المحتوى الرئيسى

مصر والسودان.. تنسيق عال تجاه سد النهضة والموقف الأمريكي «متذبذب»

04/13 03:47

كررت السلطات السودانية موقفها الثابت من سد النهضة، وتمسكها بإقرار اتفاق ملزم بين الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا) حول هذا الملف الشائك والعالق منذ سنوات، معتبرة أن العرض الإثيوبي حول تبادل المعلومات بشأن الملء الثانى مريب.

وأكد وزير الري السوداني، ياسر عباس، أن بلاده لم تغير موقفها لكن تهرب إثيوبيا من الاتفاق القانونى يضع السودان في خطر كبير.

كما شدد على أن جميع الخيارات الدبلوماسية القانونية مفتوحة أمام الخرطوم، فيما يخص أزمة السد بما فيها اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي.

اقرأ أيضا| تعليق ناري من أحمد موسى على بيان الخارجية الإثيوبية

وقال في مقابلة مع صحيفة «الشرق الأوسط»، أستبعد حصول عمل عسكري، فليست هناك حروب على أحواض المياه فى كل العالم.

إلى ذلك، أكد أن الوصول إلى اتفاق قبل الملء الثانى فى يوليو المقبل ممكن إذا توافرت الإرادة السياسية لدى أديس أبابا.

واعتبر أن عرض أديس أبابا تبادل المعلومات حول السد مع الخرطوم والقاهرة انتقائى ومريب واستمرار لمحاولات شراء الوقت وفرض سياسة الأمر الواقع. فيما شرح الناطق الإقليمى باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ساميويل وربيرغ، تفاصيل وأبعاد الموقف الأمريكى إزاء ملف أزمة سد النهضة، بعد المشاورات المختلفة التى أجرتها واشنطن خلال الأسبوع الماضى تحديداً مع الأطراف المختلفة، والتى سبقتها مراجعة إدارة الرئيس بايدن للملف بشكل عام، موضحاً أن «طاولة المفاوضات هى الحل الوحيد للأزمة».

وقال وربيرغ فى حديث مع موقع «سكاى نيوز عربية»، إن بلاده «تواصل دعم أى جهود للتعاون بينها وبين الأطراف الثلاثة (مصر والسودان وإثيوبيا)»، مشيراً إلى أن الوفد الأمريكى عال المستوى الذى زار المنطقة الأسبوع الماضي، والذى تكون من المبعوث الخاص الأمريكى للسودان ومسؤولين أمريكيين آخرين من بينهم مسؤولين من مكتب الشرق الأدنى».

وتابع: «كون هذا الوفد من ممثلين على مستوى عالٍ ومن مكاتب مختلفة، فإن ذلك يدل على أن هناك تركيزاً كبيراً من الولايات المتحدة لدعم أى جهود تعاونية.. ولابد من الإشارة هنا إلى الدور الذى لعبه الاتحاد الأوروبي؛ باعتباره كان مع الوفد فى كل محطات هذه الزيارة للمنطقة، والتى تضمنت القاهرة والخرطوم وأديس أبابا، وأيضاً كينشاسا؛ لأن الرئاسة الكونغولية للاتحاد الأفريقى لعبت دوراً مهماً أيضاً».

ورداً على سؤال حول تأخر الإعلان عن موقف الإدارة الأمريكية الجديدة بعد مراجعة الملف، قال المتحدث: «ليس هناك أى تأخر.. نعرف أن هذه الإدارة جديدة، وأية إدارة أمريكية ستأخذ وقتاً لتقوم ببحث ودراسة أى ملف مهم، وليس هناك ملفات كثيرة فى المنطقة أهم من مياه النيل؛ فمياه النيل مهمة جداً للمصريين والسودانيين وأيضا للإثيوبيين».

وتابع: «هذه الإدارة أخذت وقتاً كافياً لدراسة الموضوع، وكانت لديها نية منذ البداية لدعم أى جهود تعاونية بينها وبين الدول الثلاث، ولذلك  رأينا أن وجود هذا الوفد فى المنطقة الأسبوع الماضى لا يعنى أن الإدارة  لم تكن تهتم بالموضوع من قبل، بل على العكس كانت هناك اجتماعات وتشاورات، وكنا نستمع عبر سفاراتنا فى كل من المدن الثلاث».

وقال الناطق الإقليمى باسم وزارة الخارجية الأمريكية  «نحن محايدون.. لدينا علاقات مع الدول الثلاث، فعلاقاتنا جيدة مع مصر والسودان وإثيوبيا والإدارة الأمريكية تريد دعم الدول الثلاث، وسوف تستمر فى التنسيق والتشاور وتستمع من مصر والسودان وإثيوبيا، ولذلك قام الوفد بزيارة كل البلدان، بما فى ذلك كينشاسا..  مضيفا الموقف الأمريكى واضح جداً، فواشنطن تريد مع الاتحاد الأوروبى وأى مؤسسة دولية أخرى أن تلعب دوراً إيجابياً وتدعم أى جهود تعاون».

وحول المقترح السودانى الذى أيدته القاهرة، الخاص بالوساطة الرباعية التى تشكل واشنطن أحد أضلاعها، أوضح وربيرغ «حتى الآن فى الولايات المتحدة ليس لدينا موقف بالنسبة لهذا الطلب؛ لأنه لابد لكل الأطراف طلب المساعدة من المجتمع الدولي، ولابد من اتفاق المؤسسات الدولية الأخرى ،ومن وجهة نظرنا، فنحن مستعدون لدعم أى جهود بين الدول الثلاث».

وحول ما إذا كانت إدارة الرئيس جو بايدن قد راجعت ما أسفرت عنه الوساطة الأمريكية السابقة فى عهد الرئيس دونالد ترامب وما تضمنته من وثائق واتفاق لم توقع عليه أديس أبابا، لفت الناطق الإقليمى باسم الخارجية الأمريكية، إلى أنه «كان هناك طريق طويل بالنسبة لهذا الأمر وتفاصيل كثيرة حدثت فى الماضي.. نحن الآن نركز حول أفضل طريق للعب دور إيجابى ودعم الجهود بين البلدان الثلاثة، ولا نريد العودة إلى الماضي.. نريد المستقبل وتشجيع استئناف الحوار». وبالحديث عن أبرز السيناريوهات حال فشل المفاوضات مع اقتراب الملء الثانى فى يوليو المقبل،  وما تملكه واشنطن من أدوات ضغط، قال وربيرغ: «فى نهاية المطاف فإن الحل لابد أن يكون فى يد الدول الثلاث.. نحن لن ندخر جهداً للعب دور إيجابى ودعم أى جهود وسنبذل كل ما فى وسعنا لتشجيع استئناف الحوار بين البلدان»، رافضاً الحديث أو التدخل فى «فرضيات مستقبلية». كما رفض التعليق على فرضيات الحلول غير الدبلوماسية التى يتم الحديث بشأنها، مكتفياً بالقول: «من وجهة نظرنا، فإن هناك حلا سلميا وتفاوضيا ودبلوماسيا»، مستشهداً بما يجمع واشنطن والدول المجاورة الأخرى بما فى ذلك المكسيك وكندا، والمياه المشتركة. وتابع: «من وجهة نظرنا نرى أنه ليس هناك أى حل إلا طاولة المفاوضات».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل