المحتوى الرئيسى

تحويل السيارات للعمل بـ«الغاز الطبيعي».. مشروع عملاق يرعاه الرئيس السيسي

04/13 04:52

يوسف: الأداء يتطور بعد التحويل وزيادة كفاءة المحرك  بنسبة 10% والغاز الطبيعى رقمه الأوكتينى أعلى من البنزين

الخبراء: شائعات «طيور الظلام» بتعطل المحرك بعد استخدام الغاز الطبيعى ليس لها أساس من الصحة

عبدالنبى النديم ـ عواد شكشك

تكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسى لوزارات الحكومة المختلفة المشتركة فى تنفيذ المبادرة الرئاسية لإحلال المركبات المتقادمة، وتحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعى، ودعمه الكامل لها أعطت عملية تحويل السيارات التى تعمل بالوقود الأحفورى «البنزين والسولار» إلى العمل بالغاز الطبيعى، زخماً كبيراً للمشروع القومى.

وساهم ذلك في الإسراع بوتيرة تنفيذها فى ظل الدعم والمتابعة من الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء لمجريات تنفيذ المبادرة، والمتابعة شبه اليومية من المهندس طارق الملا وزير البترول، فبالتوازى مع تنفيذ المبادرة الرئاسية تقوم وزارة البترول بتنفيذ خطة عملاقة، بمضاعفة عدد محطات تموين الغاز الطبيعى إلى ألف محطة على مستوى محافظات الجمهورية خلال عام، بدلاً من نحو 250 محطة كانت مقررة عند إطلاق المبادرة، كما أطلق وزير البترول أول محطة متنقلة لتموين السيارات بالغاز الطبيعى، والتى تقوم بتمويل السيارات بالغاز الطبيعى على الطرق والمحاور الرئيسية، والدفع بنحو عشر وحدات أخرى للتموين تباعًا؛ بما يُسهم فى تلبية احتياجات مستخدمى هذه الخدمة من المواطنين والتيسير عليهم وطمأنتهم بتوافر الخدمة فى أى مكان على مستوى الجمهورية.

اقرأ أيضا| قافلة أبواب الخير بـ«صندوق تحيا مصر» تطرق أبواب الأقصر

ومع إطلاق المبادرة الرئاسية لتحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعى، انتشرت بعض الشائعات التى تطلقها طيور الظلام، من الجماعات التى تريد الخير لمصر، لتعطيل دوران عجلة الانتاج والتقدم، والتى تتدعى أن الغاز الطبيعى يؤثر على محرك السيارات التى تم تحويلها، وإن الغاز الطبيعى له أضرار عند استخدامه على قوة المحرك، منها تآكل أسطوانات المحرك والصمامات، وذلك بسبب ارتفاع نسبة الكبريت الناتجة عن احتراق الغاز مقارنة بالبنزين والسولار، كما أن قدرة المحرك على السحب تقل عند استخدام الغاز الطبيعي بسبب انخفاض مستويات الكربون الملينة لأجزاء المحرك، بالإضافة إلى ثقل أسطوانة الغاز التي تصل إلى 100كجم عند ملئها، ما يؤدى إلى مزيد من الضغط على المحرك وبذلك يقل عمره الافتراضى.

وبدأ مشروع استخدام الغاز الطبيعي كوقود بديل في السيارات والمركبات منذ منتصف التسعينيات، حيث قامت وزارة البترول بتأسيس شركتين تابعتين للوزارة هما «غازتك وکارجاس» لإنشاء محطات التموين بالغاز الطبيعى وتحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعى، وقامت الوزارة بجهود كبيرة لدعم هذا المشروع لتشجيع المواطنين على تحويل سياراتهم للعمل بالغاز الطبيعى، وبعد النجاح الكبير الذى حققته وزارة البترول في اكتشافات الغاز الأخيرة مثل حقل ظهر وتطوير تسهيلات إنتاجها فى وقت قياسى، وتحقيق الاكتفاء الذاتى من الغاز الطبيعى، فإن استخدام 

الغاز الطبيعى فى السيارات والمركبات أصبح أمامه فرص كبيرة للتوسع والإنتشار في مصر فى الفترة القادمة.

«الأخبار المسائى» استطلعت آراء المسئولين والمتخصصين والخبراء عن عملية تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعى، للوقوف على أهمية المشروع والتأكد من أن هذه الشائعات مغرضة، هدفها تشويه المشروعات القومية التى تقوم الدولة بتنفيذها.

فى البداية يقول المهندس ناصر آمين رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة كارجاس، إن كل الشركات العالمية إتجهت إلى تصنيع السيارات التى تعمل بالغاز الطبيعى، وإدراج التعديل الهندسى للأسطوانة فى مكان بعيد عن حقيبة السيارة، مثل شركات مرسيدس وفولفو وتويوتا.. وغيرها من السيارات، والتى تعمل بالوقود المزدوج «غاز طبيعى وبنزين» أو «كهرباء وبنزين» لأن معظم دول العالم تبحث عن الوقود صديق البيئة، مثل الغاز والكهرباء، وفى خلال السنوات القليلة القادمة سيتوقف إنتاج السيارات التى تعمل بالبنزين والسولار.

ويضيف أمين أن الأدوات والأجهزة وقطع الغيار المستخدمة فى تعديل السيارات للعمل بالغاز الطبيعى، هى نفسها الأدوات والأجهزة التى يتم تركيبها فى السيارات التى يتم تصنيعها حديثا، فالإتجاة إلى استخدام الغاز الطبيعى عالمى، وتم عمل قوانين فى معظم دول العالم لاستخدام الوقود صديق البيئة، حفاظاً على صحة مواطنيها، وبعض دول العالم تجبر أصحاب السيارات على استخدام الغاز الطبيعى، رغم عدم توافر الغاز بها وتقوم باستيراده، فكيف بنا ونحن نقوم بإنتاج الغاز بوفرة، وسعره أقل من سعر البنزين.

وأكد المهندس ناصر أمين أن الشائعات التى تقول إن الغاز يؤثر على محرك السيارة ليس لها أى أساس من الصحة، فإذا كان هناك تأثير على المحرك فكيف للشركات العملاقة فى تصنيع السيارات تقوم بإنتاج سيارة تعمل بالغاز الطبيعى، فهل تخاطر هذه الشركات العالمية بسمعتها وتصنع سيارة تعمل بوقود يؤثر على محركها، فمعظم هذه الشركات تقوم بتصنيع السيارة التى تستخدم الوقود المزدوج، فالغاز الطبيعى لا يغيير فى ميكانيكا السيارة، ولكنى أضع فى السيارة وقود احتياطى، كما أن أسطوانة الغاز تم تأمينها بشكل كامل، فهى أمن جزء بالسيارة، ومصنعة بطريقة عالية جداً.

وأكد أمين أن المهندس طارق الملا وزير البترول يتابع عن قرب تنفيذ المبادرة الرئاسية لتحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعى، بشكل شبه يومى، ويقوم بإزالة أى معوقات يمكن أن تعطل من تنفيذ المبادرة، مع وضع حوافز لأصحاب السيارات للعمل بالغاز الطبيعى، ويؤكد دائماً على اقتصادية الغاز الطبيعى المستخدم للسيارات، بانخفاض سعره عن البنزين، وأن شبهات الإضرار بالمحرك شائعات مغرضة هدفها تعطيل المشروع.

وصرح المهندس عبدالفتاح فرحات رئيس مجلس إدارة شركة غازتك أن منظومة تشغيل الغاز الطبيعى آمنة جداً، فأسطوانة الغاز التى يتم تركيبها بالسيارة مزودة بنظام غلق أوتوماتيكى مهمته غلق الأسطوانة لمنع تسرب الغاز، كما أن الأسطوانة مصنوعة من سبيكة من الصلب المخصوص لتحمل الضغط العالى للغاز الطبيعى الموجود ‏داخلها، كما أن مواسير الغاز والوصلات الخاصة تصنع من الصلب الخالى من اللحامات والذي يرفع من درجة تحملها للضغوط المرتفعة وعدم وجود فرصة لتسريب الغاز من خلالها، وماسورة الغاز يتم تغطيتها بغطاء بلاستيكي لمنع تراكم شحنات الكهرباء الإستاتيكية، كما أن صمام الغاز يقوم بمنع أى تدفق للغاز حال إيقاف المحرك أو تعطل السيارة، ومفتاح التحويل ووحدة التحكم بالسيارة يتم من خلالهما تحويل تشغيل السيارة من غاز إلى بنزين أتوماتيكياً حال حدوث نفاذ للغاز الأمر الذى يحول دون التوقف المفاجئ للمحرك والذى قد يسبب خلل فى السيارة أثناء القيادة (نظام الحقن المتزامن)، كما أن صمام الشحن يحتوى على صمام عدم رجوع لتأمين عملية تموين السيارة بالغاز بالمحطات وعدم حدوث تسرب منه عند الانتهاء من عملية التموين، وخراطيم التهوية تضمن إزاحة أى غاز متسرب من توصيلات الغاز جهة الأسطوانة إلى خارج السيارة وعدم السماح بتراكمه داخل شنطة السيارة.

وأضاف فرحات أن صمام الأسطوانة أيضاً يسمح بتصريف الضغط الزائد سواء كان بسبب ارتفاع درجة الحرارة المحيطة بجسم الأسطوانة أو لارتفاع ضغط الغاز داخل الأسطوانة، وعند تدفق الغاز خارج الأسطوانة بكميات كبيرة نتيجة كسر فى ماسورة الغاز يغلق أوتوماتيكياً، كما أن خزان الغاز «الأسطوانة» مصممة وفقاً للمواصفات والمعايير الدولية، حيث يتم تصنيع الأسطوانة وفقاً لمعايير أمان عالية وتحت إشراف جهات تفتيش دولية فضلاً عن اجتيازها العديد من الاختبارات أثناء مراحل الإنتاج لضمان سلامتها بالسيارات وقدرتها على تحمل درجات الحرارة المرتفعة والصدمات التي قد تتعرض لها السيارة أثناء سيرها على الطرق، وتخضع أسطوانات الغاز لاختبارات فحص دورية لإعادة صلاحيتها كل ثلاث سنوات من خلال مركز الاختبار المعتمد بشركة غازتك حيث يتم تعريضها لضغط مرتفع يعادل مرة ونصف ضغط التشغيل وفحص بأجهزة الموجات الصوتية للتأكد من سلامتها خلال فترة خدمتها بالسيارة.

وأكد المهندس عبدالفتاح فرحات أن المشروع القومى للتوسع فى استخدام الغاز الطبيعى كوقود للسيارات، يلقى رعاية وإهتمام كبير من القيادة السياسية للبلاد، ويتابعه عن قرب المهندس طارق الملا وزير البترول، وقد توافرت لهذا المشروع جميع عوامل النجاح وفى مقدمتها الدعم الكامل من الرئيس عبدالفتاح السيسى لإطلاق مبادرة رئاسية لإحلال وتحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعى، وتحفيز المواطنين على الاستفادة من فارق السعر بين الغاز الطبيعى والبنزين والسولار حيث تصل تكلفة الغاز إلى 50 من تكلفة لتر البنزين، فضلاً عن توافر موارد الغاز الطبيعى لتلبية احتياجات الاستهلاك المحلى، وأنه خلال الثلاث سنوات القادمة سيكون هناك قرابة مليون سيارة تعمل بالغاز الطبيعى كوقود، الأمر الذى يؤدى إلى تخفيف الضغط على استهلاك الوقود التقليدى من البنزين والسولار الذى يتم استيراد كميات كبيرة من الخارج، بالإضافة إلى استخدام الغاز الطبيعى كوقود نظيف منخفض التكلفة. 

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل