشف من منهم يتحمل الآخر، ومن لا يتحمل، كل هذه المشاعر، تظهر للمشاهد مع تصاعد الأحداث، والحقيقة أن ما يميز السيناريو الذى كتبه أحمد عادل، أن المشاهد بعد أن ينتهى من كل حلقة، لن يستطيع توقع أحداث الحلقة المقبلة.

> «إحنا مش واطيين إحنا بنربى الواطى» جملة لافتة جاءت على لسانك فى البرومو.. هل أصبح الانتقام تيمة لمسلسلات يسرا؟

ــ ضحكت قائلة: هذه الجملة تقال عندما تكتشف «مريم» أن حولها شخصيات لم تكن تتصور أنهم بهذا القدر من الخسة والدناءة، ولذلك تقرر البدء فى تربيتهم من جديد.

> ولكن قد يرى البعض تشابها بين «حرب أهلية» و«خيانة عهد» خاصة أن المسلسلين يتناولان قضية الخلافات داخل الأسرة الواحدة؟

ــ تناول المسلسلان لموضوعات عن الأسرة ليس معناه أنهما متشابهان، فهذه المساحة مليئة بالحكايات التى يمكن تناولها فى عشرات المسلسلات، فالعائلة دائما هى الأساس، ويمكن اعتبارها أيضا صورة مصغرة للمجتمع، من خلالها تستطيع أن ترى الحياة بحلوها ومرها، ونتناول العلاقات الحقيقية والمزيفة، وداخل العائلة الواحدة يوجد شخصيات لا تعرف بعضها، وهناك عائلات تتصور أنها الأسعد فى الدنيا، ولكن تكتشف فجأة أنها مفككة.

وبالمناسبة، فى مسلسل «خيانة عهد» كان لابد للأم أن تنتقم لابنها ولنفسها، ولا أحد يستطيع أن يطالبها بغير ذلك، خاصة أن الخيانة حصلت من أشقائها بهذه الطريقة البشعة، لكن فى «حرب أهلية» الأمر مختلف تماما.

> إلى أى مدى المسلسل الاجتماعى قادر على المنافسة والصمود أمام المسلسلات ذات الخلطة الشعبية والأكشن والكوميديا؟

ــ الدراما الاجتماعية ستظل قادرة على المنافسة طوال الوقت عندما تقدم باحترافية ومصداقية، لأنها تمس المشاهد وتناقش لحظة إنسانية بحتة، ولذلك كل من يشاهدها يشعر بها ويتأثر، بدليل أن مسلسل «خيانة عهد» فى رمضان الماضى، بعد حادث مقتل الابن فى الحلقة 14، تصدر التريند ومحركات البحث لمدة 48 ساعة، وتعلق الجمهور به إلى نهاية رمضان، ليس لشىء إلا لأن القضية التى يتناولها المسلسل لمست المشاهد وأثرت فيه.

والدراما الاجتماعية ستظل محتفظة بمكانتها خاصة فى موسم رمضان، لأن هذا الشهر تتجمع فيه العائلة، يعيشون فترات أطول معا ويشاهدون المسلسلات معا، ويجدون فى الدراما الاجتماعية أنفسهم بإيجابياتهم وسلبياتهم.

> تكرار التعاون مع مؤلفين شباب لعدد من المسلسلات المتتالية.. هل يعنى ذلك أنك وجدتى نفسك مع هذا الجيل؟

ــ الحقيقة أننى طوال الوقت حريصة على أن أجدد نفسى، وأتعامل مع أجيال مختلفة فى التمثيل والإخراج، إلى جانب الكتابة، وقناعتى الدائمة أن الفنان عندما يتعامل مع أجيال مختلفة ليست فى مرحلته العمرية، طريقة تفكيره تختلف، فمثلا المؤلف الشاب قد يرانى فيما يكتبه بعين مختلفة، ويقدمنى بشكل جديد عن المعتاد ومن زاوية أخرى غير التى أراها، وأنا أحب أن أرى نفسى مختلفة ومتجددة دائما.

> هل ظهور كثير من المؤلفين الشباب فى سوق الدراما يعنى أن أزمة الكتابة انتهت؟

ــ لا يزال هناك أزمة فى الكتابة يعانى منها الجميع، لدرجة أنك لن تجد حاليا مؤلفا بقيمة الكبير وحيد حامد رحمه الله، ولذلك عندما أجد كاتبا جيدا مثل أحمد عادل «أمسك فيه بإيدى وسنانى»، وأعتقد أن هناك مؤلفين شبابا جيدون، ولكنهم مع الوقت سيكتسبون مزيدا من الخبرة، لأننا أصبحنا نفتقد كلمة «السيناريو جاهز» قبل أن نبدأ التصوير، كما كان يحدث من قبل، فمسلسلات «شربات لوز» و«خاص جدا» و«نكدب لو قلنا مبنحبش» و«لقاء على الهوا» و«أين قلبى» جميعها كنت أبدأ التصوير وفى يدى 30 حلقة مكتوبة، لكن هذا لم يعد يحدث الآن، وأتمنى أن نتجاوز ذلك فى المواسم القادمة، ونعود للطبيعى وما كانت عليه الصناعة من قبل.

> تقدمين فى الأحداث شخصية طبيبة تجميل.. كيف تتناولين هذه القضية؟

ــ رغم أننى أقدم شخصية طبيبة مكافحة أسست مستشفى كبيرا بمجهودها، لكن قضية التجميل ليست محورية فى الأحداث، وليست الموضوع الرئيسى فى المسلسل، ومن البداية اتفقنا على عدم الدخول فى تفاصيلها، لأن العمل كما أشرت سابقا لا يستهدف موضوع التجميل، ولكن يتناول الأسرة وما يحدث فيها من صراعات.

> تطورت علاقتك بالسوشيال ميديا مؤخرا عبر صفحات رسمية.. إلى أى مدى انعكس ذلك على علاقتك بالجمهور؟

ــ جمهورى موجود على أرض الواقع فى الشارع والبيوت، وليس فقط على السوشيال ميديا، وهناك تاريخ من الثقة بينى وبينه تتجاوز حدود هذا العالم الافتراضى، ومن خلال هذه العلاقة أصبح هذا الجمهور يعرف ويتوقع طبيعة ومستوى المنتج والمحتوى الذى أقدمه كل عام فى رمضان، والحمد لله أن هذه الثقة لا تهتز، حتى أننى عندما أتعرض فى أى يوم لظلم، أجد على الفور بين جمهورى من يدافع عنى.

> ما هى حدودك فى التعامل مع السوشيال ميديا؟

ــ السوشيال ميديا مفروضة علينا، أصبحت جزءا من حياتنا، وستظل موجودة، وبالتالى فأنا أتعامل معها، ولكنى أفعل ذلك بحدود وتحفظ شديدين، فلا أسمح لها باستغلالى، كما أننى أيضا لا أستغلها فى خداع الجمهور، لأحصل على «لايك وشير». فالصعود لما يسمى «التريند» سهل جدا، ولكن هناك سؤالا يجب أن نوجهه لأنفسنا دائما: ما هى الفائدة التى عادت علينا أو المجتمع من هذا التريند؟

للأسف السوشيال ميديا، أصبحت تصنع نجوما مزيفين فى حياتنا، ليس لهم رصيد، كما أننى أراها بشكل عام سلاحا ذا حدين، كما تصعد بالإنسان لسابع سما، فى لحظة تنزل به سابع أرض، ولذلك لا أعتبرها مؤشرا حقيقيا للحكم على أى شىء، سواء إيجابا أو سلبا.

> كثير من النجمات صعدن للقمة فى رمضان لكنهن لم يملكن القدرة على الاستمرار فى مواسم تالية.. هل هناك سر لاستمرار يسرا؟

ــ لأننى أحرص على اختيار موضوعات تهم الجمهور، ويرى نفسه وبيته فيها، فأبدا لا نبحث عن منتج استهلاكى، يغازل الجمهور ليصعد إلى التريند ليوم أو أكثر ثم ينساه المشاهد، ولكن أقدم رسائل مجتمعية تستهدف تغيير القوانين والمشاعر والعادات السيئة، ولذلك إذا تم العودة للموضوعات التى تناولتها على مدار تاريخى، ستجدنى ناقشت معظم القضايا التى تشغل المجتمع. ورغم أن البعض يتعامل مع المسلسلات الاجتماعية أنها تعطى نصائح، ويستسهل مشاهدة الكوميديا والأكشن، لكن الأسرة فى النهاية تنتصر للدراما الاجتماعية.

والحمد لله، أننى الآن وبعد مرور كل هذه السنوات لا يزال الجمهور يشاهد مسلسلاتى السابقة، ويعتبر «أين قلبى» من كلاسيكيات الدراما، وكذلك «فوق مستوى الشبهات» وغيرها من المسلسلات، وهذا يزيدنى فخرا وشرفا.

> كيف مرت عليك تجربة الإصابة بالكورونا والعزل؟

ــ كانت فترة صعبة جدا، أتمنى ألا يكتبها الله على أحد ويحفظنا جميعا ويخلصنا من هذا الوباء، ولأننى فقدت كثيرا من الأصدقاء بسبب كورونا، شعرت أننى لن أنجو منها، فالكثير لا يعلم أننى لمدة شهر ونصف لم أكن أستطيع النهوض من السرير، ولم أكن قادرة على التنفس، ولكن رغم كل ذلك كان خوفى الأكبر على زوجى لأنه أصيب فى التوقيت نفسه، والحمد لله أن كتب الله لنا الشفاء، فنحن نعيش فى نعم لا حصر لها، ولا نشعر بها، إلا عندما نفتقدها أو نحرم منها.

> أشاد العالم بحفل نقل المومياوات الملكية.. فكيف نظرت له باعتبارك جزءا منه؟

ــ فخورة جدا أننى كنت جزءا من هذا الحدث العظيم، وعندما أقرأ تعليقات الأجانب، أفتخر أكثر بأننى مصرية، فهذا الحفل كان سببا رئيسيا أن يغير العالم نظرته لمصر وصورتها، التى سعى الكثيرون لتشويهها خلال السنوات الماضية، لكن الحمد لله أن جميع شعوب العالم حاليا تتمنى أن تزور مصر.

ولا أعتقد أنها مبالغة، إذا قلت بأن هذا الحفل حقق دعاية للسياحة والحضارة المصرية، لن أقول بمليار دولار، ولكنى سأقول إنها لا تقدر بثمن، فالله أعطى مصر من الكنوز الكثير، وكان هناك عتاب يوجه لنا دائما، أننا لا نشعر بذلك، أو لا نستغله بالشكل الأمثل، لكن هذا الحفل أكد قدرتنا على صناعة الأحداث العالمية، عندما تتاح لنا الفرصة، فالبعض للأسف لم يكن يصدق أننا كمصريين استطعنا أن ننظم حدثا عالميا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، والحقيقة أن هذه نظرة ظالمة، لأننا طوال الوقت لدينا الكفاءات والقدرة، ولكن كانت المشكلة فى عدم قدرتنا على تسويق أنفسنا أمام العالم، لكن عندما يكون الشخص المناسب فى المكان المناسب، وتتوفر الإمكانات والبيئة المناسبة نبهر العالم، كما حدث فى حفل المومياوات، الذى كانت صعوبته فى أنه على الهواء مباشرة، حتى إن المصداقية وصلت لدرجة أن يكتب على المشاهد البسيطة المسجلة أنها مسجلة.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل