الرئيس السابق لـ«الأمان النووي» كريم الأدهم: مفاعل الضبعة يمكنه تحمل «تسونامي» (حوار) | المصري اليوم

الرئيس السابق لـ«الأمان النووي» كريم الأدهم: مفاعل الضبعة يمكنه تحمل «تسونامي» (حوار) | المصري اليوم

منذ 3 سنوات

الرئيس السابق لـ«الأمان النووي» كريم الأدهم: مفاعل الضبعة يمكنه تحمل «تسونامي» (حوار) | المصري اليوم

التطور الصناعي والتكنولوجي سلاح ذو حدين، فرغم مزاياه العديدة، تنتاب البعض مخاوف من آثاره الجانبية، وهو ما يدور حاليا بشأن الانبعاثات باختلاف أنواعها.\nسفير موسكو من الضبعة: المشروع النووي سيصعد بالعلاقات المصرية الروسية لآفاق جديدة\nوفد مصرى- روسى يتفقد تنفيذ «الضبعة النووية»\nمحافظ مطروح يتفقد مدرسة الضبعة للطاقة النووية\n«المصري اليوم» التقت الدكتور كريم الأدهم، الرئيس السابق لهيئة الأمان النووى، للإجابة عن التساؤلات الشائعة حول الطاقة النووية ومراحل الأمان في محة الضبعة.\nهل ستؤثر الإشعاعات المنبعثة من محطة الضبعة النووية على الحياة البيئية؟\nمن حيث المبدأ محطة الضبعة النووية لن ينبعث منها أي إشعاع ولن يتعرض أي مكان أو كائن حي في البيئة المحيطة للمحطة شأنه شأن المقيمين في المناطق البعيدة أو حتى القاهرة.\nالاعتماد على الطاقة النووية باعتبارها مصدر خالي من الانبعاثات، فالطاقة النووية هي أحد مصادر الطاقة النظيفة بجانب المصادر المتجددة وتلعب دورا بارزا كأحد الحلول الجوهرية لتقليل انبعاثات الكربون ولمجابهة ظاهرة الاحتباس الحراري.\nهل هناك مخاطر صحية على السكان من تلك الإشعاعات؟\nلا يوجد إشعاعات من حيث المبدأ والعامل الأساسي في المحطة هو الأمان النووي وحماية العاملين والجمهور والبيئة بصفة عامة من أي اشعاعات، إذاً في هذه الحالة محطة الضبعة للطاقة النووية التي تقوم شركة روساتوم بإقامتها تتوفر بها أعلى مستويات الأمان في العالم.\nما هى المبادىء الأساسية للأمان النووي؟\nتعتمد المبادئ الأساسية للأمان النووي على «مبدأ الدفاع في العمق» و«مبدأ التكرار»، و«مبدأ التنوع»، و«مبدأ الفصل الفيزيائي».\n«مبدأ الدفاع في العمق» يُعد استراتيجية شاملة تستهدف التشغيل الآمن للمحطة النووية وحماية الإنسان والبيئة من أي أضرار ويتكون من عدة مستويات متعاقبة لمجابهة أي خطأ بشري أو خلل في المعدات، وحماية الإنسان والبيئة من الأضرار في حالة فشل أحد أو بعض تلك المستويات من أداء مهامها على الوجه الأكمل.\nعن طريق سلسلة من الحواجز المتعاقبة والمستقلة لمنع تسرب المواد المشعة، و«مبدأ التكرارية» يعنى استخدام نظامين أو مكونين أو أكثر لأداء نفس الوظيفة بحيث أن خسارة أحدهم لا تؤثر على تأدية الوظيفة، مثلاً استخدام أكثر من خزان مياه لتبريد المفاعل في حالات الطوارئ، وكل خط لضخ المياه به مضختان على التوازي، استخدام أكثر من مصدر للكهرباء للاستخدام في حالات الطوارئ.\nومبدأ التنوع يعتمد على استخدام نظامين أو مكونين أو أكثر لأداء نفس الوظيفة وبشكل مختلف، مثلاً استخدام مضختين على التوازي أحدهما تعمل بالكهرباء والأخرى يتم ادارتها باستخدام تربين يعمل بالبخار.\nومبدأ الفصل الفيزيائي يعتمد على الفصل المادي بين الأنظمة أو المكونات التي تؤدي نفس الوظيفة، بحيث يمكن لأي منهم تأدية وظائفه دون التأثر بالظروف أو البيئة المحيطة بالآخر، مثلاً توجد غرفة تحكم رئيسية وغرف تحكم احتياطية كل منهما منفصل تمامًا عن الآخر بحيث لا يؤثر ظرف معاكس (حريق مثلاً) على قيام الآخر بوظائفه.\nبالإضافة إلى وجود نظم أمان سلبية لا تعتمد على مصدر للطاقة الكهربية، وإنما تعتمد على الظواهر الطبيعية مثل الجاذبية الارضية والسريان الطبيعي للسوائل.\nما السيناريوهات المتوقعة حال حدوث تسريب؟\nأولا: المحطات النووية بشكل عام تتمتع بمعايير سلامة عالية ومنها عوامل حماية ذات دفاع متعدد أو دفاع مضاعف بحيث أن الانفاق والحوائط المتعددة للأحتواء المتواجدة داخل مبنى القبة «ويسمى مبنى الاحتواء» تتكون من حواجز متعددة لمنع أي تسرب وتنتهى هذه الحواجز بهذا المبنى الذي يتم تصميمه بحيث لا يتأثر بأى عوامل خارجية حتى إذا اصطدمت به طائرة تجارية.\nإذن لا يوجد تسرب، وهناك خطط طوارئ معدة سابقا للاحتواء واحتمال حدوثها هو 1 في الـ10 مليون، بالإضافة إلى وجود نظم أمان سلبية لا تعتمد على وجود الطاقة الكهربية كما أن المفاعل يستطيع تحمل اصطدام طائرة تجارية ثقيلة تزن 450 طن وتسير بسرعة 150 متر على الثانية كما يستطيع تحمل تسونامي ويتحمل الزلازل ويتحمل الأعاصير والرياح.\nويتميز تصميم المفاعل الروسى وتزويده بماسك أو مصيدة لقلب المفاعل يسمى بـ(Core Catcher) لاحتواء قلب المفاعل بما فيه من وقود نووي والمواد عالية المستوى الإشعاعي بداخله وذلك حال حدوث حادث جسيم أدى إلى انصهار قلب المفاعل، وبذلك لا يسمح بتسرب تلك المواد إلى البيئة المحيطة ونسبة حدوثها منخفضة جدا 1 في العشرة مليون. وكل احتياطيات الأمان تلك من شأنها أن تبدد أية مخاوف من حدوث تسرب إشعاعي أو حادثة نووية كما حدث في تشرنوبل.\nماذا تقول للمعترضيت على الطاقة النووية؟\nأي مصادر للطاقة لها مميزات وعيوب والطاقة النووية لها العديد من المميزات والفوائد التي تميزها عن مصادر الطاقة الأخرى. والدولة تعمل على تبنى الطاقة النووية في إطار التنويع في مصادر الطاقة لكى لا تعتمد على مصدر واحد. ونحن حاليا في مصر نعتمد على الوقود الاحفورى (الغاز والبترول) بشكل كبير والمستخرج من الطاقات الاخرى المتجددة محدود. لذا التنويع في مصادر الطاقة أمر مفروغ منه وهام جدا. حيث قال ونستون تشرشل: «تنويع مصادر الطاقة هو أمن قومى».\nهل الطاقة النووية تضر بالبيئة في المستقبل؟\nالطاقة النووية أقل مصادر الطاقة تأثيرا على البيئة بالسلب، حيث لا يوجد انبعاثات ولا تسبب زيادة في الاحتباس الحراري والأفضل أننا نستطيع أن نوفر الوقود الأحفورى المتمثل في الغاز والبترول للصناعات البتروكيماوية وبهذه الحالة سيكون هناك عائد اقتصادى كبير جدا.\nفمن المعروف أن أي مصدر وقود احفورى الاحتياطى منه ينفذ، ولكن احتياطى اليورانيوم في العالم يكفى العالم لـ1000 سنة بمعدل الاستهالك الحالى، وهناك خطة تطوير للصناعة المصرية من خلال برنامج طويل المدى لإنشاء المحطات النووية تتصاعد فيه نسب التصنيع المحلي في كل وحدة جديدة طبقاً لخطة واضحة وملتزم بها، مما سيحدث نقلة ضخمة في جودة الصناعة المصرية وإمكاناتها ويزيد من قدرتها التنافسية في الأسواق العالمية بسبب المعايير الصارمة للجودة التي تتطلبها صناعة المكونات النووية والتي ستنتقل بالضرورة إلى صناعة المكونات غير النووية التي تنتجها نفس المصانع.\nما هى مجالات الاستفادة من الطاقة النووية؟\nيمكن استخدام الطاقة النووية وتقنياتها في عدة مجالات بجانب توليد الكهرباء، مثل الزراعة والغذاء والطب واستكشاف الفضاء، وتحلية المياه وهي عملية إزالة الملح من مياه البحر المالحة لجعل الماء صالحًا للشرب، ولكن تتطلب هذه العملية كميات كبيرة من الطاقة. ويمكن للمنشآت النووية توفير الطاقة التي تحتاجها محطات التحلية لتوفير مياه عذبة صالحة للشرب.\nكما أن الطاقة النووية تمتاز بالمأمونية وثبات سعر الطاقة الكهربية المنتجة وتنافسيتها وعدم تأثرها بالتقلبات السريعة والحادة التي ربما تنشأ في مصادر الطاقة الأخرى، والطاقة النووية أحد المصادر الهامة لسد الاحتياجات المتزايدة من الطاقة الكهربائية اللازمة لخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية نظرا لتنافسيتها الاقتصادية العالية\nهل يتم التخلص من النفايات النووية أم يمكن إعادة استخدامها؟\nمن الطبيعى أن ينتج عن أي نشاط بشري نفايات، والنفايات النووية أصبحت أقل هاجس يمكن أن يعترض طريق المفاعلات النووية لأن التعامل معها أصبح يتم بطريقة أمنة ومتطورة جدا والتكنولوجيا المستخدمة أصبحت معروفة وثبت أمانها بشكل علمى وبمعايير مقننة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.\nويكون التعامل مع هذه النفايات المشعة عن طريق إنشاء وحدات لمعالجة النفايات المشعة، كما يوجد أوعية تخزين مناسبة لمدة 100 عام. وهناك حلول للتخلص من النفايات بشكل لا يؤثر على الأجيال القادمة. يتبع العالم بعض الاستراتيجيات للتخلص من النفايات المشعة، فينقسم التخزين إلى تخزين مبدئي في حوض لتبريد حزم الوقود المستنفذ، ثم ينتقل لتخزين لمدة طويلة إما تخزين رطب أو جاف في مستودعات ويمكن إعادة تدويره وإعادة استخدام الوقود عن طريق معالجة النفايات المشعة واستخراج الوقود غير المستهلك وإعادة استخدامه في مزيج الوقود الجديد. وأخيرا يكون القرار للدولة في الدفن النهائي أو الجيولوجي وهذا وفقا لإستراتيجية كل دولة.\nكيف استطاعت شركة روساتوم تحقيق أعلى نسبة أمان في مفاعل VVER-1200 من الجيل الثالث المطور؟\nنحن من المحظوظين في التعامل مع روساتوم لأن المفاعل في محطة الضبعة للطاقة النووية من مفاعلات الـ VVER – 1200 من الجيل الثالث المطور يتبع معايير أمان ووسائل أمان ذاتية عالية جدا.\nيأتي عنصر الأمان للمفاعل النووي على قائمة الأولويات في اختيار التكنولوجيا المستخدمة في المحطة النووية الأولي بالضبعة حيث تنتمي التكنولوجيا المستخدمة إلى نوعية مفاعلات الجيل الثالث المطور وهي التكنولوجيا الأعلى حاليا عالميا وتتميز بأعلى معدلات الأمان وفقا للمعايير التي حددتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد حادثة فوكوشيما.\nويتميز تصميم المفاعل الروسي باتباع كافة احتياطيات الأمان التي من شأنها تقليل الآثار البيئية لأدني مستوى وذلك من خلال مراعاة الآتي في التصميم مثل أنظمة أمان متطورة ووجود أنظمة أمان سلبية وذاتية ووعاء احتواء خرساني مزدوج لمنع تسرب أية مواد مشعة للبيئة المحيطة.

الخبر من المصدر